إعلان

سيناريوهات الحرب بين روسيا وأمريكا في البحر المتوسط

10:02 م الأحد 30 أكتوبر 2016

حاملة الطائرات الروسية

 

كتب - علاء المطيري: 

قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن حاملة الطائرات الروسية "الأميرال كوزينتسوف" دخلت البحر المتوسط في عطلة نهاية الأسبوع متجهة إلى السواحل السورية، لكن وسائل الإعلام الغربية شنت حملة واسعة للسخرية من أكبر سفينة حربية في البحرية الروسية مسلطًة الضوء على تاريخها السيء من الحوادث البحرية والأعطال، إضافة إلى افتقارها للخبرات القتالية في ميادين الحروب.

وتساءلت الصحيفة في تقرير لها، اليوم الأحد: "ماذا يمكن لحاملة الطائرات الروسية العتيقة أن تفعل في البحر المتوسط؟"، مشيرة إلى أنه من غير المنتظر أن تنجح في الاختبار إذا دخلت في مواجهة حربية مع الولايات المتحدة.

ورغم أنها تعمل بمحركات ديزل وتبدوا أعمدة الدخان عالية فوقها، إلا أن حاملة الطائرات التي يرجع تاريخها إلى حقبة الحرب الباردة تمثل قوة رمزية تستخدمها موسكو لتأكيد تواجدها في سوريا رغم أنها لم تدخل حربًا فعلية منذ بنائها.

السيطرة الجوية

لن تٌحدث "الأميرال كوزينتسوف" تغيرًا كبيرًا في مسار الحرب في سوريا لأن روسيا لديها سيطرة جوية كاملة على سماء سوريا لأنها تملك قاعدة جوية قادرة على تحقيق هذا الهدف هناك، وفقًا للصحيفة.

وتابعت: "حتى طائرات سو 33، وميج 29 إس مصممة خصيصًا للعمل على متن حاملات الطائرات ولذلك فهي غير قادرة على تنفيذ غارات جوية في أماكن بعيدة لأن أي من مدى الطائرات أو حمولتها لا يكون فعالًا لتنفيذ هجوم أرضي.

سيناريو الحرب

لو غيرت الولايات المتحدة سياستها بعدم التدخل في سوريا وأصبحت هيلاري كلينتو، المرشحة الديمقراطية، في منصب الرئيس القادم، فإن موقفها الداعم لفرض منطقة حظر طيران شمال سوريا ينذر بمواجهة مع روسيا.

وإذا بدأت المواجهة العسكرية بين البحرية الأمريكية والروسية فإن سرب الطائرات الروسية الموجود على حاملة الطائرات ستكون مهمته الأولى حمايتها للحفاظ على قاعدة إنطلاقه من تعرضها لهجوم أمريكي.

وستكون مهمة السفن الحربية المرافقة لحاملة الطائرات بما تملكه من وسائل دفاع جوي هي الدفاع عن نفسها أيضًا لأن كفاءة وسائل الدفاع الجوية التي تحملها لن تصل إلى كفاءة أنظمة صواريخ "إس 300 وإس 400" التي تحشدها على الأراضي السورية.

الأسطول الروسي 

وأهم نقاط ضعف الأسطول الروسي أن التكنولوجيا والأسلحة التي تستخدمها السفن الروسية عتيقة مقارنة بتكنولوجيا الأسطول الأمريكي، إضافة إلى أن الأطقم البشرية العاملة على السفن الروسية لم تشارك في أي عمليات عسكرية تمنحها الخبرة الكافية للعمل بعيدًا عن موانئها الرئيسية في روسيا.

وإذا أرادت أمريكا بما تملكه من سفن وطائرات متطورة أن تفرض منطقة حظر طيران في شمال سوريا فإنها ستكون قادرة على حشد الوسائل والأسلحة القادرة على فعل ذلك بالقوة؛ وستصبح السفن الروسية في شرق المتوسط أهدافًا للطائرات الأمريكية.

وتساءلت الصحيفة: "لماذا أرسل بوتين تلك السفن إذا كانت هذا هو واقع التوازن العسكري في المنطقة؟".

وتمثل حاملات الطائرات أبرز الأصول الاستراتيجية للقوى العظمى مثل الأسلحة النووية التي لم يتم استخدامها منذ 7 عقود من الزمان، لأنها تمثل قدرات عسكرية لا يملكها إلا عددًا قليلًا من الدول، وعندما يتم حشدها في مناطق الصراعات تبعث برسالة إلى العالم بأن هناك قوة عالمية تتحرك لحامية مصالحها، وفقًا للصحيفة التي أوضحت أن تلك التحركات تكون بمثابة استعراض للقوة بصورة رئيسية.

وبحشده حاملة الطائرات "الأميرال كوزينتسوف" إلى البحر المتوسط؛ يبعث بوتين برسالة إلى العالم أجمع وإلى مواطنيه بصورة خاصة مفادها أن روسيا عادت قوى عظمى لها طموحات عالمية.

ميزة استراتيجية

ولفتت الصحيفة إلى أن بناء حاملة طائرات جديدة سيكلف روسيا مليارات الدولارات وهو ما ترى موسكو أنه يمكن أن يستغل في أصول عسكرية أكثر إفادة خاصة أن المهمة الأساسية للأسطول الروسي هي حماية السواحل الروسية وليس العمل فيما وراء البحار.

لكن تحاول روسيا في ذات الوقت أن تحافظ على ميزة امتلاك حاملة طائرات باستمرار "الأميرال كوزينتسوف" في العمل كرمز لفرض القوى كجزء من تكتيكات استراتيجية، وليس كقوة حقيقية يمكن أن تحقق نصرًا عسكريًا حال جرت مواجهة بينها وبين حاملات الطائرات الأمريكية.

وتحتاج حاملة الطائرات الروسية إلى شهور عدة لإجراء إصلاحات على فترات متقطعة من العمل في البحار إضافة إلى حاجتها إلى آلاف البحار لتشغيلها، وهو استثمار طويل الأمد، تقول الصحيفة، مشيرة إلى أن الدولة الوحيدة في العالم التي تستطيع حشد حاملات الطائرات في أي وقت وبقوة ضاربة هي الولايات المتحدة الأمريكية التي تملك 10 حاملات طائرات عملاقة طراز "نيمتز" التي تحمل على متنها 90 طائرة حربية بينها 60 مقاتلة إف 18، إضافة إلى أنظمة الحرب الإليكترونية، والقيادة والسيطرة والنقل والتموين الجوي وطائرات البحث والإنقاذ.

الهيمنة الأمريكية 

وتمتلك الولايات المتحدة أيضًا 9 حاملات طائرات صغيرة الحجم تحمل مروحيات ومقاتلات الإقلاع الرأسي وهي تعمل حول العالم منذ الحرب العالمية الثانية في حين أن حاملة الطائرات الروسية ومثيلاتها من الدول الأخرى صغيرة الحجم ولا يمكن الاعتماد عليها منفردة في تنفيذ عمليات حربية قادرة على تغيير مسار أي صراع حول العالم.

لا تمتلك الولايات المتحدة في الوقت الحالي أي حاملات طائرات في البحر المتوسط، لكن إذا أرادت الإدارة الأمريكية الجديدة تصعيد الأمور فإنها ستكون قادرة على حشد حاملة الطائرات "إيزنهاور" من الخليج أو حاملة الطائرات "جورج واشنطن" من البحر الكاريبي خلال أيام، ويمكنها أيضًا أن تحشد حاملات طائرات أكثر إضافة إلى حاملة الطائرات الفرنسية التي تعمل في شرق المتوسط في الوقت الحالي وعلى متنها سربين من مقاتلات الرافال المتقدمة.

التحالف

ولفتت الصحيفة إلى أن "شارل ديجول" هي حاملة الطائرات الوحيدة في العالم التي تعمل بتنسيق كامل مع حاملات الطائرات الأمريكية حيث يمكن لكل من طائرات الرافال العاملة على متنها وطائرات إف 18 إس العاملة على متن حاملات الطائرات الأمريكية أن ينطلقا من على متن أي منهما.

وأوضحت الصحيفة أنه في حال جرت مواجهة بين حاملة الطائرات الروسية وطائرات حاملات الطائرات الأمريكية أو الفرنسية إضافة إلى قاعدة بريطانية الجوية في قبرص فإن الهيمنة الجوية في أي حال من الأحوال ستكون للحلفاء الغربيين.

 


مسار الأسطول الروسي

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان