لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مروان البرغوثي عن إضراب الأسرى الفلسطينيين: قيودنا تنكسر قبل إرادتنا

01:47 م الأربعاء 19 أبريل 2017

كتب – محمد الصباغ
قال مروان البرغوثي، القيادي الكبير بحركة فتح، والأسير بسجون الاحتلال الإسرائيلي، إنه قضى أخر 15 عامًا من عمره في سجن إسرائيلي، وكان شاهدًا وضحية لنظام إسرائيلي غير قانوني من عمليات القبض الجماعي الاستبدادية وسوء معاملة السجناء الفلسطينيين –وفقا لمقال كتبه لصحيفة أمريكية.
وأضاف في مقاله بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أنه بعد استنزاف كل الخيارات الأخرى، "قررت أنه لا خيار إلا مقاومة هذه الانتهاكات بالدخول في إضراب آخر عن الطعام".
وننشر نص المقال كما جاء بنيويورك تايمز.
قرر حوالي ألف أسير فلسطيني الدخول في الإضراب عن الطعام، (والذي بدأ أول أمس الإثنين)، تزامنا مع يوم الأسير الفلسطيني. الإضراب عن الطعام هي أقوى طرق المقاومة السلمية المتاحة. يؤلم فقط الأفراد المشاركين فيه ومحبيهم، آملين أن معداتهم الخاوية وتضحيتهم قد تساعد في إيصال رسالة يصل صداها إلى أبعد من زنازينهم المظلمة.
أثبتت عقود من التجارب أن نظام إسرائيل غير الإنساني من الاحتلال الاستعماري والعسكري، يهدف إلى كسر روح السجناء والوطن الذي ينتمون إليه، وذلك بإلحاق المعاناة بأجسادهم، وفصلهم عن عائلاتهم ومجتمعاتهم باستخدام إجراءات مهينة لإجبارهم على الخضوع. وبالرغم من هذه المعاملة لن نستسلم لذلك.
إسرائيل، القوة الإستعمارية، انتهكت القانون الدولي بعدة طرق لقرابة 70 عاما، دون أي عقاب تواجهه على أفعالها. اخترقت بروتوكولات معاهدات جينيف من خلال ممارساتها ضد الشعب الفلسطيني، وضد السجناء سواء النساء أو الرجال والأطفال، بلا أي استثناء.
كان عمري 15 عامًا حينما سجنت لأول مرة. كنت في الثامنة عشر من العمر تقريبًا، عندنا أجبرني محقق إسرائيلي على مباعدة ساقاي وأنا أقف أمامه عاريًا في حجرة التحقيق، قبل أن يضرب أعضائي التناسلية. فقدت الوعي من الألم، ونتيجة سقوطي على الأرض هناك ندبة على جبيني لا تزال باقية إلى الآن. سخر مني المحقق بعد ذلك، قائلًا إنني لن أكون قادرا على الإنجاب بعد ذلك لأن أمثالي لا ينجبون سوى إرهابيين وقتلة.
بعد سنوات قليلة، ومرة أخرى بسجن إسرائيلي، كنت أقود إضرابا عن الطعام، حينها وصل إلى الحياة ابني الأول. بدلا من الحلوى التي نوزعها للاحتفال بهذه الأخبار، مررت الملح إلى السجناء الآخرين. عندما وصل إلى عمر الثامنة عشر، ألقي القبض عليه وقضى 4 سنوات في سجون إسرائيلية.
أكبر أبنائي الآن رجل عمره 31 عام. ولازلت هنا الآن، مستمر في النضال من أجل الحرية بجانب آلاف من السجناء، وملايين الفلسطينيين ودعم الكثيرين من حول العالم. ما الذي يجعل الاحتلال المغرور وداعميه أصماء عن الحقيقة البسيطة: قيودنا ستُكسر قبل أن نُكسر، لأنها طبيعة بشرية تطالب بالحرية دون النظر إلى الثمن.
بنت إسرائيل كل سجونها تقريبًا داخل إسرائيل بدلا وليس الأراض المحتلة. وبالمخالفة للقانون وبالقوة، نقلت المدنيين الفلسطينيين إلى الأسر، واشتغلت ذلك ووضعت قيودًا كبيرة على الزيارات العائلية وجعلت السجناء يعانون خلال عمليات نقلهم التي تستمر لفترة طويلة في ظروف قاسية. حولت الحقوق الأساسية التي يضمنها القانون الدولي إلى رفاهيات تقرر سجونهم تقديمها أو منعها عن السجناء.
عانى السجناء الفلسطينيين والمحتجزين من التعذيب، والمعاملة غير الآدمية المذلة، والإهمال الطبي. قتل بعضهم أثناء الاحتجاز. ووفقًا لإحصائيات من نادي الأسير الفلسطيني، مات حوالي 200 سجينا فلسطينيا منذ عام 1967 بسبب ممارسات كهذه. كما يظل السجناء الفلسطينيين وعائلاتهم أيضًا هدف أساسي لسياسة العقاب الجماعي التي تمارسها إسرائيل.
نسعى من خلال الإضراب عن الطعام إلى إنهاء هذه الانتهاكات.
خلال العقود الخمسة الماضية، وفقًا لمؤسسة الضمير لحقوق الإنسان، هناك أكثر من 800 ألف فلسطيني تعرضوا للسجن أو الاحتجاز بواسطة السلطات الإسرائيلية- ما يعادل حوالي 40% من تعداد السكان الذكور في المناطق الفلسطينية. واليوم، هناك حوالي 6500 شخص قيد الاحتجاز، وبينهم من يعانون من تمييز واضح حيث يحملون أرقاما قياسية عالمية لأنهم تعرضوا للاحتجاز لفترات هي الأطول بين السجناء السياسيين. بالكاد لا توجد عائلة في فلسطين لا تعاني بسبب سجن فرد أو أكثر منها.
أنشأت إسرائيل نظاما قانونيا مزدوج، فيه شكل من الفصل القضائي العنصري، الذي يمنح حصانة كبيرة للإسرائيليين الذين يرتكبون جرائم ضد الفلسطينيين، في حين أن تجريم الفلسطينيين أمر حاضر ومستمر. كما أن المحاكم الإسرائيلية عبارة عن تمثيليات مصطنعة، وأدوات واضحة للاحتلال العسكري الاستعماري. ووفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية، فإن إدانات الفلسطينيين في المحاكم العسكرية تصل نسبتها إلى 90%.
وبين مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين أسرتهم إسرائيل، هناك أطفال ونساء وبرلمانيين ونشطاء وصحفيين، ومدافعين عن حقوق الإنسان، وأكاديميين، وسياسيين بارزين، وأقارب للسجناء. وجميعهم بهدف واحد: لدفن الآمال المشروعة بدولة كاملة.
بدلا من ذلك، أصبحت السجون الإسرائيلية مهد حركة مستمرة نحو استقلال ذاتي فلسطيني. سيظهر الإضراب القادم عن الطعام مرة أخرى أن تحرك السجناء هو البوصلة التي تقود النضال، النضال من أجل الحرية والكرامة، الاسم الذي اخترناه للخطوة الجديدة في مسيرتنا الطويلة نحو الحرية.
حاولت إسرائيل وصمنا بالإرهاب لتضفي شرعية على انتهاكاتها التي تشمل الاعتقالات التعسفية الجماعية، والتعذيب، والإجراءات التأديبية، والقيود الصارمة. وكجزء من جهود إسرائيل نحو لتقويض النضال الفلسطيني من أجل الحرية، قضت محكمة إسرائيلية بخمس أحكام عليّ بالسجن مدى الحياة وبـ40 سنة في السجن في محاكمة سياسية أدانها المراقبون الدوليون.
إسرائيل ليست أول قوة استعمارية أو سلطة احتلال تستخدم مثل هذه الذرائع. ففي كل حركة تحرر قومية عبر التاريخ يمكن تذكر مثل هذه الممارسات. ويوضح ذلك سبب وقوف كثيرين ممن قاتلوا من ضد القمع والاستعمار والفصل العنصري، بجوارنا. وجذبت الحملة الدولية لتحرير مروان البرغوثي وكل السجناء الفلسطينيين، دعم 8 من الحاضلين على جوائز نوبل للسلام، و120 حكومة ومئات القادة والبرلمانيين والفنانين والأكاديميين حول العالم. وبدأ الحملة أيقونة النضال ضد الفصل العنصري، أحمد كاثرادا مع زوجتي فدوى البرغوثي في عام 2013 من الزنزانة التي سجن فيها الزعيم نيلسون مانديلا.
ويظهر هذا التضامن فشل إسرائيل الأخلاقي والسياسي. لا يمنح محتل حقوق. الحرية والكرامة حقوق عالمية متأصلة في البشرية، لتتمتع بها كل أمة وجميع المخلوقات. ولن يكون الفلسطينيين استثناء. فقط إنهاء الاحتلال سينهي الطلم وسيعلن ميلاد السلام.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان