لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

إسقاط الطائرة الروسية يسلط الضوء على علاقات تركيا بالمتطرفين

08:11 ص الخميس 03 ديسمبر 2015

كتبت – منة الله مصطفى: 

ترى صحيفة لوس أنجلوس تايمز، أن اسقاط تركيا للطائرة إف - 16 الروسية على الحدود السورية – التركية، أعاد تسليط الضوء على المنطقة الاستراتيجية و الأزمة السورية المستمرة هناك.

ذكرت الصحيفة أن الحادثة سلطت الانتباه على علاقة تركيا بفصائل المتمردين السوريين المصارعين على أخذ حكم البلاد من الرئيس بشار الأسد.

وبعد إسقاط القاذفة الروسية إس- يو 24 الأسبوع الماضى، صرحت تركيا أن الطائرة اقتحمت حدودها الجوية فى مهمة تستهدف التركمان السورين، أقلية عرقية ذات روابط صلة لغوية و سلفية عميقة بتركيا. و قد أصر قصر الكرملين أن الطائرة كانت فوق سوريا وليس تركيا، وكان اللواءات التركمان المتمردون من بين الجماعات التى تسعى لإسقاط الأسد، حليف موسكو المقرب. و قد حصلوا على تدريبات و أسلحة من القواعد العسكرية التركية القريبة من الحدود.

ويعد هذا الدعم يعكس سياسة تركية الواسعة. فأنقرة تدعم أحد أبرز فصائل المعارضة السورية. بما فى ذلك، حسبما أشار محللون، جماعات ذات صلة بالقاعدة، مثل جبهة النصرة والدولة الإسلامية، بالرغم من تأكيدا تركيا دعمها للمتمردين الوسطيين فقط.

قال الخبير الإقليمي "معين ربانى" من العاصمة الأردنية عمان فى مداخلة هاتفية للصحيفة، إنه ليس هناك دولة أكثر أهمية بالنسبة للمتمردين من تركيا، مقارناً موقف الحدود السورية الشمالية مع تركيا بالحدود الجنوبية مع الأردن.

وتابع قوله " كان الأردنيون أكثر انتقائية فيما فتح الأتراك الحدود على مصرعيها متصورين أنه كلما فتحوا الحدود كلما زاد ذلك من احتمال إسقاط الأسد" قبل الحرب الأهلية، حيث كانت العلاقات بين تركيا وسوريا فى تصاعد، لكن في 2011، عندما أسقطت السلطات السورية عدداً كبيراً من معارضي الحكومة. دعا رئيس الوزراء رجب الطيب أردوغان لما سماه بالمقاومة المجيدة و قال أن الوقت قد حان لتنحى الأسد. ومنذ ذلك الوقت، والمقاتلون و الأسلحة يتم تبادلها بين البلدين بشكل منتظم و أنقرة تزود المعارضة بالأسلحة و الدعم اللوجيستى المنظم.

تقول الصحيفة إن المخابرات التركية المعروفة بـمنظمة الاستخبارات الوطنية كانت أول من أسس من منشقي الجيش السورى جماعة تحت مسمى الجيش السورى الحر، ما زالت فصائلها متواجدة على الأراضى التركية فى مركز العمليات، و هو محور مخابراتى لـ"ـسى.أى.إيه" يزود المتمردين بالتدريب و بصواريخ مضادة للدبابات لتدمير الدبابات و الوحدات العسكرية السورية. 

استفادت الجماعات الإسلامية من سياسة تركيا الداعمة للمعارضة، و فى مايو نشرت جريدة الجمهورية التركية فيديو من 2014 يعرض وكلاء الجمارك يصادرون دبابة ملك لمنظمة الاستخبارات الوطنية، صرح بيان أنها كانت تحمل مساعدات إنسانية للسوريين، لكن الجريدة صرحت أنها كانت تحمل ذخيرة و قذائف للمتمردين الإسلامين، وتسبب عرض الفيديو في ضجيجاً كبيرا، و قد أقسم أردوغان بمقاضاة الجريدة، ونفذ تهديداته يوم الجمعة عندما اعتقلت السلطات اثنين من صحفي الجريدة بتهمة التجسس ومساعدة جماعة إرهابية.

كما كان للمساعدات التركية دوراً هاما فى تمكين جيش الغزاة - ائتلاف فصائل إسلامية متشددة بما فى ذلك جبهة النصرة - من السيطرة على مقاطعة إدلب في مارس، في هجوم مدعوم من قبل تركيا والسعودية، كما تم إقامة علاقات اقتصادية بين تركيا و الفصائل المتمردة.

وفقاً لدراسة للأمم المتحدة فى 2015، فإن اثنين من المعابر الحدودية التى يسيطر عليها فصيل من الجيش يتعامل مع أكثر من 300 شاحنة يومياً، و هو رقم يتجاوز معدلات ما قبل الحرب. و تنتج حركة المرور ربح يقدر بـ 660,000 $ يومياً للجماعة المتمردة.

لكن علاقة تركيا الخفية مع جماعة الدولة الإسلامية المسلحة هى التي سببت القلق الأكبر، فبحسب الصحيفة، فإن انتفاضة 2012 للفصائل المتمردة مثل جبهة النصرة ولاحقاً الدولة الإسلامية لم تغير الموقف الأمنى فى أنقرة، و ذلك حتى العام الماضى عندما خضعت تركيا للضغط الدولى و شددت الضوابط على من يسمح له بدخول البلاد.

لفتت الصحيفة لتحول مشهد تحرك الرجال الملتحون بالزى العسكري مألوفاً فى مطارات اسطنبول، أنطاكيا، و غازى عنتاب، و من هناك يتم نقلهم لمنازل الدولة الإسلامية بالقرب من الحدود و من ثم إلي سوريا.

حتى الان، طُرحت الكثير من الأسئلة حول استراتيجية أردوغان خلال هجوم الدولة الإسلامية على قرية كوبانى الكردية- السورية فى العام الماضى، و قد تم إنقاذ القرية بعد حملة قصف استمرت 11 ساعة من قبل تحالف الولايات المتحدة، و رأى العديدون تجنب اشتراك الحكومة التركية في العملية كمحاولة لمنع إحتمال وجود ولاية كردية فى الأراضى السورية، خاصة وأنها حاربت لوقت طويل التمرد الكردى على حدودها وواجهت بعناد تأسيس ولاية كردية، و بالرغم من أن الطائرات الحربية التركية شنت بعض الغارات على الدولة الإسلامية، لكنهم ركزوا بشكل أكبر على معارضات حزب العمال الكردستانى في تركيا، سوريا، و العراق.و قد استمرت تركيا في محاربة الجماعة المنشقة لأكثر من 40 سنة.

و قد كان تدخل روسيا فى الصراع بمثابة ضربة لطموح تركيا بإطاحة الأسد، وفقا للصحيفة، حيث قصفت الطائرات الروسية مناطق التركمان فى سوريا كما تدخلت قوات مؤيدة للأسد في العمليات البرية سعياً للسيطرة على الجبال الشمالية بمدينة اللاذقية، المنطقة التي سيطر عليها المتمردون لفترة طويلة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان