السعودية لم تعد حليفا موثوقا به لأمريكا
كتبت- هدى الشيمي:
على الرغم من كثرة المصالح المشتركة بين المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأمريكية، وقدرة الأولى على ابقاء سعر النفط والغاز الطبيعي منخفضا مما أثر على اقتصاد روسيا وإيران، إلا أنها لن تكون الحليف القوي والموثوق فيه لأمريكا، بحسب ما ورد في صحيفة نيويورك تايمز.
وتتابع الصحيفة في مقال للمفكرة الأمريكية الإيرانية الأصل هالة اسفندياري، أن الاهتمامات المشتركة للبلدين، تشمل رفض كل منهما استمرار بشار الأسد حكم سوريا، ودعمهما للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس مصر، موضحة أن السعودية ومصر من أبرز الدول في المنطقة الداعمتين للوجود الأمريكي العسكري بها.
كانت الأمور تسير على ما يرام حتى اعدام السعودية للداعية الشيعي الشيخ نمر النمر، والذي اعتبرته إيران إهانة لها، لأنه لم يمثل أي خطر على السعودية، ولكنه تسبب في تقويض الجهود المبذولة لحل المشاكل في سوريا واليمن.
تقول الصحيفة إن السعودية تستهدف القادة السياسيين والدعاة الإسلاميين طوال الوقت، إلا أن تشجيعها وتموليها للتطرف، والعنف والتشدد الإسلامي، لم يعد يمثل خطرا أمريكا فقط، ولكن أيضا على الأمن والاستقرار في كل مكان.
تقول الصحيفة إنه كلما كانت السعودية أكثر ثقة بنفسها كانت أكثر حزما في المنطقة، إلا أنها اثبتت أنها غير قادرة على ممارسة السلطة والقوة بحكمة، ويظهر ذلك في الضربات الجوية التي قتلت الكثير من المدنيين في الحرب الأهلية باليمن، بينما تتمكن بعض الدول مثل إيران، تحمل مسئولية أكبر منها، حيث تسببت السعودية بأفعالها في إشعار نار الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة في المنطقة.
ومع ذلك، كل الدلائل تشير إلى أن أمن السعودية يعتمد على الولايات المتحدة الأمريكية، مما يعطي واشنطن نفوذا أكبر داخلها ويجب ألا تتردد في استغلال هذه القوة في اقناع السعودية بضرورة التوقف عن تشجيع الفكرة المتطرف الإسلامي، والذي يمثل خطرا أكبر عليها من غيرها، وأن تزيد من الحرية السياسية والدينية داخل المملكة، لحل المشاكل الطائفية بين السنة والشيعة، و تتحكم في قوتها وتتعامل بحكمة داخل المنطقة.
فيديو قد يعجبك: