شيخ الأزهر يوضح مفهوم إعلان الجهاد..يؤكد:''لا يجوز قصره علي حمل السلاح''
كتب- محمود علي:
أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيِب شيخ الأزهر الشريف أن إعلان الجهاد وترتيب أموره خاص بولي الأمر ومن ينيبه، وبمصطلحاتنا الحديثة هو حق الحاكم علي وزارة الدفاع، ولا يمكن في عصرنا هذا إعلان الحرب خارج وزارة الدفاع أو خارج دائرة الحكم، ولا يجوز لأي شخص أو أي جماعة حركية أن تجيش جيشا وتخرج عن هذا النطاق.
وقال الإمام الأكبر - فى حديثَه الأسبوعي الذى يذاع غدا الجمعة، على الفضائية المصرية، ونقله بيان لمشيخة الأزهر اليوم الخميس- ''إن قَصر الجهاد علي حمل السلاح اختزال للدين في جزئية معينة، وأن الحركات المسلحة أيا كان اسمها لا تعبر عن روح الإسلام وصحيح الدين''.
وأوضح أن الجهاد بمعني القتال تارة يكون فرض كفاية، إذا قام به البعض سقط عن الباقين؛ كصلاة الجنازة، وتارة يكون فرض عين؛ كالصلاة والصوم، وذلك إذا هجم العدو على بلدٍ مسلم ودخلها وأمعن في القتل والتخريب والترهيب، فحينئذ يكون القتال واجبا على كل فرد مكلف من أفراد هذا البلد، لأن البلد أمام خطر داهم، وإذا كان للجهاد وزارة للدفاع ترتب أموره ولديها محاربون مدربون على مواجهة العدو؛ فإنه في هذه الحالة يكون فرض كفاية، فلا يجب على الجميع، وإنما على المدربين والمؤهلين لملاقاة العدو.
وأشار الطيب إلى أن الجهاد في الإسلام كلمة مطلقة تعني بذل المجهود في سبيل الله.. فهناك جهاد الشيطان، وجهاد النفس، وذلك بمقاومة الشهوات والميول الشيطانية، وهذا لا يقل شأنا عن القتال، وهناك جهاد بالحجة والبرهان، وجهاد بالمال، وجهاد بالتصدي للفقر والجهل والمرض وصرف الناس عن دين الله؛ لأنَّها تهدم مباشرة المقاصد الكلية للشريعة الإسلامية؛ وهي (حفظ الدين والنفس والعقل والمال والعرض).
وأضاف أنه سواء كان عدوك عدوا حسيا علي الجبهة أو عدوا معنويا؛ كمحاربة الفقر والتخلف، هذا كله جهاد في سبيل الله، وأما قصر الجهاد علي حمل السلاح فهذا اختزال للدين في جزئية معينة، إذ لا يجوز مقاتلة الأعداء إلا إذا رفعوا السلاح، مستشهدا بقول الله تعالى (وقاتلوا فِي سبِيل الله الَذين يقَاتلونَكم ولا تعتدوا إِن الله لاَ يحِب الْمعتدين) البقرة أية 190، ولم يقل سبحانه: وقَاتلوا فِي سبِيل الله الَذِين يخالفونكم في الدين.. وإن كان قتال المخالف للعقيدة موجودا في كتب مقدسة أخرى، وللأسف لا أحد يتحدث عن هذه الكتبِ، وإنما هم متفرغون فقط لنقدِ الإسلام بعد تأويل آيات القرآن تأويلا فاسدا.
وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أن طريق الدعوة إلى الله لم يحدده النبي - صلى الله علَيه وسلم - ولا العلماء، وإنما حدده القرآن الكريم في نص صريحٍ يقول فيه المولى سبحانه (ادع إِلِى سبِيلِ ربك بِالْحِكمة والْموعظَة الحسنَة وجادلهم بِالتِي هِي أَحسن﴾ النحل أية 125، فليس أمام المسلم إلا وسيلة من ثلاث وسائل لإبلاغ رسالته، وهى الحكمة التي تعني الحجة والبرهان، ثم الموعظة الحسنة التي تلين القلوب وبها معطيات عاطفية تزين للإنسان الإيمان، ثم الحوار شريطة أن يكون بالتي هي أحسن.
كما بين الإمام الأكبر أن الإسلام لم يضع في أذهان المسلمين في يومٍ ما أن ينشروا دينهم بقوة السلاح؛ لأن الإسلام يؤمن بأن العقائد لا تفرض، وإنما الاقتناع بالحجة والبرهان، كما أن الإسلام حرم ترويع الناس أيا كانت معتقداتهم، ويكفي في تحريم ذلك قول النبي -صلّى الله عليه وسلم - (من أشارَ إلى أخيهِ بحديدة، فإن الملائكةَ تلعنه حتَى ينتهيَ، وإن كان أخاه لأبيهِ وأمه).
ولفت فضيلته إلي أن الحركات المسلحة الآن أيا كان اسمها وأيا كانت اللافتة التي ترفعها، لا تعبر عن روح الإسلام وصحيح الدين.
فيديو قد يعجبك: