زملاء المهندس "عمرو" ينعونه بنشر "فيديوهاته".. الـ"فيسبوك" صدقة جارية
كتبت – يسرا سلامة:
لجأ عدد من أصدقاء وزملاء المهندس الراحل "عمرو إبراهيم"، خريج كلية هندسة حلوان، إثر الحادث الذي تعرض له، إلى طريقة جديدة لتخليد سيرته وأفعاله الطيبة، من خلال نشر الفيديوهات التعليمية التي يقدمها كـ"صدقة جارية" عبر فيسبوك.
يقول عبد الرحمن الليثي، أحد أصدقاء المهندس الراحل لـ"مصراوي"، إن حادثًا وقع للشاب في طريق التجمع، أثناء أدائه للخدمة العسكرية، بالقرب من مسجد المشير طنطاوي، بادر بحل أزمة إطار السيارة التي كان يستقلها، ولكن صدمته سيارة إسعاف، ولفظ أنفاسه الأخيرة.
عرفته الدفعة خلوقًا طيبًا، ومفيدًا لزملائه، عمرو انضم إلى فريق فورميلا حلوان، بكلية الهندسة للجامعة، لم تنقطع صلته بهندسة السيارات عقب تخرجه، فقرر تدشين REV academy ، وهى مبادرة يشرح من خلالها عمرو مع عدد من زملائه، عدة أسس لهندسة السيارات، من خلال الفيديوهات التي ينشرها عبر موقع التواصل فيسبوك، يقول صديقه "دي الحاجة اللي فضلت كصدقة جارية".
عبر منشور توسّع انتشاره بين المهندسين، تبادل زملائه الرحمة عليه، وكذلك الاستفادة من الفيديوهات قليلة العدد، لعمرو إبراهيم 4 فيديوهات، بخلاف فيديوهات أخرى قدمها زملاء آخرين، يسرد الصديق "عمرو طول عمره كان محبوب ودايمًا بيحب الخير، وبيساعد الزملاء الجدد في هندسة السيارات".
المهندس محمد عبد العاطي، كتب عن عمرو عقب رحيله، أحد المواقف بينهما "في مرة أتكلمت أنا وهو علي الفيس على كتاب من كتب التدريبات اللي هو كان بيديها، جالي عند البيت بنفسه وقالي اتفضل الكتاب يا باشمهندس، وحتي مرضيش ياخد فلوسه، مع العلم مكنتش أنا وهو نعرف بعض أوي وقتها.. الناس دي سابت بصمة في الدنيا مستحيل تتنسي مع مرور الوقت".
فريق REV بكلية حلوان، والمتخصص في هندسة السيارات بالجامعة، وجه النعي للمهندس الراحل "ببالغ الأسى توفى المهندس العظيم، العمود الأساسي للشركة، صاحب البسمة الدائمة والتفاؤل اللي مالوش نهاية، اللى من غيره مكانش هيبقى فى REV، صاحب الفضل علينا وعلى ناس كتير. ربنا يرحمه ويغفرله".
نماذج مماثلة وقعت عبر فيسبوك في الآونة الأخيرة، فقام مثلا عدة طلاب وطالبات من كلية الإعلام بجامعة القاهرة، بتدشين صفحة عبر فيسبوك بعنوان "صدقة جارية علي روح الإعلامية أمينة سعيد طاهر الماحـي"، تنشر بعض الأدعية والقرآن، رحمةً على الطالبة الراحلة.
وفي سؤال الشيخ فهمي عبد القوي، أمين لجنة الفتوى بدار الافتاء المصرية، عن مفهوم الصدقة الجارية، عرّفها فائلًا "هي كل ما تبقى ويمكن الانتفاع منه"، مضيفًا لمصراوي أن ما يقوم به الشباب بنشر العلم يندرج تحت باب العلم، وفقًا لحديث الرسول "إذا مات ابن آدم، ينقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية، علم ينتفع به، وولد صالح يدعو له".
في ذات السياق أكدّت عزة كريم، أستاذ علم الاجتماع أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت وسيلة اتصال واسعة للأعمال الخيرية، حتى بين الأسرة الواحدة.
فيديو قد يعجبك: