لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مجاعة في جنوب السودان بسبب "الطمع في كرسي السلطة"

08:56 م السبت 04 مارس 2017

مجاعة في جنوب السودان

كتب - ممدوح عطا:
أكدت مجلة نيوزويك الأمريكية أن المجاعة في جنوب السودان سببها ضعف القيادة السياسية والافتقار الى الإرادة السياسية والرغبة الحقيقية في إحلال السلام في البلاد. وقالت إن ''القادة السياسيون يتحملون مسؤولية حدة المجاعة.''

وأكملت المجلة في تقرير نشرته يوم الأحد على موقعها الإلكتروني، أنه إذا كان هناك شيء واحد يمكن التوافق عليه ويقلق الأطراف المتحاربة في جنوب السودان والمنخرطة في حرب أهلية مدمرة وحادة منذ ثلاث سنوات، فهو الحاجة الى مساعدات إنسانية ماسة لإنقاذ حياة شعب جنوب السودان والذي يعاني منذ فترة طويلة.

وأشارت النيوزويك إلى أن بعض التقديرات تشير الى أن نحو 100 ألف جنوب سوداني يوجهون الموت جوعا، وهي المرة الأولى التي يعلن فيها عن مجاعة منذ ست سنوات في العالم، منذ مجاعة الصومال عام 2011.

وأضافت أن هناك مطالبات من كل الفريقين المتحاربين على سرعة عودة المساعدات الغذائية والمياه وخدمات الصرف الصحي والرعاية الصحية التي تقدمها هيئات الأمم المتحدة الإنسانية والمنظمات غير الحكومية.

ونقلت نيوزويك عن زعماء قبائل ومسؤولين محليين تحذيرهم من أن المجاعة ستتسبب في موت الكثيرين مالم يتم تقديم مساعدات فورية، وهو ما تؤكده حكومة جنوب السودان أيضا.

وأشارت المجلة إلى أن جلب مساعدات الى مقاطعتي ثونيور ولير كان متقطعا في الأشهر التي سبقت إعلان المجاعة.

وكانت عدد من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية قد انسحبوا بعد تعرض مستودعات تخزين المواد الغذائية للنهب على يد عناصر مسلحة، ليس مرة وحدة ''بل مرات عديدة، وهو ما دفع هذه الوكالات للتوقف عن تقديم مساعداتها وذلك لخطورة الوضع على العاملين فيها، بالرغم من تزايد الزيارات التي تقوم بها وحدة صغيرة من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان، والتي تعمل من قاعدة مؤقته خارج مدينه لير، وتهدف الزيارات الى توفير الأمن لإيصال المساعدات ولردع اعمال العنف التي تسببت في نزوح واسع النطاق للمدنيين الذين يعيشون في المنطقة.''

وأشارت نيوزويك إلى أن نحو 1600 شخص يحتمون في قاعدة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وأنهم خائفون من العودة إلى منازلهم.

وأضافت أن أغلب النازحين من النساء والأطفال، ويشكلون جزء من 223 ألف نازح ونازحة في جميع انحاء البلاد والذين لجأوا الى حماية قوات حفظ السلام، خوفا من القتل. وأن منازلهم عادة ما تحترق نتيجة القتال، علاوة على أن الكثيرين منهم ليس لديه مكان يذهب إليه.

وكان ائتلاف من الأمم المتحدة وهيئات أخرى في المكتب الوطني جنوب السودان للإحصاء في العاصمة جوبا قد أعلنوا يوم 20 فبراير أن المجاعة سوف تؤثر على نحو 100 ألف جنوب سوداني في مدينتى لير ومايندت في الجنوب، وأن نحو 5.5 مليون شخص سوف يحتاجون إلى مساعدات غذائية بحلول يوليو القادم، بما في ذلك ما يقدر بنحو 1.1 طفل يعانون من سوء التغذية.

وأكدت النيوزويك إن صمت القادة السياسيين في جميع الفصائل عن محنة مواطنيهم أصبح يصم الآذان، ويهيمن على حديثهم العمليات العسكرية والمكائد السياسية، ولا يفعلون شيئا لتخفيف من حدة العبء الإنساني.

وقالت ''إن ما زاد الطين بله في الأيام الأخيرة، أن السلطات المحلية أخبرت المنظمات الإنسانية بمغادرة بعض من أكثر المناطق المتأثرة بالمجاعة، وأنه تم منع العديد من الزيارات التي تقوم بها قوات الأمم المتحدة من الوصول إلى القرى الأكثر معاناة من الصراع. وتسعى قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام والشركاء من المنظمات الإنسانية في مثل هذه الظروف لمساعدة شعب جنوب السودان.''

واكدت النيوزويك أن معاناة جنوب السودان تحتاج وتستحق انتباه العالم، الآن أكثر من أي وقت أخر تحتاج للمساعدات الخارجية، والأهم من ذلك، تحتاج الى قادة جنوب السودان والذين قاتلوا لعقود للحصول على الاستقلال، من أن يعلموا من أن سيادة جنوب السودان تأتى مع تحمل المسؤولية، ولحماية ورعاية مواطني جنوب السودان، ولا يتوقعوا الحصول على هذه الاحتياجات من الخارج بباسطة.

وأشارت إلى أنه يمكن كسر الاعتماد على المساعدات الخارجية وذلك من خلال عودة المواطنين لأراضيهم لزراعتها لتوفير الطعام لأنفسهم ولبقية البلاد، وإن لم يستطيعوا العودة فإن دائرة الاعتماد على المساعدات ستستمر عاما اخر.

وخلصت النيوزويك في تقريرها الى ان توقف القتال يحتاج الى قيادة قوية وإرادة سياسية ورغبة حقيقة للسلام، والثى تبدو مفتقدة حتى هذه اللحظة، وهذا هو السبب في أن مجاعة جنوب السودان هي بالكامل من صنع الإنسان.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان