لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

التعذيب الأمريكي.. "العزلة" مصير سجناء غوانتانامو السابقين

11:30 ص الأربعاء 12 أكتوبر 2016

كتبت- هدى الشيمي:
يشعر يونس شكري أنه محاصر. لا يستطيع الخروج من منزله. لا يتعامل مع الأمور بشكل طبيعي؛ فقد قضى 13 عاما في معتقل غوانتانامو الأمريكي دون توجيه أي اتهام له.

يقول شكري وهو مغربي، للصحفي الذي التقاه من صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إنه كان يُعرض على أطباء نفسيين أثناء تواجده في غوانتانامو، إلا أنه وزملائه لم يثقوا فيهم أبدا وشكوا في أنهم يتبادلون المعلومات مع المحققين، وتأكدوا من ذلك عندما وصف طبيب علاج الذهان لأحد المعتقلين، وأخبر المحقق بأنه يستطيع استغلال الأعراض الجانبية للدواء في الحصول على المعلومات التي يريدها.

تشير الصحيفة إلى أن هذه المعلومات المنشورة في تقريرها يجب أن تكون سرية، إلا أن الوسائل التي يحاول بها المحققون استخراج المعلومات من السجناء خلقت صراعا مع مرور الوقت فتسربت وثائق تؤكد فظاعة ما حدث داخل غوانتانامو، تؤكد أنه على مدار سنوات أنشأ الجيش فريقين لعلاج المعتقلين نفسيا: الأول من أطباء نفسيين وكان دوره العلاج، أما الثاني فيدعى الفريق الاستشاري للعلوم السلوكية، وكان بقيادة مجموعة مختلفة من علماء النفس، ولهم مهام مختلفة.

أصيب شكري بالإحباط ويشعر أنه تغير كثيرا. لم يعد كما كان قبل الاعتقال. يقول إنه يخشى الخروج من منزله لأنه يرى وجوه الحراس في غوانتانامو وسط الحشود.

 تشير الصحيفة إلى أن التحقيقات التي أجريت في معتقل غوانتانامو باي في كوبا، اثبتت أن المسؤولين عنها استخدموا أساليب عقاب وحشية، وعذبوا العشرات من المعتقلين بطرق أصابتهم بأمراض نفسية وعقلية، وبحسب تقارير طبية ووثائق حكومية وحوارات أجريت مع معتقلين سابقين، وأطباء، وعسكريين، فإن بعض أعراض أمراضهم تتشابه مع أعراض أمراض جنود أمريكا أسروا في  حرب  ضارية منذ سنوات طويلة جدا.

ومن بين الذين تعرضوا للتعذيب، أشخاص ألقت السلطات الأمريكية القبض عليهم لتشابه اسمائهم مع مقاتلين وإرهابيين أو متطرفين، أطلقت الحكومات سراحهم فيما بع. وهناك عناصر ضعيفة لدى تنظيم القاعدة أو طالبان أطلق سراحهم فيما بعد عندما تأكدت الحكومة أنهم لا يشكلوا خطرا كبيرا على العالم.

أما النصيب الأكبر من التعذيب فكان لهؤلاء المتهمين في جرائم إرهابية خطيرة مثل هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية، أو تفجير المدمرة يو اس اس كول عندما كانت في ميناء عدن اليمني عام 2000، مما أدى إلى تعقيد وضعهم وتأخير محاكمتهم.

وعلى مدار سنوات دار بين القادة الأمريكيين نقاشات طويلة حول أساليب وطرق الاستجواب في غوانتانامو، وتسألوا عن ماهيتها هل هي أساليب تعذيب، أم أنها وسائل لاستخراج المعلومات الاستخباراتية، وتوقع البعض أن وصول باراك أوباما لرئاسة أمريكا سيكون نهاية هذه الحقبة، إلا أن ذلك لم يحدث.

ومع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية يرى كثيرون أن فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة سيعني استمرار نفس الطرق، بل من الممكن أن تزداد سوءً ووحشية.
بحسب الصحيفة الأمريكية، فإن حوالي 39 شخص من المعتقلين في غوانتانامو تعرضوا لبرنامج الاستجواب المعزز، والذي يشمل حرمانهم من النوم، واجبارهم على النوم في الماء البارد، وحبسهم في صناديق تشبه التوابيت، ونتج عن ذلك مشاكل نفسية، فأصيب بعضهم بمرض اضطراب ما بعد الصدمة، والاكتئاب والذهاب.

كما تقول التحقيقات إن مئات المحتجزين في غوانتانامو، تعرضوا إلى الحرمان الحسي، والعزلة، والحبس مع الكلاب الشرسة، بالإضافة لتكتيكات أخرى نتج عنها أضرار جسيمة.

باقي موضوعات الملف:

شهادات أسرى غوانتانامو.. أينما تكونوا يلاحقككم الفزع

معتقلو غوانتانامو... ''ليبي يعيش مرارة الإيهام بالغرق''

المغربي سجين غوانتانامو السابق: لا زالت ارتعد من الخوف

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان