تجار عن "الشعب يأمر": فنكوش وشو إعلامي.. والصناع: "طبطبة على الغلابة"
تقرير - إيمان منصور:
على عكس المتوقع، هاجم تجار المبادرة التي طرحها الإعلامي عمرو أديب تحت عنوان "الشعب يأمر" أمس الاثنين، من أجل خفض الأسعار ورفع الأعباء عن كاهل المواطن المصري، مطالباً المسؤولين والقيادات السياسية والتجار ومنافذ التوزيع بتخفيض أسعار السلع الأساسية 20 في المئة لمدة ثلاثة شهور متتالية.
ورفض تجار، استطلع مصراوي رأيهم، هذه المبادرة، مشيرين إلى أنه ليس مسؤولًا في الدولة أو اقتصاديًا له خبرة في السوق والأسعار، قائلين "من هو عمرو أديب لكي يطالب أو يتبنى مبادارات؟".
وطالب التجار من الإعلامي أن يبدأ بنفسه وجميع الإعلامين في هذه المبادرة ويتبرعون بـ 20 في المئة من رواتبهم 3 شهور في العام، وفي هذه الحالة سيوافق التجار على هذه المبادرة.
"الشعب هيأمر مين"
وقال علي شكري نائب رئيس غرفة القاهرة التجارية، إن الغرفة لن تشارك في هذه المبادرة، واصفًا إياها بأنها عبارة عن "فنكوش" أتى به الإعلامي عمرو أديب "لعمل شو إعلامي وليس لها أي فائدة ولا تسمن ولا تغني من جوع".
وأضاف شكري خلال اتصال هاتفي مع مصراوي، أن أديب يعتقد أنه يعيش في أوروبا وليس في مصر، وتساءل: "الشعب هيأمر مين؟ الحكومة ولا التجار، وإذا كان هذا صحيح فالأولى أن يأمر الشعب الإعلاميين بتناول الموضوعات بالشفافية والصراحة وأن يبدؤوا هم تطبيق مثل هذه المبادرات على أنفسهم".
وأشار إلى أنه من الأولى أن يتبرع الإعلاميون الذين يتقاضون ملايين الجنيهات لصندوق "تحيا مصر"، كما أنه كان من المفروض أن يتم الصلح مع رجل الأعمال حسين سالم على دفع مليارات الدولارات بدلًا من 7 مليار جنيه قائلًا "هنفضل نزايد على بعض لإمتى".
ولفت شكري إلى أن مشكلة الأسعار عند الحكومة وليس التجار وعدم توفر الدولار وقلة المعروض ليس مشكلة التجار وليس ذنبهم، منوهًا إلى أنه دائمًا كل اللوم يلقى على التاجر فقط فهل التاجر هو سبب وقف الاستيراد أو ارتعاش الحكومة، أو تعويم الجنيه.
ومن جانبه، تساءل جمال علام نائب رئيس شعبة تجار الخضر والفاكهة بغرفة القاهرة التجارية، قائلًا: "من هو عمرو أديب وماذا يفهم بالسوق أو الاقتصاد كي يبتنى مبادرات ويطالب التجار أو غيرهم".
وأوضح علام خلال اتصال هاتفي مع مصراوي، أن السوق عرض وطلب والتجار ليس لها علاقة بتحديد الأسعار، حتى أن المستهلك يمكن أن يحدد السعر أكثر من التاجر إذا امتنع عن الشراء، ولكن التاجر يكون مضطرًا لرفع السعر إذا قل المعروض عن الطلب وهذا أمر طبيعي.
وأشار إلى أن عمرو أديب ومن مثله "يجلسون في التكيفات ويحاسبون التاجر البسيط"، مطالبًا أديب أن يوفر السلع وسيلتزم التجار حينها ببيع السلع مجانًا.
وأكد علام رفضه لهذه المبادرة، قائلًا "نحن لسنا محتكرين ولا نبيع أسمنت أو حديد ونقوم بتخزينه، إحنا لو مبعناش على آخر اليوم البضاعة هتترمي".
نسبة من المرتبات
كما أعلن محمد وهبة رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية رفضه أيضًا هذه المبادرة، مهاجمًا عمرو أديب قائلًا: "لماذا لم يتبنَ الإعلاميون مبادرات بتنازلهم عن نسبة من رواتبهم؟"
وأكد وهبة خلال اتصال هاتفي مع مصراوي، "أنه إذا وافق أديب وزملاءه على التنازل عن 20 بالمئة من مرتبه سنوافق على المبادرة وبذلك سوف تحصل الدولة على المليارات".
وأضاف أن التجار الذين تصفهم بعض وسائل الإعلام "بأنهم طماعين وجشعين يعيشون في أوضة وصالة ومن يعمل بهذه الوسائل يسكن في فيلا ويتقاضى ملايين الجنيهات".
"طبطبة على الغلابة"
وعلى صعيد آخر، رحب محمد البهي عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات بهذه المبادرة، معلنا مشاركة الاتحاد بها كما سبق وأعلن رئيس غرفة الصناعات الغذائية وموافقته على خفض الأسعار.
وأضاف البهي خلال اتصال هاتفي مع مصراوي، أنه لكي يتم تطبيق هذه المبادرة لابد من تواجد كافة أضلاع هذه المبادرة وهو تحديد هامش ربح للتاجر أولًا لمعرفة سيتم تخفيض "كم من كم".
ولفت إلى أنه برغم تناول الرئيس عبد الفتاح السيسي دائمًا قضية خفض الأسعار ولكن الدولة ليست هي المسؤولة عن رفع التجار الأسعار قبل زيادتها سواء محلية أو مستوردة، ولهذا لابد أن تكون هناك دور للأجهزة الرقابية وتحديد هامش ربح للتاجر خاصة في ظل اقتصاد السوق الحر وعدم وجود تسعيرة جبرية.
وقال البهي إن بعض التجار يبيعون السلع للمستهلك بنحو 4 أضعاف سعرها الحقيقي، موضحًا أن هذه المبادرة تمثل "عرض نبيل دون توجيه الاتهام لأحد، ولكنها ستكون نوعًا من الطبطبة على المواطن البسيط وستزيد الثقة بين الأطراف ولكن بشرط أن تكون هناك آلية لتنفيذ جميع الأطراف المعنية بها الصنع والتاجر والموزع والتزام كلٍ منهم بتخفيض 20 بالمئة".
وتساءل: "أين توجد المشكلة إذا تم وضع هامش محدد ربح للتاجر وحصل عليه طوال العام وتنازل عنه في 3 أشهر؟ هذه ليست أزمة".
ولفت إلى أن اتحاد الصناعات بمشاركته في هذه المبادرة سيمثل عاملًا كبيرًا في نجاحها حيث أنه وافق على خفض الأسعار رغم أن السعر محدد ومدون، وعلى الجميع أن يفكر بهذه الطريقة على أنها نوع من التناغم بين أطراف الشعب ولفتة بسيطة تبعث في نفوس الغلابة الراحة النفسية.
وكان أشرف الجزايرلي رئيس مجلس إدارة غرفة الصناعات الغذائية، أكد خلال مداخلة هاتفية لعمرو أديب في برنامج"كل يوم" على فضائية "أون تي في" أمس الاثنين، أهمية المبادرة التي أطلقها.
وأشار الجزايرلي إلى أن الغرفة ستنسق مع كل السلاسل الكبرى للدخول فى الحملة، منوهًا إلى أنه سيصطحب معه يوم الأربعاء المقبل، ممثلي كافة السلاسل التي ستنضم للحملة للظهور مع أديب فى برنامجه للتأكيد على خفض الأسعار.
آلية السيسي وارتفاع معدل التضخم
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلن خلال افتتاح مشروع بشاير الخير بمنطقة غيط العنب بالإسكندرية، مؤخرًا، عن آلية جديدة لخفض أسعار السلع الأساسية خلال الشهرين المقبلين بغض النظر عن سعر الدولار، وأنها ستشمل زيادة المعروض من هذه السلع بحيث يكافئ الطلب عليها وبالتالي تنخفض أسعارها.
ووفقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وصل معدل التضخم السنوي خلال أغسطس الماضي إلى 16.4 بالمئة مرتفعًا من 14.8 بالمئة خلال يوليو الماضي، ليسجل أعلى مستوى منذ عام 2008.
فيديو قد يعجبك: