تحليل- من يسيطر على الشرق الأوسط.. واشنطن أم موسكو؟
كتبت-هدى الشيمي:
اظهرت إسرائيل منذ البداية رفضها لتصرفات إيران وحزب الله في منطقة هضبة الجولان، ومن المؤكد ملاحظة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لذلك، إذا فعليه وضع الموقف الإسرائيلي في الحسبان عند وضعه للسياسة الجديدة في سوريا، بحسب ما ورد في صحيفة يديعوت احرنوت الإسرائيلية.
يقول رئيس الموساد السابق افريم هالفي في تحليل نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني اليوم إن العالم يشاهد الآن تنافس شديد بين قوتين عالمتين هما أمريكا وروسيا وتحاول كل منهما الاتساع والانتشار داخل الشرق الأوسط، فبعد إعلان روسيا تدخلها في سوريا، ونشر قواتها داخل الأراضي السورية، ونقل الأسلحة، تبدأ واشنطن العمل على خطة جديدة أيضا، وذلك بعد قيادتها لتحالف دولي ضم مجموعة من أكبر دول العالم، لشن ضربات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
تشير الصحيفة إلى وجود رغبة لدى كلا الجانبين لمنع التدهور، لذلك تسعى كل من أمريكا وروسيا إلى إصدار قرارات من أجل تعزيز الأمن في أسرع وقت ممكن، مما يساعد على الوصول إلى مفاوضات حول مستقبل سوريا، من بينها التدخل الإيراني في أراضيها، فمن الممكن أن تشجع أمريكا على بدء مفاوضات استراتيجية للوصول إلى حل نهائي للأزمة السورية، وهذا ما أكده وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
التخطيط الجيد:
أما بالنسبة لبوتين، تقول الصحيفة إن التعامل معه في الأزمات العالمية يشير إلى تخطيطه الجيد لكل شيء قبل البدء، مع الحفاظ على مجموعة من الخيارات لتمكنه من التصرف سريعا إذا حدث أي شيء طارئ.
في عام 2013، عندما استخدم النظام السوري الأسلحة الكيميائية للأول مرة في الحرب المدنية، رأى الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن بشار الأسد وحكومته تجاوزوا الخطوط الحمراء، أما بوتين الذي يعد خطواته ويحسب كل واحدة، فنشر مقالا في صحيفة نيويورك تايمز يقول فيها إن المعارضة ارتكبت هذه الجريمة، مشيرا إلى أنهم سيستخدمون نفس الأسلحة في الهجوم على إسرائيل بالمستقبل.
بدأ أوباما في محاولاته للقضاء على ترسانة الأسلحة الكيميائية في سوريا، بحسب الصحيفة، وخلال فترة قصيرة غيّر بوتين رأيه وقرر العمل مع نظيره الأمريكي في القضاء على الأسلحة تحت إشراف دولي.
كما ترى أن بوتين يحتفظ بأوراقه بالقرب منه، وذلك من أجل تحقيق هدفه الرئيسي وهو الحفاظ على بشار الأسد، لذلك سيحاول بأقصى جهده استيعاب رغبات إسرائيل، والتي لا يمكن تجاهلها.
دور فعال وقوي لإسرائيل:
ولفتت الصحيفة لمتابعة واشنطن لنتائج اجتماع نتنياهو ببوتين، من أجل معرفة ما توصل إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي، هل سيشارك في نقل الأسلحة الروسية إلى سوريا، أو يشارك في اتخاذ أي قرار تجاه إيران وحزب الله، وتحقيق استفادة من أي موقف توضع به.
أكدت الصحيفة أن موقف اسرائيل فعال وقوي، حيث تلعب دورا استراتيجيا لذلك سيقدم لها بوتين الكثير من الاهتمام، خاصة فيما يتعلق بإيران.
في أي نوع من المفاوضات أو المحادثات بين روسيا وأمريكا حول الشرق الأوسط، سيتحتم على الدولتين أخذ سياسات واراء إسرائيل بعين الاعتبار، وخاصة عندما يصل الأمر إلى سوريا، فستتحول إسرائيل إلى طرف مهم وضروري في المحادثات، وعلى أمريكا الاهتمام بها، مثلما تهتم وروسيا بإيران.
وتختم الصحيفة قولها، بأن اجتماع موسكو سيؤثر على طريقة تعامل واشنطن مع إسرائيل، ويحدد هل هي حليف أم مجرد دولة يجمع بينهما مصالح مشتركة، مؤكدة على تقدير بوتين واحترامه الكبير لإسرائيل.
فيديو قد يعجبك: