صحيفة : تغير نهج أمريكا تجاه روسيا يُرضى أوروبا ويقلق موسكو
واشنطن- (أ ش أ):
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الصادرة اليوم الثلاثاء أن انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قوبل بالابتهاج في روسيا، وبالذعر والخوف في أوروبا؛ بسبب مقترحاته العلنية لإصلاح العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولكن في خلال الأسابيع الستة الماضية منذ بداية رئاسة ترامب بدأت هذه المعادلة العاطفية في التغير بشكل كبير.
وأشارت الصحيفة - في تقرير لها بثته على موقعها الالكتروني - إلى أن ترامب أظهر طوال حملته الانتخابية، وانتقاله للرئاسة نهجا تصالحيا تجاه روسيا بينما ظل ينتقد حلف شمال الأطلسى "الناتو"، وغيره من التحالفات الأخرى.
وقالت : "إن ترامب اختار ، منذ أن تولى منصبه في البيت الأبيض، قائمة بأسماء كبار مساعديه طالموا تبنوا موقفا متشددا تجاه الكرملين مما بدا في ظاهر الأمر مخالفا مع ما قام به سلفه الرئيس باراك أوباما، علاوة على أن ترامب نفسه تحدث بعبارات أكثر دعما حول الناتو خلال الفترة الأخيرة بما في ذلك خطابه الأخير أمام الكونجرس الأسبوع الماضي".
وأوضحت الصحيفة أن هذا التغيير في نهج ترامب تجاه روسيا بدأ خلال فترة تأزمت فيها إدارته بسبب احتدام الجدل بشأن كشف اجراء اتصالات غير معلنة بين كبار المسئولين داخل الإدارة الأمريكية وروسيا فيما أصبحت هذه الاتصالات مشحونة سياسيا ، نظرا لأنها أعقبت تقييم الاستخبارات الأمريكية بتدخل روسيا في مجرى الانتخابات الرئاسية الأمريكية بالعام الماضي بهدف مساعدة حملة ترامب.
وقالت : "في غضون ذلك ، تمخض ميل الإدارة الأمريكية تجاه اتخاذ موقف متشدد حيال روسيا عن حالة رضى وقبول كبير داخل أوروبا وانزعاج في موسكو بالوقت ذاته".
وفي هذا أعرب دبلوماسيون أوروبيون عن تأكدهم من أن الولايات المتحدة لن تبيع أوروبا الشرقية وأوكرانيا إلى روسيا من خلال الاعتراف بتوسع دائرة نفوذ موسكو.
وفي المقابل، بدأت حكومة الرئيس بوتين في موسكو تتراجع عن آمالها في حدوث أي تقارب وشيك مع الولايات المتحدة، أو حتى فيما يخص تليين المواقف الأمريكية حيالها.
وأبرزت الصحيفة أن رجال السياسة في موسكو أعربوا عن قلقهم من أن قيام الكونجرس بفتح تحقيقات في الاتصالات التي جرت بين مساعدي ترامب، والمسئولين الروس قبل التنصيب ربما يخلق مناخا متأزما في واشنطن قد يصعب من مسألة تعزيز التعاون بين موسكو وواشنطن ويجعلها مستحيلة.
وأفادت الصحيفة بأن كبار المسئولين في إدارة ترامب قد تباينت آراؤهم فيما يخص وجهات نظر ترامب حول روسيا خلال حملته الانتخابية، فقد أعلن وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس، في خطبته الأخيرة في أوروبا، أن بلاده غير مهتمة بتعزيز أي تعاون عسكري مع روسيا وأن الولايات المتحدة يجب أن تعمل في أية مفاوضات دولية من منطلق "قوة".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: