كيف هاجم مسلحون كمين النقب الحدودي في دقائق معدودة؟

كتب - محمد شعبان وعلاء عمران:

عندما اقتربت الساعة لتعلن التاسعة، دوى صوت إطلاق نار هز أرجاء مدينة الخارجة بالوادي الجديد.

بعد دقائق معدودة، انتشر الخبر، حيث استهدفت مجموعات إرهابية مدججة بالأسلحة أفراد كمين النقب الحدودي.

كمين النقب الحدودي يبعد عن مدينة الخارجة حوالي 80 كيلو متر، بطريق (الخارجة - أسيوط).

تسبب الحادث في حالة من الخوف والذعر بين الأهالي، لتتحول المنطقة إلى ثكنة عسكرية وسط انتشار موسع لرجال الشرطة الذين أغلقوا مداخل مخارج المحافظة؛ لتضييق الخناق على الجناة.

أعلن الدكتور محمد السيد موسى، وكيل وزارة الصحة في الوادي الجديد، عن سقوط 6 شهداء ومصابين اثنين من قوة الكمين، ليعلن بعدها ارتفاع أعداد الشهداء إلى 8 و3 مصابين حالتهم مستقرة، حيث تراوحت إصابتهم بين طلق ناري واشتباه كسر بالقدم.

هرعت 6 سيارات إسعاف لنقل الجثامين والمصابين إلى مستشفى الخارجة العام، بالتزامن مع وصول اللواء عصام مريد، مدير أمن الوادي الجديد، لتفقد مسرح الحادث.

علم مصراوي من مصادر بديوان محافظة الوادي الجديد أن المحافظ اللواء محمود عشماوي قطع زيارته إلى محافظة الدقهلية لتلقي العزاء في حماه، وهو في طريقه إلى الوادي الجديد لمتابعة مستجدات الحادث الإرهابي الذي استهدف كمين النقب الحدودي مساء اليوم.

عقب مرور نحو ساعة و15 دقيقة، أصدرت وزارة الداخلية بيانا صحفيا، أكدت خلاله أن أفراد الكمين تصدوا لهجوم مسلح من "مجموعات إرهابية"، ما أسفر عن مقتل 2 من العناصر المسلحة، واستشهاد 8 من قوة الكمين (شرطي - 7 مجندين)، وإصابة ضابط ومجندين.

شاهد عيان بالقرب من موقع الحادث، أكد أن ثلاث سيارات دفع رباعي يستقلها ملثمون، شنوا هجومًا مسلحًا على كمين النقب، وسط تبادل إطلاق النار امتد لدقائق معدودة.

وأضاف شاهد العيان، أن منفذي الهجوم، لاذوا بالفرار عبر طريق (الخارجة - أسيوط) وسط هتاف "الله أكبر.. الله أكبر"، لافتًا بأنهم حال تفقدهم للكمين، وجدوا الجميع على الأرض ما بين قتلى ومصابين.

وقال مصدر أمني مسؤول، إن كمين النقب الذي تم استهدافه قوته ١٥ فردًا، ما بين ضابط وأمناء شرطة ومجندين.

وأضاف المصدر - في تصريح لمصراوي - أن مجهولين يستقلون سيارة، استهدفوا الكمين بإلقاء عبوات ناسفة على القوات، وأطلقوا بعدها وابلا من الأعيرة النارية.

وحصل "مصراوي" على أسماء بعض الشهداء وهم: النقيب حازم أسامة، المجند محمد سيد حسن، أمين شرطة محمود إبراهيم الدسوقي، والمجند محمدشاهر أحمد.

وفي مارس 2016، شهد نفس الكمين اشتباكا مسلحا مع عصابة لتهريب الآثار، أسفر عن إصابة ثلاثة من عناصر العصابة، وتمكنت قوات الشرطة من ضبط 5 متهمين.