واشنطن بوست: التحالف الجوي بقيادة أمريكا يثير الذعر في سوريا والعراق

كتبت- هدى الشيمي:

ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن التقارير الصادرة عن أعداد الضحايا والقتلى المدنيين الذين قتلوا إثر الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة أمريكا، أثارت حالة من الهلع، وزادت الشعور بانعدام الثقة وزادت الاتهامات بأن أمريكا وشركائها ينفذون قراراتهم دون مراعاة أرواح غير المسلحين في هذه المناطق.

وأوضحت الصحيفة أن تلك التقارير صدرت في الوقت الذي استطاعت فيه القوات السورية والعراقية المدعومة من التحالف الاقتراب من تحرير الرقة السورية والموصل في العراق من قبضة تنظيم داعش.

وفي الأحياء الواقعة بالقرب من خطوط المواجهة غرب الموصل، تقول العائلات التي ما تزال هناك إنهم عاشوا في مناطق تحت الأرض لأسابيع، لأن القنابل كانت تسقط في مكان حولهم، كما استغل مقاتلو التنظيم أسطح منازلهم في القتال، بحسب ما جاء في الصحيفة الأمريكية.

وعبر الحدود في الرقة، يحاول المواطنون الهروب قبل بدء الهجوم، وخوفا من أن يستخدمهم مقاتلو التنظيم كدروع بشرية.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تعهد خلال حملته الانتخابية بالقضاء على داعش، وانتقد نهج سلفه باراك أوباما في محاربة التنظيم الجهادي، ودعا لضرورة اتباع استراتيجية جديدة أكثر قوة من أجل التخلص منه بأسرع وقت ممكن.

وتقول واشنطن بوست إن إحصائيات عدد القتلى الناجم عن غارات التحالف التي توصلت إليها منظمات المراقبة، وبعد مع عدد من المواطنين، فإن الوضع في سوريا والعراق أصبح دموي جدا.

وأشارت إلى أن أسوأ هجوم حدث في العراق وقع في حي الموصل الجديدة خلال معركة استعادة المدينة التي تعد أهم معاقل داعش في العراق، حيث تواصل فرق البحث والإنقاذ التنقيب عن جثث الضحايا.

وكان مدير بلدية مدينة الموصل عبد الستار حـبو، قال إن نحو 150 جثة لمدنيين من سكان حي الموصل الجديدة لا تزال تحت الأنقاض بعد أن تهدمت عليهم منازلهم نتيجة الغارات الجوية التي تنفذها قوات التحالف الدولي وقصف الجيش العراقي.

واعترف التحالف بتنفيذ ضربات ضد المسلحين في المنطقة، وأشار بإجراء تحقيقات للتأكد من الصحة التقارير الصادرة عن أعداد القتلى المدنيين.

وفي هذا الإطار، قال اللواء ستيفن تاونسند، القائد الأعلى للقوات الأمريكية في العراق وسوريا، أمس الثلاثاء في وزارة الدفاع الأمريكي (البنتاجون): "إذ ثبت تورط التحالف في مقتل هذا العدد من القتلى والضحايا، فإننا نؤكد أنه خطأ حرب غير مقصود".

وأشارت منظمة العفو الدولية "أمنستي" إلى أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش فشل - في ما يبدو - في اتخاذ الاحتياطات الكافية لمنع قتل المدنيين خلال معركة الموصل.

وتقول المنظمة إنها عثرت على أدلة تشير إلى اتباع الغارات الجوية في المدينة "نمطا مثيرا للقلق"، تدمر فيه المنازل "وبداخلها أسر بأكملها".

وأكد مدير "إيروارز" كريس وودز أن حجم الدمار والإرهاب ضخم، ولكنه ليس في الموصل فقط، ولكن في الرقة أيضا.

وأضاف : "عدد القتلى في غرب الموصل صادم، وفي سوريا تنفجر سيارة هنا، وتتشتت وتموت عائلة هناك، وهذا يحدث كل يوم".

وكانت جماعة عين على الموصل الناشطة، قد حذرت القوات العراقية بأن المواطنين محتجزين في منازلهم في حي الموصل الجديدة ولا يستطيعون الخروج، قبل شن الغارات الأمريكية عليهم بأيام.

وتشير العفو الدولية إلى أن الحكومة العراقية طالبت المواطنين بالبقاء في المنازل.

وأفادت الصحيفة الأمريكية بأن مقاتلي داعش أجبروا المواطنين على ترك أبواب منازلهم مفتوحة، حتى يستطيعوا الانتقال بسهولة خلال القتال في المباني.