ناجون من غارات الموصل يحكون معاناتهم بعد "سحق المدينة"
كتبت – منة الشاذلي:
وسط غارات جوية يقرر اللاجئون العراقيون الفرار من الموصل تاركين جثث أسرهم تحت الأنقاض في غياب قوات الحماية المدنية، وفقا لما ورد بصحيفة الجارديان البريطانية.
وقالت الصحيفة – في تقرير على موقعها الإلكتروني- إنه "حدث خمول في حركة الحرب الممولة التي شنت العديد من الغارات الجوية على الموصل، والتي نتج عنها إصابة عدد هائل من المدنيين، بالإضافة إلى سحق المدينة بالسكان المحبوسين بها خلال الأيام الأخيرة".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الأسر المختبأة تحت الحطام أو الذين احتموا داخل ما تبقى من منازلهم، يسلكون طريقهم للهروب الآن في مجموعات إلى مراكز إعداد اللاجئين في الضواحي الجنوبية، معظمهم مصاب بقذائف وآخرون يتضورون جوعًا".
ذكرت الجارديان أن "علي أسعد" -أحد اللاجئين- والبالغ من العمر 32 عاما برفقة ابن عمه، أنه ترك ستة من أفراد أسرته تحت أنقاد منزله، فقد رأى والده وأخوه وأختيه يحتضرون نصب عينيه، أما أُمه فقد أصيبت إثر سقوط لوح خرساني عليها بعد دوى أحد الانفجارات.
ونقلت الصحيفة عن الرجلين قولهما إن "15 شخصًا ظلوا مدفونين تحت أنقاض ثلاث منازل في منطقة اليرموك بالموصل، بعد مسلسل من الغارات الجوية بدأت في 22 مارس، كانت الهجوم وسط وابل من ضربات جوية بدأت يوم 17 مارس، ثم انتقل القصف إلى المنطقة المجاوة من موصل الجديدة بشكل متكرر بعد الظهيرة، وكان حصيلة الجرحى والمصابين أكبر من أي ما نتج عن أي غارات أخرى سابقة في المنطقة منذ غزو العراق منذ 14 عاما".
وأضافت أن تلك الغارات أدت لمقتل 150 شخص على الأقل، معظمهم لقي مصرعه خلال الخمسة أيام التي استغرقتها قوات المساعدة للوصول إليهم، بالإضافة إلى 80 شخصا لقوا حتفهم خلال احتمائهم بقبو أحد المنازل المدمرة.
وأشارت إلى أن فقر جهود الإنقاذ يقع على عاتق السلطات المحلية، ويشكل ذلك فرصة أكبر لداعش لزيادة خسائرها، وأنها تحاول حفر أنفاقًا حول منطفة غرب الموصل باعتبارها منطقة مليئة بالبيوت والحواري الضيقة.
ولفتت الجارديان إلى أن السيد "عبد الوهاب هشيمي" -أحد المغادرين- قال إن جثث جيرانه ظلت مدفونة تحت أنقاض منازلهم في حي المنصور غرب الموصل، وأضاف أن حوالي 350 ألف شخص ظلوا في المدينة، بعضهم تم استغلالهم من قبل داعش وآخرين لم يتمكنوا من الفرار.
وأضافت الصحيفة أن "جوناثون وايتال" منسق مشروع مركز "أطباء بلا حدود" يرى أن الهروب خطوة خطيرة جدا في الوقت الحالي، وأضاف "لقد شهدنا حالات متعثرة من المرضى الواصلين إلى المستشفى بجنوب الموصل، بعدما تأخرت قوات المساعدة عنهم لمدة تصل إلى أربع أيام"، وأضاف أنهم في المركز يكترثون كثيرا بؤلئك الذين لا يستطيعون الوصول إليهم والذين يتأخر علاجهم.
وذكرت الصحيفة أن هذا المركز الطبي يعتبر الأكبر في المنطقة، ورغم ذلك كان يخلو من المرضى يوم الأحد لأول مرة منذ افتتاحه منذ عدة شهور، وحتى الآن كان له الفضل في علاج 1500 شخص، معظمهم يواجهون حالات بتر أو إصابات أخرى تهدد حياتهم.
وأشارت إلى أن الجيش الأمريكي اعترف بأن الغارات على الموصل كان من خلال طائرات ائتلافية نفذتها الحكومة العراقية، وبدأ رئيس القيادة المركزية الأمركية تحقيقًا رسميًا، وأضافت أنه رغم توقف الهجوم يوم الأحد ظلت طائرات الحرب محلقة في سماء الموصل.
وقالت الصحيفة أن "بريج هشام الأسعدي" – أحد كبار المسؤولين بمخابرات القوات العراق الخاصة- قال "إننا نحاول كل ما بوسعنا للسيطرة على الخسائر، وعندما يصل اللاجئون إلى المركز نحاول طمأنتهم ونأخذهم للمخيمات مباشرة".
فيديو قد يعجبك: