لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أزمة موظفي المراكز الاستكشافية تتفاقم.. والطحاوي: الوزير أساء استغلال سلطته - (صور)

06:12 م الأحد 04 ديسمبر 2016

كتبت – ياسمين محمد:

دخل اعتصام موظفي المراكز الاستكشافية المُنهى ندبهم بناءً على قرار الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، في يومه الرابع على التوالي، للمطالبة بالعدول عن القرار.

وقال المعتصمون بالمقر الرئيسي للمراكز الاستكشافية بحدائق القبة، والبالغ عددهم 82 موظفًا، إن الوزير قرر إنهاء ندبهم، وإعادتهم إلى وظائفهم الأصلية بالمدارس، بعد أن قضوا فترة انتداب تصل إلى 16 سنة بالنسبة لبعضهم، وذلك بالمخالفة لقانون العاملين بالدولة رقم 47 لسنة 1978، وقانون الخدمة المدنية الذي تم اعتماده من رئيس الجمهورية وجاري العمل على لائحته التنفيذية.

القوانين المنظمة

وتنص المادة 45 من اللائحة التنفيذية للقانون رقم 47 على: "يكون ندب العامل كل أو بعض الوقت لمدة سنة قابلة للتجديد حتى أربع سنوات، ولا يجوز تجديد الندب بعدها إلا في حالة الضرورة وبشرط عدم توافر درجات الوظائف التي يجوز شغلها عن طريق النقل".

كما تنص المادة 33 من قانون الخدمة المدنية على: "يجوز بقرار من السلطة المختصة، ندب الموظف للقيام مؤقتًا بعمل وظيفة أخرى من ذات المستوى الوظيفي لوظيفته، أو من المستوى الذي يعلوه مباشرة في ذات الوحدة التي يعمل بها أو في وحدة أخرى، إذا كانت حاجة العمل في الوظيفة الأصلية تسمح بذلك، ولا يجوز ندب الموظف خارج الوحدة إلا بناءً على طلبه، وتحدد اللائحة التنفيذية القواعد الخاصة بالندب، على ألا تزيد مدته عن أربع سنوات".

وأصدرت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، بيانًا صحفيًا، توضح فيه أسباب القرار، مؤكدة أن عدد العاملين الأساسيين بالمراكز الاستكشافية يصل إلى 413 عامل، وهو عدد كافي جدًا للقيام بالمهام المطلوبة، مضيفة أن معظم المنتدبين بتلك المراكز من المعلمين ويمثلون زيادة لا يحتاج إليها العمل في الوقت الذي يوجد به عجز بالمدارس، كما أن المراكز الاستكشافية لم تحقق الإنجازات المرجوة منها خلال الفترة الماضية.

"العاملون يردون"

وفند العاملون المنهى ندبهم بيان الوزارة لمصراوي، مؤكدين أنه يتضمن معلومات ملفقة، فقالت دينا سلامة إن العدد الحقيقي للقوى الأساسية بالمراكز الاستكشافية 370 موظف على مستوى 3 محافظات متضررة "القاهرة، الجيزة، القليوبية"، وليس كما تقول الوزارة 413، مشيرة إلى أن تخصصاتهم جميعًا "كمبيوتر، اتصالات وفنون جميلة"، وليس لهم علاقة بالتدريس والتعامل مع الطلبة، بينما كل من يريد الوزير إنهاء ندبهم تربويين، وعند بداية عملهم في المراكز الاستكشافية، حصلوا على دورات تدريبية مكثفة تؤهلهم للعمل، ما يجعل قرار الوزير إهدارًا للمال العام، وتهديدًا لعدم استمرار العمل بالمراكز التي كانت تستقبل يوميًا 2000 طالب.

وعن اتهام الوزارة للعاملين بالمراكز الاستكشافية بعدم تحقيق الأهداف المرجوة، قالت رضا بحراوي المتحدث باسم المراكز الاستكشافية، إنهم طالبوا الوزير بالحضور إلى المقر الرئيسي للمراكز والتعرف على المهام التي يقوم بها كل منهم، مشيرة إلى أنهم حاولوا توصيل صوتهم أكثر من مرة إلى الوزير ولكن دون جدوى، مضيفة أنه في حالة عدم تحقيق الأهداف، كان يجب على الوزارة محاسبة المسؤولين وليس العاملين.

وأضافت أن هناك مبنى بالمركز الاستكشافي الرئيسي بحدائق القبة، تكلف إنشاءه 350 مليون جنيه، ورفضت الهيئة العامة للأبنية التعليمية اعتماده لمشكلات فنية به، ما جعل الموظفين غير قادرين على العمل وليس لأنهم مقصرين.

وفي إحدى المداخلات التليفزيونية لبشير حسن المتحدث الإعلامي باسم وزارة التربية والتعليم، قال إن السبب الحقيقي لغضب الموظفين، هو أن إنهاء ندبهم يترتب عليه عدم حصولهم على مكافآت وحوافز تصل إلى 600 يوم سنويًا، وعلقت دينا سلامة على ذلك، بأنه في الوقت التي تتحدث فيه الوزارة عن الحوافز العالية المستحقة للعاملين، يحصل كافة العاملين بديوان عام الوزارة ويصل عددهم إلى نحو 7000 موظف، على حوافز تصل لدى بعضهم إلى 1200 يوم سنويًا، في حين يتقاضى المعلمون الملاليم.

وأضافت سلامة أنهم بدأوا يحصلون على هذه الحوافز من ست سنوات فقط، وكانوا من قبل ذلك يحصلون على رواتب ضعيفة جدًا تصل إلى 150 جنيهًا.

"الرأي القانوني"

وعقب الدكتور صلاح الطحاوي أستاذ القانون الدولي والمحكم بوزارة العدل، على قرار الوزير قائلًا إنه وفقًا للقانون رقم 47 الخاص العاملين المدنيين بالدولة، فإن قرار الوزير صحيحًا من الناحية القانونية، لأن عدم تحديد مدة للندب لا يعني أنه مطلق، مضيفًا: "ما لم يكن منطويًا على ضرر يقع على العاملين متمثل في النزول بالدرجة الوظيفية إلى المرتبة الأقل، أو غبن في المستحقات المادية".

وأضاف الطحاوي، أن موظفين منتدبين على درجات وظيفية لمدد تصل إلى 15 سنة، فمن المؤكد أنهم يحصلون على حوافز ومكافآت قد لا يتقاضونها من أماكن عملهم الأصلية ومن الصعب تغيير نمط حياتهم الذي استقروا عليه منذ سنوات، ما يمثل ضررًا وقع عليهم، وفي مثل هذه الحالة يكون قرار الوزيرمنطويًا على خطأ في تأويل القانون وتفسيره وتطبيقه، وإساءة لاستعمال السلطة.

ووجه الطحاوي العاملين، في حالة إثباتهم الضرر الذي سيقع عليهم حال إنهاء ندبهم، أن يتقدموا بتظلم إلى الوزير، ثم يتجهوا إلى لجنة فض المنازعات، وفي حالة عدم الوصول إلى نتيجة اللجوء لمحكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة للطعن على القرار.

"إخلاء إداري"

وأرسلت وزارة التربية والتعليم، لجنة من الشؤون المالية والإدارية إلى مقر الاعتصام، لعمل إخلاء إداري للموظفين دون أمر تنفيذي، ما يعني التقليل من درجاتهم الوظيفية حال تنفيذهم قرار إنهاء الندب.

ووصل إلى مقر الاعتصام هشام السنجري رئيس قطاع الخدمات والأنشطة التابع لوزارة التربية والتعليم، ومساعد وزير الداخلية، للاستماع إلى الموظفين وإنهاء الاعتصام.

وقالت رضا بحراوي المتحدث الإعلامي باسم المراكز، إن العاملين مصرون على استكمال الاعتصام حتى يستمع الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم إلى شكواهم، وينقذ المراكز الاستكشافية من الانهيار، مشيرة إلى أن القوى الأساسية بالمراكز متضامنين معهم لأنهم متأكدون أن تنفيذ قرار إنهاء الندب يعني بداية لإغلاق المراكز الاستكشافية.

وأكدت أن المسؤولين أوصلوا للوزير صورة مغلوطة عن العمل بالمراكز الاستكشافية ترتب عليها اتخاذ هذا القرار، مطالبة إياه بالاستجابة لمطلبهم والاستماع إليهم.

شبهات

وأكد العاملون بالمراكز الاستكشافية، أنه في الوقت الذي يؤكد فيه الوزير عدم حاجة المراكز للمنتدبين، صدرت أوامر بانتداب عاملين جدد كان آخرهم في شهر نوفمبر الماضي، مشيرين إلى أن من ضمنهم غادة العراقي شقيقة مدير المراكز الاستكشافية عبير العراقي، والتي كانت معلمة لغة فرنسية، وتم انتدابها بإدارة الكتب التفاعلية.

وعلم مصراوي من مصدر داخل المراكز الاستكشافية، أن اللجنة التي أرسلتها وزارة التريبة والتعليم، أرسلت محققًا من الشؤون القانونية للتحقيق مع مديرة المراكز بعد سماعهم تلك الواقعة من العاملين.

وقالت رضا بحراوي، إن الوزارة تراوغ العاملين منذ شهر أبريل الماضي، برفض تجديد قرار انتدابهم، ووقف مكافآتهم منذ شهر يوليو الماضي، ثم اعلانهم بإنهاء انتدابهم، ووقف راتبهم لشهر نوفمبر الماضي.

المراكز الاستكشافية

هي مراكز أنشأتها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، من أجل تقديم رعاية وتعليم الطلبة بجميع المراحل الدراسة، واكتشاف المواهب العلمية والفنية وتنميتها، انطلاقاً من ضرورة ربط العملية التعليمية بالظواهر الحياتية وما لذلك من ترسيخ المعلومة داخل ذهن الطلاب وخصوصًا للعلوم المستقبلية كـ:الهندسة الوراثية، وعلوم الكمبيوتر، والطاقة البديلة، وعلوم الفضاء، والتاريخ الطبيعى والجيولوجى، وعلوم الأرض والفضاء، وتنمية المواهب العلمية والابتكارية لدى الطلاب.

ويصل عدد المراكز الاستكشافية التابعة لوزارة التربية والتعليم على مستوى الجمهورية إلى 50 مركزًا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان