واشنطن بوست: هل سيؤذي "الاعتذار" ترامب؟
كتبت- هدى الشيمي:
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن عضوين على الأقل في حزب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمهوري، أكدا أنه يجب أن يقدم بعض الاعتذارات.
ذكرت الصحيفة، على موقعها الإلكتروني، أن السيناتور الجمهوري توم كول تحدث مع الصحفيين، وأخبرهم أن ادعاءات ترامب بأن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما تجسس على هاتفه خلال حملته الانتخابية كانت بلا دليل قوي، لذلك يجب أن يعتذر له.
وأشار السيناتور الجمهوري ويل هورد في مقابلة مع شبكة (سي إن إن)، إلى أن الاعتذار لن يؤذي أحدا. في إشارة منه إلى ضرورة اعتذار الرئيس الأمريكي عن عدة مواقف.
وتتساءل الصحيفة عما إذا كان الاعتذار سيفيد الرئيس الأمريكي، أم سيضعف موقفه. وعن رأي الباحثون في الرؤساء الذين يقدمون الاعتذارات.
تقول واشنطن بوست إن أي مُراقب عادي لحملة ترامب الانتخابية العام الماضي، وفي الأيام الأولى من رئاسته، سيلاحظ أنه لم يأتِ على ذكر أي شيء يفيد بأنه يشعر بتأنيب الضمير.
وعلى عكس العديد من السياسيين الذين اعتذروا سريعا عن اخطائهم وحاولوا يضعوها خلف ظهورهم، كان ترامب يكتب في تغريدات على حسابه في موقع تويتر ما يفكر فيه. ولم يغير وصوله إلى الرئاسة أي شيء، ولم يجعله قادرا على الاعتراف بأخطائه، وفقا لما جاء في الصحيفة الأمريكية.
وتقول الصحيفة إن رغم تأكيد لجنة الاستخبارات في الكونجرس الأمريكي، إنه لا دليل على مراقبة اتصالات ترامب في برجه في نيويورك قبل فوزه بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي، كما زعم، قال الرئيس الأمريكي الأسبوع الماضي إنه سيثبت صحة كلامه.
وبعدما كرر شون سبايسر المتحدث باسم ترامب ادعاءات ليس لها دليل، تفيد بأن جهاز الاستخبارات البريطانية تجسس عليه، فإن ترامب وممثليه أكدوا أنهم لا يسعون للاعتذار.
قال سبايسر للصحفيين، يوم الجمعة الماضي، إنهم لا يندمون على أي شيء.
وعند إثارة الأمر مرة أخرى في المؤتمر الصحفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أشار سبايسر إلى أنهم لم يبدوا رأيهم حول ادعاءات تجسس بريطانيا على الرئيس الأمريكي، ولكنهم اقتبسوا ما صرّح بهم أحد مذيعي قناة فوكس نيوز.
وفي هذا الإطار، قالت فرانسيسكا جينو، الأستاذة في جامعة هارفارد، إن تقديم الاعتذارات يفيد القادة والزعماء، كما أنه يزيد من الثقة بينه وبين الآخرين.
ولكن هناك جوانب سلبية للأمر أيضا، فبحسب جينو فإنه في حالة عدم تقديم الاعتذار بشكل جيد، أو إذا لم يُنظر إليهم أنهم جديرين بالثقة، أو إذا كان الاعتذار يعني أنهم يتراجعون موقفهم، أو يحاولون تجنب المشاكل.
ومن جهة أخرى، يرى باحثون آخرون أن الثقة الزائدة والمخاطرة الاجتماعي - وكلاهما صفتين لدى ترامب- من الممكن أن يجعلان الناس ينظرون إلى الشخص بطريقة إيجابية.
وكان الباحث في العلوم السياسية ريتشارد هانانياس، أشار في مقال نُشر بواشنطن بوست عام 2015، إلى أن الأشخاص وخاصة الرجال، الذين لا يتراجعون عن مواقفهم، يُنظر إليهم بشكل إيجابي، لأنهم لا يخضعون للضغط الاجتماعي، أو يخاطرون برفض اتباع المسار التقليدي.
وخلص الباحثون إلى أنه حتى يكون الاعتذار مقبولا يجب أن يعتمد على عدة عناصر، أولها أن يكون نابعا من الشعور بالندم، وأن يفسر ما الخطأ الذي حدث، وأن يتضمن طلب المغفرة.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن الاعتذار الذي قدمه ترامب بعد نشر مقطع صوتي له يُسيء فيه للنساء، قبل الانتخابات العام الماضي، كان سطحيا للغاية.
فيديو قد يعجبك: