إعلان

بريطانية هاربة من داعش: النساء هناك لا يفكرن سوى في القتل والعنف

02:15 م الخميس 15 أكتوبر 2015

بريطانية هاربة من داعش: النساء هناك لا يفكرن سوى ف

كتبت- هدى الشيمي:

تحدثت المرأة البريطانية التي تمكنت من الفرار من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" للقناة "channal4" الإخبارية في حوار خاص نقلته صحيفة الدايلي ميل البريطانية، لتفصح عن صعوبات الحياة التي عاشتها، والرعب الذي شعرت به أثناء تواجدها في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم. 

شوكي بيجوم، البالغة من العمر 33 عاما والحاصلة على شهادة في الحقوق من جامعة مانشستر، سافرت إلى سوريا برفقة ابنائها الخمسة، ويقال إنها ذهبت لهناك من أجل اقناع زوجها، جمال الحارث المقاتل لدى التنظيم، بالعودة معهم إلى الوطن، وذلك لم يكن جديدا عليه، فكان متعاطف مع حركة طالبان، وسٌجن في معتقل جوانتامو باي، ثم ترك عائلته في مانشستر منذ ثمانية عشر شهر، لينضم بالتنظيم في الشام.

2D6A418300000578-3272714-image-m-39_1444846753617

لم يولد الحارث، زوج شوكي، مسلما ولكنه قرر اعتناق الاسلام وتغيير اسمه من رونالد فيدلر إلى جمال الحارث، وتم اتهامه بالاشتراك في عمليات إرهابية، واعتقل في جوانتامو حتى أفرج عنه عام 2004 بعد ضغوط مستمرة من الحكومة البريطانية.

فشلت محاولات شوكي في اقناع زوجها بالعودة للوطن، فقضت عشرة أشهر من العذاب حيث حاولت الهرب أكثر من مرة، حتى تمكنت في النهاية من المغادرة بعد الحصول على مساعدات من جبهة النُصرة.

تعيش شوكي وابنائها الآن في منطقة سورية، بالقرب من الحدود التركية، وتقول إن النساء في التنظيم يتبنون "عقلية العصابات"، ويتحدثون طوال الوقت عن القتل والحرب، محذرة كل النساء من الانضمام للتنظيم، والذي لا يمكن تركه بسهولة.

رفضت شوكي الذهاب برفقة زوجها تماما، ولم تخضع لإلحاحه المتواصل، ولكنها بعد فترة سافرت إلى تركيا، ومن هناك إلى سوريا، برفقة ابنائها وكان أصغرهم طفل صغير بالغ من العمر أربعة أسابيع، وتؤكد إنها لم تقتنع أبدا بمبادئ التنظيم، ولم تدعمه ولو مرة واحدة، إلا أن غياب زوجها غير الكثير في حياة عائلتها، فتقول "فجأة اختفى، ولم يعد معنا، فلم أشعر بأني في وطني، حاولت تسيير الأمور، ولكني لم استطع، وبدأت أفكر في مستقبل الأطفال، وتساءلت إذا سيعود مرة أخرى، هل سنجتمع معا؟".

00BCF3891000044C-3272714-Husband_Al_Harith_pictured_born_Ronald_Fiddler_is_a_Muslim_conve-a-37_1444846729128

وتتابع قولها "كنت اتابع أخبار داعش وعلمت أن الأمر يتحول من سيء إلى أسوأ، لذلك قررت الذهاب إليه والتحدث معه بطريقة منطقية"، وفي نفس الوقت رغبت أن تراه، وأن يراه الأطفال.

وعلى الرغم من انضمام الحارث لتنظيم داعش، إلا أن شوكي تؤكد أنه رجل طيب، فتقول "اعرفه جيدا، لقد تزوجته منذ 11 عام، وأعلم أنه شخص طيب، وعطوف، ولديه الكثير من الصفات الجيدة".

وعن رحلتها في الذهاب للتنظيم ثم العوة برفقة أولادها، تؤكد شوكي أن هذا كان أكثر الأشياء قوة التي فعلتها في حياتها، فبعد وصولها لسوريا انتهي بها الحال في أحد المنازل المؤمنة جيدا في الرقة، برفقة عشرات النساء الأجنبيات اللائي ذهبن للبحث عن أزواجهن.

هناك المئات من العائلات يعيشون كلهم في مكان واحد، يتشاركون دورة مياه واحدة، أو ربما اثنين، ومطبخ واحد أو اثنين، الأطفال يصرخون، ومنهم من يمرض، بحسب شوكي، والتي تؤكد أن الحديث عن العنف والحرب والقتل لم يتوقف داخل المنزل، فتجتمع النساء معا خلف شاشة حاسب محمول "لاب توب"، ويشاهدون مقاطع الفيديو الخاصة بداعش، ويناقشوها.

وبعد فترة اجتمعت شوكي وابنائها بزوجها، وانتقلوا جميعا لمنزل قريب من الباب الواقعة في شمال سوريا، إلا أنها لم تتمكن من اقناعه بالسفر معها، فقررت أن تبقي في سوريا لشهر واحد فقط، ولكن بعد سرقة الحقيبة التي تحتوى على اموالها وجواز السفر الخاص بها، وجدت نفسها عالقة هناك، فطلبت المساعدة من زوجها ولكنه لم يفعل أي شيء، ثم لجأت لمحكمة اسلامية، ولكنها قالت لها ردا على محاولات فراراها "النساء والأطفال ينتمون لتنظيم داعش". 

وتقول "هذا ما ارغب في توضيحه للنساء الراغبات في الانضمام للتنظيم، الحياة هناك مخالفة تماما عن التوقعات، لا يوجد أي مخرج، ولا يوجد هناك أي نوع من الاستقلال الشخصي".

تشدد شوكي أنها لم تكن أبدا ضمن التنظيم، ولن تكن، وحاولت شرح ذلك لهم، وتوقعت أن يستوعبوا ويسمحوا لهم بالخروج بعد فترة، ولكن لا حياة لم تنادي، فأخبرتهم أن يطلعوا على حسابها على الفيسبوك، ويتفحصوا بريدها الإلكتروني، حيث لا يوجد هناك أي شيء يشير لدعمها للتنظيم.

أما الآن تخشي شوكي العودة إلى بريطانيا، لأنها قد تواجه تهم بالإرهاب.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان