يتامى "إشراقة".. أجساد لاحقتها "الشهوة والتعذيب" والمتهمة زوجة رجل مهم
كتب - محمد شعبان:
ما إن تبصر أعينهم غريبًا إلا وتركض أجسادهم هرولة إلى جحورها هربًا، فقد عاشوا زمنًا فئران تجارب لسادية حاولنا كشف معالمها داخل دار "إشراقة" بالشيخ زايد، حيث عُذب أيتام على يد من كُلفوا برعايتهم.
48 ساعة من التحقيقات، والملاحظات، والرقابة، والإفادات، وعدسات الكاميرات كانت كفيلة بتوريث أطفال الدار رعبًا استحالت معه محاولات القرب منهم لكشف قصة أجمع شهودها على هول تفاصيلها ومسؤولية أرملة رئيس الوزراء الأسبق عاطف عبيد عن أحداثها.
الشاهد الأول
يقول خالد محمود، أخصائي اجتماعي بالدار، إن الدار تم افتتاحه عام 2002، عندما استقبل 17 رضيعا، أحدهم يقيم لدى نجد محمد، أرملة عاطف عبيد، لافتا بأن أعمار الـ 16 طفلا المقيمون حاليا هو 16 تتراوح أعمارهم ما بين 11 - 13 عاما.
ويضيف "محمود"، في حديثه لمصراوي، أنه التحق بالعمل في الدار عن طريق إحدى المتطوعات المسؤولات عن عملية الإنفاق على الدار، عقب تخرجه من كلية الخدمة الاجتماعية بحلوان عام 2016.
ويؤكد الأخصائي الاجتماعي، أن الدار كانت تخضع لإشراف أرملة عاطف عبيد على رأس مجلس إدارة تضم30 عضوا من المتطوعين، حيث يعمل 3 مشرفين - إحداهم فتاة - بالإضافة إليه وحارس الدار.
ويشير إلى أن أحد المشرفين يدعى "عمرو. أ"، كان دائم التعدي على الأطفال "كان بيضربهم على طول ويلسعهم بالنار والمكوة في أماكن حساسة بدون رحمة،" لافتا بأن الفتاة كانت سيئة السلوك، تتناول السجائر بشراهة، ودائما ما كانت تسب الأطفال بألفاظ بذيئة وتعتدي عليهم بعصا خشبية.
"مرة عمرو سخن سكينة ولسع بيها طفل عنده 11 سنة جنب عضوه الذكري علشان عنده تبول لا إرادي،" يشير خالد محمود، إلى أن عمرو عمل لمدة عام ونصف، ثم تم طرده، قبل الاستعانة به لمدة 4 أشهر انتهت في يناير الماضي.
ويشدد "محمود"، على أن الأطفال يعانون اضطرابات نفسية، ولديهم عدوان زائد نتيجة وصلات التعذيب من قبل المشرفين "الولاد محتاجين دكتور نفسي".
الشاهد الثاني
يؤكد شريف علي، حارس الدار الليلي، أنه كان شاهدا على بعض وقائع التعذيب التي كان بطلها المشرف "عمرو. ا"، إحداها بغرفة بمدخل الدار مخصصة للسائق.
ويوضح "علي"، أن خلافات عدة وقعت بينه وذلك المشرف، تطور عدد منها إلى اشتباك بالأيدي "كنت بضربه لما العيال بيشتكولي من سوء معاملته لهم".
ويسترجع حارس الدار بعض المواقف العصيبة التي مرَّ بها، وصرخات الأطفال من بطش المشرفين الثلاثة، ومحاولة أحدهم التعدي جنسيا على الأطفال "أنا منعت حالتين".
الشاهد الثالث
يقول عوض دومة، خفير خصوصي بمنطقة الثورة الخضراء بالبوابة السادسة، إنه تولى حراسة المنطقة منذ 6 أعوام، لاحظ بعض الأحيان وقوف الأطفال عند باب الدار "إلحقونا بيضربونا".
ويضيف "دومة"، أنه ومساعده أنقذوا أطفال الدار بعد محاولة هروبهم من سوء معاملة مشرفة صغيرة في السن "دخلنا العيال للدار، واتكلمنا مع المشرفة لكن كانت بتقول ألفاظ بشعة وماسكة السجارة في إيدها.. ماعرفناش نعمل معاها حاجة".
الشاهد الرابع
تلقت وزارة التضامن الاجتماعي بلاغا يوم الإثنين الماضي من إحدى المتطوعات بوجود أطفال بدار "إشراقة" دون طعام أو إشراف، تقول الدكتورة عزة عبدون، مدير رعاية الأمومة والطفولة بوزارة التضامن.
"لجنة التدخل السريع توجهت إلى الدار نفس اليوم لفحص الشكوى،" توضح "عبدون"، أنهم فوجئوا بانقطاع التيار الكهربائي "الدار مافيهاش مولد وشغالة الكارت،" مشددة على أنها اجرت اتصالا بأرملة عاطف عبيد "مردتش علينا، وفي الآخر قفلت تليفونها".
وتؤكد مدير رعاية الأمومة والطفولة بوزارة التضامن، أنها حررت محضرا بقسم شرطة الشيخ زايد، وصلت على إثره لجنة من الرقابة الإدارية والنيابة العامة لفحص الحالة المتدهورة التي وصل إليها الدار من إهمال الأطفال.
وتضيف أنه عقب الاستماع إلى أقوالهم في نيابة أول أكتوبر حتى الرابعة فجر أول أمس، صدر قرارا بحل مجلس الإدارة، وإسناد المهمة مؤقتا لجمعية الأورمان.
الشاهد الخامس
ومع غروب الشمس، وصلت مجموعة من جمعية الأورمان بقيادة هاني عبد الفتاح، لاستلام مهام إدارة الدار، حيث أكد "عبد الفتاح"، أنه تم تعيين نحو 7 مشرفين وطباخ فرد حراسة.
وعما تردد بالاعتداء الجنسي على بعض الأطفال، شدد على أنه لا صحة لذلك الأمر، لافتا بأنه تم توقيع الكشف على 6 أطفال من قبل الطب الشرعي للتأكد من هذا الأمر بشكل قاطع.
الشاهد السادس
"كل طفل كان بياكل قطعتين جبنة في الأسبوع ورغيف عيش طول اليوم،" بهذه الكلمات وصفت إحدى المتطوعات حالة الدار خلال الفترة الأخيرة، لافتة بأن نجد محمد، منعت الأطفال من الذهاب إلى مدارسهم خلال الفصل الدراسي الثاني "كانت بتقول انهم فاشلين رغم انهم نجحوا بدرجات كويسة الترم الأول".
وتؤكد أنهم تقدموا بعدة شكاوى لوزارة التضامن، لكن جميعها كانت تتوقف عند نقطة معينة "سلطة ونفوذ مدام نجد محمد كانت السبب".
واختتمت حديثها لمصراوي بتوجيه رسالة إلى المسؤولين "نفسي الولاد يعيشوا حياة حلوة لأنهم شافو بهدلة كتير".
وتمكنت مأمورية بقيادة العقيد محمد حامد، مفتش مباحث قطاع أكتوبر، والرائد إسلام المهداوي، رئيس مباحث الشيخ زايد، ومعاونه النقيب محمد المسلمي، من ضبط المتهم أثناء تواجده بإحدى دور رعاية المسننين بمنطقة مصر الجديدة، وصد قرارا من نيابة أكتوبر أول بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.
فيديو قد يعجبك: