إعلان

أزمة تنتظر المسلمين في بريطانيا (تقرير)

11:51 ص الأربعاء 21 أكتوبر 2015

مسلمو أوروبا

كتب ـ علاء المطيري: 

يتصارع الساسة والإرهابيون في ساحات مفتوحة.. يحاول فيها الإرهابيون النيل من الدول وتحاول الحكومات وضع استراتيجيات لإفشال مخططاتهم قبل حدوثها.. تقول صحيفة الجارديان إن بريطانيا تستعد لإطلاق استراتيجية جديدة تسمح بفحص كل العاملين بالقطاع العام لحماية مؤسساته من اختراق المتشددين الإسلاميين وغير الإسلاميين الذين يخططون لتوسيع نفوذهم داخل تلك المؤسسات.

كانت الاستراتيجية المبدئية تقترح نشر قائمة بأسماء من وصفتهم بـ " دعاة الكراهية"، لكن النسخة المنقحة اشتملت على إصدار أوامر علنية بحظر المجموعات المتشددة، وإغلاق المساجد التي يستخدمونها بعد توقيفهم.

حملة ضخمة

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن الاستراتيجية التي تقدمت بها وزيرة الداخلية تريزا ماي، تهدف إلى تنفيذ حملة ضخمة لفحص المدارس والجامعات والخدمة المدنية والمجالس البلدية لمحاربة المتشددين المسلمين على محورين هما نطاق وسرعة اختراقهم لمؤسسات القطاع العام في بريطانيا.

إدانة

وذكرت الصحيفة أن المجلس البريطاني أدان الاستراتيجية الجديدة التي تشملها تلك الاستراتيجية واستنكر ما تحويه من نغمة التشكيك في ولاء بعض المسلمين البريطانيين لبلادهم.

تعقب

وأوضحت الصحيفة أن حملة تعقب المتشددين في القطاع العام البريطاني تأتي بعد قضية حصان طروادة "Trojan horse" في مدارس برمنجهام العام الماضي التي تضمن تحريضا على الكراهية والتمييز بين الطلاب، مشيرة إلى أن وزارة الداخلية تواجه أشخاص ومنظمات تسعى لتقوية نفوذها داخل تلك المؤسسات لدعم أجندتهم المتشددة داخل بريطانيا بصورة أوسع.

الإبلاغ

تتضمن الاستراتيجية الجديدة فحص المؤسسات العامة وتوضيح حجم الخطر الذي تواجهه باعتماد اجراءات تسمح بتحسين الأداء الحكومي والفحص وآليات الإبلاغ عن المخالفات التي تحدث من العاملين بالقطاع العام والمؤسسات الخيرية وأصحاب الأعمال لتحديد آلية التعامل معهم.

التحقيق

وتتضمن الحملة التحقيق في تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية وأنشطة القوى الجديدة التي تعتمد على مبادئ إيمانية في المدارس التكميلية ومجتمعات المتشددين للتأكد من ضمان استقبال الشرطة لشكاوى العامة من أي نشاطات مشبوهة يقوم بها المتشددون.

أحكام الشريعة

ولفتت الصحيفة إلى أن الاستفسار عن أحكام الشريعة الإسلامية سيركز على الحالات التي يتم تطبيقها بصورة تخالف القانون مثل الضغط على بعض النساء للتصالح مع زوج عنيف على الرغم من وجود أمر قضائي يقتضى حمايتها من العنف الذي يمكن أن تتعرض لها إذا عادت لزوجها.

مراقبة 

وألمحت الصحيفة إلى أن تفاصيل استراتيجية مواجهة المتشددين قدمتها وزيرة الداخلية في مارس الماضي ولم يتم تعديل أشد بنودها على الرغم من الاعتراضات التي قدمها 6 من زملائها في الحكومة، في حين تم التفاوض على صيغتها المبدئية التي تفترض فحص مذيعي البرامج التلفزيونية قبل ظهورهم للتأكد من عدم مشاركتهم في أي من الأنشطة المتشددة التي تتضمن أنواعا من الخطابة والرسائل الضارة للمجتمع ومراقبتها.

تعليق البث

ولفتت الصحيفة إلى أن التشريع الحالي يطلب من هيئة تنظيم البث الإذاعي "أوفكوم" تعليق خدمات البث فور عرض أي محتويات تضم مواد دعائية متشددة، مشيرة إلى أن ذات الأمر يمتد إلى الخدمات الإذاعية.

إغلاق المساجد

ولفتت الصحيفة إلى أن تلك الأوامر تعنى بوضوح، وللمرة الأولى، وضع أسماء الأشخاص والمنظمات التي يجب على الحكومة والقطاع العام عدم التعامل معها، لكن هذا التشريع لن يكون نافذا قبل بداية العام القادم، مشيرة إلى أنها تتضمن إغلاق المساجد توقيف المتشددين ووضع ضوابط على التعامل معهم.

التجريم 

تتضمن الحملة التي تقودها الحكومة البريطانية تجريم المتشددين الذين ينشرون الكراهية دون خرق القانون، بصورة تمثل اختلافا كبيرا عما كان يحدث في السياسات السابقة لمحاربة الإرهاب في بريطانيا.

التشدد

نقلت الصحيفة عن وزير الداخلية البريطانية، تريزا ماي قولها إن التهديد المتنامي للتشدد يقتضى التعامل معه بصورة تضمن حماية الناس من أسبابه، مشيرة إلى أن الاستراتيجية الجديدة تنظر إلى القضية من منظور شامل للتشدد يشمل التشدد العنيف وغير العنيف، سواء كان إسلاميا أو له صلة بالنازيين الجدد، إضافة إلى كل مسببات الكراهية والخوف في المجتمع بشتى أشكالها.

تحد أيديولوجي 

وتابعت وزير الداخلية " سوف نواجه الأيديولوجيات المتشددة بصورة منهجية لفضحها وكشف كذبها، ومنع تبعاتها الهدامة، متعهدة بتوقيف كل من يسعون إلى نشر الكراهية ومحاكمة من يخرقون القانون.

تحذير

حذر شجاع شافي ـ الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني، من الآثار العكسية لتلك الاستراتيجية التي ستؤدى إلى قلق أشخاص نحتاج إليهم لمواجهة إرهاب داعش والقاعدة.

اختبار الولاء

وأضاف شجاع أنه على مدى أكثر من 10 سنوات نواجه تحليلات تخلط بين الإرهاب ومفاهيم التطرف والممارسات الإسلامية سواء داخل المساجد أو المؤسسات التعليمية والجمعيات الخيرية، مشيرا إلى أن الاستراتيجية الجديدة ستساهم في تقوية الاعتقاد بأن جميع مناحي حياة المسلمين ستصبح محل اختبار لإثبات ولائهم للوطن.

رفض 

واصل أمين المجلس الإسلامي البريطاني حديثه بأن المسلمين في بريطانيا يرفضون نغمة التشكيك في ولائهم للوطن، مشيرا إلى أن تلك الاستراتيجية تتضمن إنشاء قائمة سوداء وحظر واستبعاد أشخاص بحجة توجههم نحو التطرف.

العشوائية

إذا كان وجود القوائم السوداء لحظر بعض الأشخاص ضرورة فيجب أن يتم اتخاذ تلك الخطوة في إطار من الشفافية وتحت إشراف قضائي لمنع العشوائية التي يمكن أن تقودها أهواء سياسية وتدخلات وضغوط من دول أجنبية لوضع أشخاص بعينهم على قوائم سوداء للإرهاب، كما يقول الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني.

الفشل

رأى محمد شفيق، المدير التنفيذى لمؤسسة رمضان فونديشن ـ منظمة إسلامية رائدة في بريطانيا، أن سياسية المنع والحظر التي تتبناها الاستراتيجية الجديدة ثبت فشلها، وأن تلك الاستراتيجية خسرت فرصة العمل المشترك مع المجتمع المسلم لمواجهة الإرهاب والمتشددين، مشيرا إلى أن مضي الحكومة إلى الأمام في استراتيجية لا تلقى دعما من المجتمع المسلم يعنى أن علاقتها مع المسلمين سوف تبوء بالفشل.

الاجحاف

تابع محمد شفيق قائلا " ما يطلبه المسلمون في بريطانيا حاليا هو الانخراط في المجتمع دون تحيز أو اجحاف"، مشيرا إلى أنه يجب أن يتم التقارب استنادا إلى كونهم مواطنين بريطانيين وليسوا كائنات فضائية يدفها السياسيون ويستهدفونها من وقت إلى آخر لتحقيق مكاسب سياسية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان