بوتين وأردوغان.. تاريخ من التأليب والترحيب
كتب - علاء المطيري:
شهدت العلاقة بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين تاريخًا من التأليب والترحيب، فالبداية كانت باجتماع مشترك عام 2009 في موسكو، وآخر المحطات كانت، اليوم، باجتماع في قصر الكرملين، غلب عليه الترحيب المتبادل، وما بين عامي 2009 و2017 محطات أخرى ومنعطفات جعلت كلاهما في موضع الخصومة الآخر.
التقى الرئيسان، الجمعة، في قصر الكرملين، لمناقشة قضايا مشتركة أبرزها الحرب السورية التي كانت محطة الخلاف بين البلدين وبلغت ذروتها بإسقاط الطائرة الحربية الروسية على الحدود التركية مع سوريا في نوفمبر 2015.
كانت بداية علاقة بوتين وأدروغان في مايو 2009 عندما قام رجب طيب أردوغان، الذي كان يتولى منصب رئيس الوزراء التركي، بزيارة فلاديمير بوتين، رئيس وزراء روسيا - حينها - وناقشا عددًا من القضايا المشتركة والأزمات التي تواجه الدولتين بما فيها نزاع الشرق الأوسط ومشكلة قبرص.
لكن تلك العلاقة لم تستمر على الوتيرة ذاتها عندما قرر بوتين في سبتمبر 2015 التدخل عسكريًا في الحرب الأهلية في سوريا لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي كانت ترفضه تركيا بشدة وتسلح المعارضة التي تقاتله منذ 2011، وفقًا لصحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية.
لم تمض أشهر على تدخل روسيا في الحرب السورية حتى وصل التوتر في العلاقات بين البلدين إلى ذروته، في 24 نوفمبر 2015. آنذاك أسقطت الطائرات الحربية التركية طراز " إف 16" قاذفة روسية طراز "سو 24" على الحدود التركية السورية.
وفرضت روسيا عقوبات اقتصادية على تركيا تضمنت تقليل الصادرات التركية إليها وحظر السفر إلى تركيا للسياحة.
وفي يناير 2016 بدأت العلاقات بين الزعيمين تتحسن باعتذار أردوغان للحكومة الروسية عن إسقاط الطائرة الروسية، وتعزيته لأسرة الطيار الذي لقي حتفه على متنها.
وعندما حدث انقلاب تركيا في يوليو 2016 كانت روسيا أول دولة تدين محاولة الانقلاب الفاشلة ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فيما بدأ أنه تقارب في العلاقات بين بوتين وأردوغان.
وبعد موقف موسكو من محاولة الانقلاب في تركيا زار أردوغان رسمية إلى الرئيس الروسي في مدينة سان بطرسبرج الروسية، في أغسطس، وفي ذات الزيارة أعلن بوتين رفع العقوبات الاقتصادية عن تركيا تدريجيًا، وصرح الرئيسان بأنه سيتم المضي قدمًا نحو تطبيع العلاقات.
وفي ديسمبر الماضي، وصلت العلاقات بين بوتين وأردوغان إلى محطة جديدة عقب اغتيال أندريا كارلوف في العاصمة التركية أنقرة، لكن تلك المحطة ساهمت في تعزيز العلاقات بين البلدين ولم تؤد إلى تدهورها.
فعقب الحادث بأيام أعلن بوتين، أن حادثة اغتيال السفير في أنقرة صٌمم خصيصًا لإفساد العلاقات المشتركة بين موسكو وأنقرة. وفي 30 ديسمبر بحث الرئيسان، في اتصال هاتفي، اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، وفقًا لموقع "تركيا بوست".
ويشير معهد واشنطن إلى أن علم بوتين أن إبعاد تركيا بصورة أكثر في هذه المرحلة سيدفعها بصورة أكبر نحو الاقتراب من "الناتو"، وهو ما دفعه للتقارب من أردوغان.
وفي لقائهما المشترك اليوم في موسكو، أكد بوتين، أن روسيا وتركيا لن تكونا قادرتين على استعادة العلاقات بينهما فحسب، بل ستكونان قادرتين على الوصول إلى مستوى جديد من العلاقات، وشدد على أن موسكو راغبة بهذا الأمر.
وقال أردوغان إنه يتعين على روسيا وتركيا بذل جهود مشتركة من أجل وقف إراقة الدماء في سوريا، وشدد على أهمية التعاون العسكري بين البلدين.
فيديو قد يعجبك: