التليجراف: قوانين ألمانيا النازية أصلها "أمريكي"
كتب - عبد العظيم قنديل:
نشرت صحيفة "التليجراف" البريطانية، اليوم الثلاثاء، تقريرًا عن كتاب "هتلرز أمريكان موديل" للكاتب الأمريكي جيمس وايتمان، حيث تحدث الكتاب الأمريكي عن أن قوانين ألمانيا النازية انبثقت من القوانين العنصرية في ثلاثينيات القرن الماضي بالولايات المتحدة الأمريكية.
ونوهت الصحيفة إلى أن الآراء المتطرفة للسياسي الهولندي جيرت فيلديرز، المرشح القومي في الانتخابات الهولندية، لاقت دعم فى بعض الأوساط السياسية الغربية، لافتة إلى أن مبدأ المقارنة والربط بين سياسات الماضي والحاضر أثبتت فشلها في العديد من المناسبات.
وقال التقرير إن أفكار اليمين المتطرف في الغرب تتشارك في أفكارها العنصرية، معربًا عن خيبة أمل النخبة السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية لتغريدة عضو الكونجرس الأمريكي "ستيف كينج"، يوم 12 مارس الماضي، الذي قال فيها أنه لا يمكن بناء الحضارة الغربية بأبناء حضارات أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن الكاتب جيمس وايتمان، أدرك أن الزعيم الألماني أدولف هتلر استلهم فكرة النقاء العرقي، الذي تحدث عنه في كتابه "كفاحي" من أفكار الأمريكيين في ذلك الوقت، حيث رفض الأمريكيون هجرة بعض الأجناس الغير لائقة للتعايش مع مفهوم العنصرية الذي ساد تلك الحقبة في تاريخ الولايات المتحدة.
وأوضح الكتاب أن الزعيم النازي اتفق مع الأمريكيين في تفضيله للمسيحيين البروتستانت، لافتًا إلى قيود الهجرة التى فرضها الأمريكيين على هجرة الكاثوليك منذ العشرينيات إلى ستينيات القرن الماضي، حيث صمم الأمريكيين على الحفاظ على نقاء النظام الجمهوري من الأفكار الخارجية الدخيلة.
وأضاف جيمس، في كتابه، أن المفكرين و علماء القانون في النازيين كانوا شغوفين بقوانين جيم كرو التي وضعت لتنظيم حياة الأمريكيين و الأفارقة بعد إلغاء الرق، علاوة على مدح العديد من النازيين لأفكار كرو، واصفين إياها "بالعنصرية الواقعية".
في سياق متصل، اعترف التقرير بعدم وجود أدلة ملموسة على تأثير الولايات المتحدة على قوانين النازية، في ثلاثينيات القرن الماضي، ولكن جيمس وايتمان استعرض العديد من الأمثلة التى تتطابق في جوهرها بين قوانين البلدين في تلك الحقبة الحاسمة، مؤكدة أن المؤلف الأمريكي أساء فهم نوايا الرئيس الأمريكي "روزفلت" في محاولته لعزل بعض المناطق الحضارية للمهاجرين الأوروبيين.
يشار إلى أن جيمس وايتمان هو أستاذ في مؤسسة فورد للقانون و كلية "يال" للحقوق، وهو يعيش في مدينة نيويورك، ومن أبرز أعماله العدالة القاسية.
فيديو قد يعجبك: