إعلان

أسوشيتد برس: تركيا واللعب من وراء ستار

07:14 م الأحد 14 سبتمبر 2014

اوردغان

كتبت - سارة عرفة:

قالت وكالة اسوشيتد برس الأمريكية إن تركيا تعد قوة من أكبر قوى العالم الإسلامي وتطل بحدودها على الصراع المستعر في سوريا والعراق، ومن ثم يتوقع لها أن تلعب دورا بارزا في الائتلاف الذي أعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) هذا الشهر عن تشكيله لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.

وأضافت الوكالة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني إنه رغم ذلك أبلغت تركيا حلفائها أنها ستبقى في الظل، وأعلنت أنها لن تشارك في العمليات القتالية بقوات بل وأحجمت عن السماح للناتو باستخدام قواعدها أو أراضيها لشن غارات جوية.

وتوضح الوكالة أن "الموقف المتحفظ الذي تتبناه تركيا ناجم عن معضلتين: أولاهما هي احتجاز التنظيم المتطرف للعشرات من الرهائن الأتراك وبينهم دبلوماسيين، والثانية أن أنقرة تخشى من تعزيز موقف الأقلية الكردية بالزج بهم في المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق".

وتشير إلى أن ما يزيد الموقف التركي تعقيدا هو توقها لاجتثاث جذور نظام بشار الأسد في سوريا، والذي أدى إلى التهاون مع المقاتلين الإسلاميين المناهضين لبشار عندما لاذوا بجانبها من الحدود مع سوريا- بل وربما أتاحت متنفسا للتنظيم المسلح على أراضيها.

وتضيف أن تركيا وجدت نفسها مؤخرا مجبرة على مواجهة التهديد الذي تفرضه الجماعة.

إلا أن ما يخشاه الغرب هو أن تهاون تركيا المستتر مع تنظيم الدولة الإسلامية يقترن بتصريحات إدانة قوية للتنظيم مع إجراءات لكبح جماحه ومن ذلك طردها من يشتبه في تعاطفهم مع الجماعة المسلحة، بحسب ما تقول أسوشيتدر برس.

ورغم إعلانهم دعم تركيا والتضامن معها، فإن حلفاء الناتو يتحدثون بهدوء عن رغبتهم في تحرك أقوى من تركيا.

هم بالأساس يريدون من تركيا تشديد الرقابة على حدودها، ووقف تدفق المقاتلين الذين يستخدمون تركيا كمحطة عبور من الدولة الغربية والشرق الاوسط، ومنع تهريب النفط من سوريا والذي يمثل مصدر تمويل للجماعة المتطرفة.

دول التحالف قد تستفيد أيضا من تعاون استخباراتي وثيق بل وربما القدرة على استخدام قاعد إنجرليك جنوبي تركيا كقاعدة لشن غارات جوية ضد التنظيم.

كان توجه تنظيم الدولة الإسلامية لتهريب النفط العراقي والسوري عبر الحدود التركية قد لفت انتباه الحكومات الغربية.

تركيا لم تقف موقف المتفرج، وشنت حملات لوقف عمليات التهريب، لكن المحللين يقولون إن تركيا لم تتمكن من فرض رقابة أمنية لضبط عمليات التهريب عبر حدود بطول 1200 كم مع العراق وسوريا.

وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيين جون كيري وتشاك هيجل زارا أنقرة الأسبوع في رحلتين متعاقبتين لدفع تركيا للاضطلاع بدورها، والتقيا مسؤولين بينهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

لكنهما عادا دون أن يظفرا بوعود دعم للعمليات القتالية ولو على المستوى العلني.

كلاهما أعرب عن تفهمه لموقف تركيا الدقيق.

تركيا أحجمت أيضا عن التوقيع على بيان توسطت الولايات المتحدة لتوقيعه من قبل دول شرق أوسطية، تتبرأ فيه من الجماعة المسلحة وتتعهد بقتالها.

إلى جانب مخاوفها بشأن مصير 49 دبلوماسي خطفتهم جماعة الدولة الإسلامية من مقر القنصلية التركية في الموصل، تجد تركيا نفسها مكتوفة الأيدي إزاء مسألة محاربة التنظيم المسلح بسبب صراعها مع الأقلية الكردية والذي استمر أكثر من ثلاثة عقود وأودى بحياة عشرات الآلاف من الضحايا.

كان المتمردون الأكراد قد أعلنوا العام الماضي وقف إطلاق النار، وبدأوا سحب المقاتلين من تركيا إلى قواعد في شمال العراق، غير أن التوترات عادت مؤخرا مع اتهام حزب العمال الكردستاني لتركيا بالتلكؤ في تمكين الاكراد من حقوقهم.

مسؤولو الحكومة يقولون إنهم يرون الآن دلائل تؤكد عبور أكراد من تركيا لمساعدة مسلحي حزب العمال الكردستاني (بي كيه كيه) في العراق وسوريا في قتالهم ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وربما تنتاب الحكومة مخاوف أيضا من أن تقوى شوكة الاكراد بالسلاح الغربي وتزداد جرأتهم بعد إحراز انتصارات حربية ومن ثم تزداد مطالبهم في تركيا.

وخلال مقابلات قال مسؤولون أتراك- تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم لانهم غير مصرح لهم بالتعقيب- إنهم اتخذوا إجراءات مناهضة لتنظيم الدولة الإسلامية منذ أشهر عندما أدركوا التهديد الذي تمثله الجماعة بالنسبة لتركيا.

وأشاروا إلى أن الدول الغربية كانت بطيئة في استجابتها لطلب تركيا قوائم بأسماء الأشخاص والجهات المتعاطفة مع التنظيم المتطرف، غير أن السلطات التركية جمعت الآن قائمة رصد ومراقبة لأكثر من ستة آلاف اسم.

وأجرت فرق من مسؤولي الأمن في المطارات ومحطات الحافلات في أنحاء تركيا تحقيقات مع أكثر من خمسمائة شخص خلال الأشهر الأربعة المنصرمة ورحلت 107 أشخاص لدولهم حسبما أفاد مسؤول في مكتب رئيس الوزراء التركي.

يؤكد المسؤولون أيضا إنهم يحاربون عمليات تهريب النفط لكنهم يواجهون تحديات على الحدود مع سوريا والتي تمتد لأكثر من 900 كيلو متر.

سنان أولجن الدبلوماسي التركي السابق ومدير مركز اسطنبول لدراسات الاقتصاد والسياسة الخارجية ، يرى أن تركيا كانت بطيئة في إدراك التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية في وقت سابق من الصراع السوري، بسبب ما أسماه "عمى استراتيجي".

وقال إن تركيا استخدمت كل ما لديها من أدوات لتشجيع فكرة تغيير النظام في سوريا بما في ذلك غض الطرف عما يطلق عليهم جهاديين.

لكنها- تركيا- غيرت سياستها.

"السبب الرئيسي وراء تغيير السلوك هو حقيقة أن أنقرة تدرك أن "جماعة الدولة الإسلامية" تمثل تهديدا أمنيا.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك .. اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان