إعلان

100 يوم ترامب: الموقف الأمريكي من سوريا ما يزال "غامضًا"

11:56 ص الخميس 27 أبريل 2017

100 يوم ترامب

كتبت- رنا أسامة:

أيامُ قليلة ويُتِم ترامب 100 يوم رئيسًا للولايات المتحدة، وخلال هذه الفترة بدا موقفه من الأزمة السورية ومن الرئيس بشار الأسد غامضًا وغير واضح المعالم، وإن كان لم يسِر على وتيرة واحدة.

وبعد فوز الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، أعرب نظام بشار الأسد وحلفاؤه عن تفاؤلهم، معتبرين أنه أنقذهم من مخاطر التدخل في سوريا حال فازت منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

"انتقاد أوباما"

وفي الأيام الأولى من حملته الانتخابية، دأب ترامب على انتقاد إدارة سلفه باراك أوباما حول البحث عن مخرج سياسي لرحيل بشار الأسد، في الوقت الذي تقاتل بلاده داعش، واصفًا الأمر بـ"الجنون والحماقة"، وفق ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

كما هاجم دعم أوباما للمعارضة السورية المسلحة، قائلًا إنها تدعم "أشخاصًا لا نعرف هويتهم"، مُحذرًا من أن ارتباط هؤلاء الأشخاص بتنظيم داعش.

واستدرك قائلا: "الأسد سيئ، لكن هؤلاء الأشخاص قد يكونون أسوأ منه."

وقدّم ترامب موقفه من سوريا بصورة أكثر تفصيلا في مقابلة مع صحيفة "الجارديان" البريطانية في 13 أكتوبر الماضي، شدّد خلالها على ضرورة تركيز اهتمام واشنطن على معالجة القضايا الداخلية، بدلًا من "بناء دول" في الخارج.

وقال ترامب إن بشار الأسد "رجل سيئ لكنه يجيد قتل الإرهابيين"، وذلك في مناظرته الثانية أمام منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن ترامب إنه لا يحب الأسد مطلقًا، غير أن "تعزيز نظامه هو الطريق الأفضل للقضاء على التطرف الذي ازدهر في فوضى الحرب الأهلية والذي يهدد أمريكا،" على حدّ قوله.

"داعش أولًا"

ولطالما كان ترامب يرى أن المشكلة الأساسية في الأزمة في سوريا لا تتمثّل في رئيسها بشار الأسد وإنما تقبع في داعش.

وفي مقابلة صحفية مع وكالة "رويترز" الإخبارية، شدد ترامب على أن هزيمة داعش تحظى بالأولوية على إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي.

وأكد ترامب: "ما ينبغي لنا فعله هو التركيز على تنظيم داعش، لا يجب علينا أن نركز على سوريا،" وفقًا لروسيا اليوم.

ورأى ترامب أن "الأسد أقوى بكثير الآن مما كان عليه قبل نحو ثلاث سنوات"، مُضيفًا أن الضغط على الأسد وحمله على ترك السلطة يُعد "أقل أهمية" من هزيمة داعش.

"تحوّل دراماتيكي"

غير أن ثمة تغير طرأ على الموقف الأمريكي تجاه سوريا بعد القصف بالكيماوي على بلدة خان شيخون في سوريا، الذي وقع في الرابع من أبريل الجاري.

وفاجأ ترامب العالم- وتحديدًا روسيا- بتوجيه ضربته الإنذارية لنظام الأسد، في غارة صاروخية استهدفت قاعدة الشُعيرات الجوية التابعة للنظام السوري، بحسب وزارة الدفاع الأمريكي (البنتاجون).

هذا القصف الذي أودى بحياة 87 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، أحدث تحوّلًا دراماتيكيًا في الموقف الأمريكي تجاه الأزمة السورية، إذ تغيّرت على إثره لهجة ترامب في حديثه عن بشار الأسد، فبات لا ينفكّ عن وصفه بأنه "سفّاح" و"جزّار" و"حيوان" أيضًا.

وأخذ يهدد باتخاذ إجراءات إضافية ضد النظام السوري حال مُعاودة الأسد استخدام السلاح الكيماوي ضد شعبه.

"دور إيفانكا"

وكشف إريك ترامب، نجل الرئيس الأمريكي، أن شقيقته إيفانكا حثّت أبيها على شن هجمات ضد الرئيس السوري بشار الأسد، وقواته بعد هجوم بالأسلحة الكيماوية، وفق صحيفة "التليجراف" البريطانية.

وقال إيريك: "لقد كان الأمر مروّعًا. وأنا سعيد بالطريقة التي رد بها أبي على هؤلاء الهمج."

وأكّد إيريك على استخدام شقيقته إيفانكا نفوذها للتأثير على والدها من أجل عمل عسكري ضد الأسد وجيشه في سوريا.

فيما نفت إيفانكا ترامب أن يكون لها دور في قرار والدها في بضرب قاعدة الشعيرات السورية، وفقًا لشبكة "سكاي نيوز" الإخبارية.

وأضافت: "نعم لقد شاركت أبي وجهة نظري، لكن ذلك لم يغير قراره، فرؤيته كانت تتماشي مع رؤيتي منذ البدء."

وشددت إيفانكا على أن قرار والدها "جاء بعد حصوله على معلومات كاملة، ونصائح من كافة الفئات والمستويات في الإدارة"، وفق تعبيرها.

وعن قضية استقبال اللاجئين، قالت إيفانكا إن هذه القصية تستحق البحث، في موقف مغاير لموقف والدها، بحسب سكاي نيوز.

"استراتيجية أمريكية"

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤولين أمريكيين لم تسمهم، إن استراتيجية ترامب تنقسم في سوريا إلى ثلاث مراحل أساسية: هزيمة داعش، واستعادة الاستقرار على أساس كل منطقة، وتأمين انتقال سياسي يترك فيه الأسد السلطة في نهاية المطاف مقابل عدم اتهامه بارتكاب جرائم حرب، وضمان أمنه في المنفى.

وأشارت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هالي إلى أن سياسة أمريكا في سوريا لم تعُد تركز على إزاحة الرئيس بشار الأسد عن السلطة، قائلة "رحيل بشار الأسد لم يعد أولوية لواشنطن."

وأكّد ترامب لسفراء في مجلس الأمن الدولي، أمس الثلاثاء، أن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد لا يُشكّل "عقبة" أمام إنهاء النزاع، بحسب ما نقل ممثل روسيا لدى الأمم المتحدة بيتر أيليتشيف.

ويرى مراقبون أن إدارة ترامب، والتي يبدو أنها شهدت إلى حد كبير تقاربًا مع السياسة الروسية تجاه الأزمة السورية، قد تفتح الطريق أمام إمكانية الإبقاء على الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، من خلال إعطاء الإدارة الأمريكية الأولوية لمحاربة تنظيم داعش عن التخلص من الأسد، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.

فيديو قد يعجبك: