إعلان

مصراوي داخل مجمع ''سيتي فيو''...هنا قتلت رئيسة بنك أبوظبي في مصر

08:33 ص الأربعاء 23 نوفمبر 2016

كتب ـ محمد الصاوي:

الهدوء سيد الموقف في تلك البقعة الراقية الواقعة على طريق القاهرة-الإسكندرية الصحراوي على بعد نحو 40 كيلومترا من القاهرة. صمت لا يقطعه سوى ''صافرات'' تطلقها سيارة شرطة بين فنية وأخرى. رجال أمن مستنفرون يجوبون المنطقة، يستجوبون سكان، يفتشون ويبحثون ويتقصون: من قتل السيدة نيفين لطفي، الرئيسة التنفيذية لبنك أبوظبي الإسلامي في مصر؟

استيقظ سكان كومباوند ''سيتي فيو'' صباح الثلاثاء على جريمة قتل لم يشهدها المكان من قبل؛ فقد عثر على السيدة نيفين جثة هامدة داخل فيلتها مصابة بثلاث طعنات نافذة في الصدر والبطن، بحسب تحقيقات النيابة الأولية.

انقلبت حال المنطقة التي يقطنها بعض مشاهير المجتمع رأسا على عقب.

قال حارس فيلا مجاورة لتلك التي قتلت فيها المصرفية، ''الناس خايفة أوي'' بعد الحادثة. وأضاف أن صاحب الفيلا أمره بالتواجد أمامها على مدار الساعة ومراقبة المنطقة جيدا. تحدث الحارس مع مصراوي شريطة عدم كشف هويته بعد تنبيه قوات الأمن على الحراس والسكان عدم الحديث إلى الصحافة.

يشتمل الجزء الذي تقع فيه فيلا القتيلة على 10 فيلات مماثلة. بعضها مأهولة بالسكان أحدها يملكها الفنان أحمد السقا وأخرى للفنانة غادة عادل. الفيلا على مساحة 1000 متر مربع وهي من طابقين وسورها لا يتجاوز طوله ثلاثة أمتار.

بالقرب من سكن السيدة نيفين لطفي تجمع بعض حراس الأمن الخاص في المنطقة. كانت الجريمة محور حديثهم. ينقل أحدهم ويدعى خالد، 30 سنة، عن زميله الذي يعمل لدى الرئيسة التنفيذية لبنك أبوظبي أن المشتبه فيه دخل الفيلا من الخلف وارتكب جريمته وفر هاربا في سيارة ماركة مرسيدس ملك السيدة نيفين لطفي، مضيفا أن ''الأمن فتح البوابات. كان طاير بالعربية.''

ما قاله الموظف أكده مصدر أمني من مباحث الجيزة تحدث لمصراوي شريطة عدم كشف هويته لأنه غير مخول الحديث للصحافة.

قال المصدر إن قوات الأمن عثرت على السيارة على طريق القاهرة-الإسكندرية الصحراوي، ويبدو أن المشتبه فيه اصطدم بها في أحد الجدران حيث أن بها ''خبطات وخربشات'' من الأمام.

تعيش السيدة نيفين بمفردها في الفيلا مع خادمة إندونيسية الجنسية وعامل فضلا عن فرد أمن خاص سائق. يقول حارس الفيلا المجاورة ''بشتغل هنا من 5 سنين. الست نيفين كانت موجودة لم جيت. كانت ست طيبة ومحترمة وملهاش اختلاط بحد،'' مضيفا أنه بين حين واخر يأتي أحد أقاربها لزيارتها خاصة شقيقتها وتدعى فاطمة التي تسكن في القطاع الأول من ''الكومباوند''.

تتمتع السيدة نيفين لطفي بخبرة معتبرة في مجال البنوك تمتد لأكثر من ثلاثة عقود، فصاحبة ال64 عاما عملت في مجموعة ''سيتي بنك'' بعد تخرجها من الجامعة الأمريكية في 1976 عملت بعد ذلك في العديد من البنوك والشركات الكبرى، حتى استقر بها المطاف في بنك أبو ظبي الإسلامي. كما أن لديها ابنين يعيشان خارج مصر ولا يأتيان إلا كل عدة سنوات، بحسب حارس الفيلا المجاورة لفيلتها.

تحريات الأمن الأولية أظهرت أن عامل النظافة والسائق ذهبا صباح يوم الحادث إلى الفيلا. لم يجد السائق السيارة في مكانها المعتاد، الأمر الذي أثار شكوكه فدخل هو والعامل إلى الفيلا ووجدا الخادمة نائمة.

ازدادت الشكوك عندما لم تنزل السيدة نيفين في موعدها الطبيعي؛ فصعدت الخادمة لتوقظها ظنا أنها ''لسه نايمة'' - على ما قالت في تحريات الشرطة -؛ فوجدتها ملقاة على السرير غارقة في دمائها والغرفة مبعثرة فسارعت هي والسائق والعامل بإبلاغ الشرطة التي حضرت على الفور.

بعد دقائق تحول المكان إلى ثكنة عسكرية. الأمن في كل مكان. لا أحد يخرج أو يدخل دون التحقق من شخصيته. حتى عمال توصيل الطلبات لابد أن يصاحبهم فرد من الأمن الخاص بـ''الكومباوند''، هكذا كانت تعليمات الشرطة.

يقول أحد أفراد الأمن الخاص، فضل عدم كشف هويته، إن عدد الحراس على كل بوابة من المجمع السكني زاد ثلاثة أمثال. ''كل بوابة من قطاعات المجمع السبع كان عليها 4 أفراد أمن. بعد الحادثة زادوا إلى 12،'' مشيرا إلى إلغاء الراحات الأسبوعية للعاملين لدى شركة الأمن.

التشديدات الأمنية أزعجت السكان. وكان السائقون الذين يعملون لدى من يقطنون المنطقة من بين الأكثر تضررا. يقول أحدهم تصادف وجوده أثناء الحديث مع أفراد الأمن، ''أحنا هنفضل محبوسين كده لحد أمتى.. كل شوية الأمن يوقفني أنت رايح فين وجاي منين وبتعمل أيه هنا؟''.

حتى وقت متأخر من الليل كانت الشرطة تسأل سكان المنطقة عن الحادثة في إطار جهود تجميع معلومات وربط خيوط قد تقود في النهاية إلى كشف لغز مقتل السيدة في هذا المكان الراقي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان