بعد قرارين بالحظر.. هل شنت روسيا حربًا اقتصادية ضد مصر؟ (تقرير)
تقرير - أحمد عمار:
قرارا حظر اتخذتهما روسيا ضد مصر جاءوا بمثابة القرارات الـ ''عنيفة'' التي تضر اقتصاد مصر بشكل كبير وما تمثله تلك القرارات من دعاية سلبية لمصر، على الرغم من العلاقات الايجابية التي تربط بين البلدين والزيارات المتبادلة.
''السياحة والصادرات'' ذراعي اقتصاد الدولي، اتخذت روسيا قرارًا بالحظر بشأنهما، الأمر الذي يتسبب في وجود أزمة للاقتصاد المصري الذي يعاني من مؤشرات ''مقلقة'' تكافح مصر من أجل إنعاش الاقتصاد الذي يحاصره المشاكل وسط مخاوف ''السقوط والانهيار''، فيما يُعد قطاعي السياحة والصادرات أحد أكبر مصادر العملة الصعبة لمصر التي تعاني من ندرة في توفير الدولار نتيجة تراجع السياحة، وهو ما تسبب في ''خنق'' ومشاكل للاقتصاد المصري.
فقرار روسيا الأخير بشأن حظر استيراد الموالح والطماطم والبطاطس من مصر سيزيد من هموم الاقتصاد المصري إن لم تصل الحكومة إلى حل خصوصًا مع وجود تخوفات من أن يمثل القرار دعاية سلبية للمنتجات المصرية، كمت أنه سيمثل ضغطًا آخر على احتياطي مصر من النقد الأجنبي في الوقت الذي تحاول مصر زيادته من خلال الحصول على ودائع وقروض ومنح من دول أخرى وكان آخرها الاتفاق المبدئي للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي.
وأعرب مراقبون، من تخوفهم أن يمثل القرار الروسي دعاية سلبية على باقي الأسواق التي تتوجه إليها الصادرات المصرية.
حظر استراد الفاكهة والخضروات
وكانت أعلنت الهيئة الفيدرالية الروسية للرقابة البيطرية والصحة النباتية، أن موسكو ستوقف مؤقتًا واردات الفاكهة والخضروات من مصر اعتبارًا من 22 سبتمبر.
وأوضحت يوليا شفاباوسكيني نائبة رئيس الهيئة لوكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، أن الحظر جرى فرضه بسبب عدم كفاية عمل نظام الصحة النباتية المصري مضيفة أن الهيئة وجدت أصنافا ضمن الإمدادات المصرية دخلت الحجر عدة مرات هذا العام.
قرار عنيف
ومن جانبه، وصف علي عيسى رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، أن القرار الروسي ''عنيف''، وأن الروس ينظرون إلى مصلحتهم فقط.
واعتبر رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، خلال اتصال هاتفي مع مصراوي، ''أن القرار الروسي بشأن حظر استيراد الفواكه والخضروات المصرية جاء ردًا على قرار مصر بشأن حظر استيراد القمح المصاب بفطر الإرجوت الأمر الذي يمثل ضرر لها''، مطالبًا بأن تقوم الحكومة باتخاذ القرار على مستوى عالي، مضيفًا بقوله ''الموضوع أكبر من حظر الاستيراد''.
وأكد علي عيسى، أن ما تدعيه روسيا بشأن دخول بعض المنتجات المصرية للحجر الصحي لوجود مشاكل في بعض الشحنات، ليس بجديد وشئ طبيعي ومتواجد خصوصًا في الفاكهة والخضروات فهي شديدة الحساسية، مشيرًا إلى أنه يتم رفض الشحنة المصابة وليس حظر استيراد.
وأضاف ''هذا ما يحدث في كل دول العالم، حتى في الصادرات الروسية إلى مصر يتم رفض بعضها نتيجة وجود مشاكل بها وعدم ملائمتها''.
وأوضح رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، أن القرار سيكون سلبيًا على المصدرين والعمالة المصرية حيث أن روسيا تعد ثاني أكبر دولة مستوردة للخضر والفاكهة، مبينًا أن الصادرات المصرية لروسيا في الحاصلات الزراعية تبلغ 350 مليون دولار سنويًا.
وأَضاف أنه سيؤثر بشكل سلبي أيضًا على الفلاح المصري، وأسعار المنتجات في السوق المصري.
وفي نفس السياق، نفى علي عيسى، اتخاذ الولايات المتحدة الأمريكية أي قرار بشأن حظر استيراد بعض المنتجات المصرية.
وكانت هناك أنباء تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، زعمت أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية منعت دخول بعض من منتجات الألبان المصرية إلى الأراضي الأمريكية.
وذكرت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أن هناك وثائق رسمية نشرت على موقع هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، كشفت عن عدم صحة ما يتم تداوله، بإصدار تقارير بمنع عدد من المنتجات المصرية من الدخول إلى أمريكا، لافتة إلى أن تلك الوثائق أشارت إلى أن هذه المنتجات ممنوعة من 2009 و 2010 و2014، ولم تصدر أي قرارات بمنع أي منتج مصري فى العامين الأخيرين.
للاطلاع على- 'الزراعة'' تكشف حقيقة حظر أمريكا لاستيراد منتجات غذائية مصرية .. اضغط هنا
أزمة القمح
وجاء الإجراء الروسي بعد ساعات من قرار مفتشي الحجر في مصر برفض شحنة قمح روسي يبلغ حجمها 60 ألف طن بسبب وجود فطر الإرجوت.
ولكن من غير المعلوم هل القرار الروسي جاء ردًا على مصر بعد رفض شحنة قمح روسيا، حيث أن موسكو لم تشر إلى ذلك ضمن الأسباب التي ساقتها لتوضيح سبب الحظر.
وكانت قررت وزارة الزراعة، حظر استيراد أقماح مصابة بفطر الإرجوت، ويعد قرار الزراعة سلبيًا على روسيا، حيث تعد مصر أكبر دولة مستوردة للقمح في العالم، وورسيا إحدى أهم وأكبر الدول المصدرة للقمح لمصر.
وانتقدت وزارة التموين قرار الزراعة في بيان لها أشارت فيه أنها اضطرت إلى إلغاء مناقصة لشراء القمح بسبب قرار الزراعة، منوهة إلى أن المعايير العالمية تتيح الاستيراد بنسبة إصابة تصل إلى 05. % وهو ما أعلنته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الـفاو)، بحسب بيان لوزارة التموين.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء، عن تجار في القاهرة، أن الهيئة العامة للسلع التموينية في مصر لم تتلق أي عروض من مودري القمح العالميين في مناقصتها أمس الجمعة، في ظل استمرار المخاوف من السياسة التي تتبناها البلاد بخصوص فطر الإرجوت.
الحكومة تقرر
وأعلن المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة، اليوم الجمعة، أنه يجري حاليًا الإعداد لإيفاد بعثة فنية مصرية، تضم ممثلين عن الجهات المعنية بالحجر الزراعي والرقابة على الصادرات والواردات والمجلس التصديري للحاصلات الزراعية لزيارة روسيا الاتحادية نهاية شهر سبتمبر الجاري.
وستقوم البعثة الفنية ببحث مستجدات الموقف حول قرار الهيئة الفيدرالية الروسية للحجر الزراعي والبيطري بخصوص فرض قيود مؤقتة على الصادرات الزراعية المصرية إلى السوق الروسي وبصفة خاصة البطاطس والموالح والخوخ والفلفل والطماطم وذلك اعتبارًا من 22 سبتمبر الجاري.
موسم التصدير
وتزداد مخاوف المصدرين من تأثير القرار خصوصًا مع قرب بدء الموسم التصديري في نوفمبر المقبل.
وشدد وزير الصناعة، على أهمية إيجاد حل عاجل لتداعيات هذا القرار، خاصة في ظل قرب بدء الموسم التصديري في نوفمبر المقبل، وبصفة خاصة صادرات مصر من الموالح (البرتقال) إلى روسيا والتي بلغت 400 ألف طن خلال الموسم التصديري الماضي وهو ما يمثل نحو 30 بالمئة من إجمالي الصادرات المصرية من البرتقال.
السياحة
ومازالت السياحة -التي تعد شريان حياة للاقتصاد المصري-، تعاني حتى الآن من القرار الروسي، فعلى الرغم من مرور فترة كبيرة على سقوط الطائرة والمناقشات التي تمت بين مصر ورسيا والعمل على تأمين المطارات المصرية، لم تقرر روسيا حتى الآن إعادة الرحلات الجوية إلى شرم الشيخ.
فبعد أن بدأت مصر في استعادة جزئية لمعدلات السياحة خلال عامي 2014 و2015، جاءت الطائرة الروسية وما حدث من تداعيات بعدها لتزيد من هموم السياحة التي تعاني منذ 2011، وتسبب ذلك في حدوث ركود وشبه توقف للسياحة المصرية.
ففي 31 أكتوبر.. تحطمت طائرة متجهة إلى مدينة سان بطرسبرج الروسية بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ بـ 23 دقيقة، في منطقة الحسنة وسط شبه جزيرة سيناء على مسافة 90 كم جنوب مدينة العريش ومقتل السياح الذين كانوا على متنها إضافة إلى طاقم الطائرة وعددهم 224 شخصًا معظمهم من السائحين الروس.
وفي 6 نوفمبر.. قررت روسيا تعليق جميع رحلاتها الجوية إلى شرم الشيخ، بالإضافة إلى قرار إلغاء رحلات "مصر للطيران" المتجه إلى موسكو بشكل كامل، لتخوفات أمنية.
ثم قررت دول أخرى بعد الحادث ومنهم ألمانيا وبريطانيا وتركيا تعليق رحلاتهم إلى شرم الشيخ، حيث أعلنت روسيا أن عملًا إرهابيًا هو السبب وراء تحطم الطائرة في منطقة الحسنة بسيناء، ومقتل جميع من تواجد عليها، وتبنى تنظيم "داعش" حادث سقوط الطائرة، معلنًا على عدة مواقع تابعة للتنظيم على الإنترنت تنفيذ الواقعة.
فيديو قد يعجبك: