إعلان

أسوشيتد برس: السيسي يختبر "الكيمياء" بينه وبين ترامب

12:22 م الإثنين 03 أبريل 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – سارة عرفة:
قالت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية إن الزيارة التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي للولايات المتحدة كأول رئيس مصري يدخل البيت الأبيض منذ 2010، "خطوة هامة في إعادة التأهيل الدولية" للسيسي الذي تولى السلطة في يونيو 2014.

وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني الأحد، أن المحللين ينبهون إلى أنه قد لا يكون هناك الكثير الذي يمكن للرئيس المصري أن يغتنمه من زيارة البيت الأبيض الاثنين التي وصفتها وسائل الإعلام الموالية للحكومة في الداخل بأنها "تاريخية."

ويلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الاثنين بنظيره الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض.

وقالت رئاسة الجمهورية في بيان يوم السبت الماضي إن الزيارة تأتي في إطار "حرص الجانبين على تنمية العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين، وبحث سبل تعزيزها خلال الفترة القادمة، وزيادة التنسيق مع الإدارة الأمريكية الجديدة لإعادة الزخم إلى تلك العلاقات وتطويرها في مختلف المجالات".

وستكون مكافحة تنظيم داعش في صلب المحادثات، كما سيتم طرح مسألة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني خلال اللقاء الذي لن يليه مؤتمر صحفي مشترك للزعيمين.

ومصر هي إحدى دولتين عربيتين مع الأردن، وقعتا معاهدة سلام مع إسرائيل، وقد لعبت تاريخيا دورا مركزيا في تحالفات الولايات المتحدة الإقليمية.

وأشارت أسوشيتد برس إلى أن التوقعات من الزيارة تشمل المزيد من المساعدات العسكرية، وإعلان جماعة الإخوان المسلمين، كجماعة إرهابية، واستعادة نوعية الشراكة الاستراتيجية التي تمتعت بها مصر مع الولايات المتحدة لأكثر من 30 عاما.

وكانت وكالة فرانس برس نقلت عن مسؤول أمريكي كبير قوله قبل الزيارة "إن الرئيس يود الاستماع إلى موقف الرئيس السيسي حول هذا الموضوع"، مضيفا "على غرار دول أخرى، لدينا مخاوف بشأن أنشطة الإخوان المسلمين في المنطقة".

"السلام مع إسرائيل"

كما لفتت إلى أن هناك قضية أخرى قد تطرأ وهي المطالب الإقليمية للجامعة العربية مقابل السلام مع إسرائيل.

وقالت الوكالة الأمريكية إن السيسي قد يكون في وضع يسمح له بمساعدة ترامب على الدفع من أجل اتفاق واسع وكسب نقاط في واشنطن، ولكن هناك احتمال للخلاف أيضا.

ومن المسلم به أن الزعيم المصري لديه ما يدعو للتفاؤل بشأن علاقاته مع ترامب، حسب أسوشيتد برس.

وعلى النقيض مع العلاقات ابان إدارة ترامب، قالت الوكالة إن السيسي وترامب تفاهما من أول لقاء بينهما في سبتمبر، عندما تحدث المرشح الجمهوري عن "كيمياء جيدة" بينهما عقب اجتماع عقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأثنى ترامب في ذلك الحين على السيسي قائلا إنه "رجل رائع. أمسك بزمام السلطة في مصر".

ولفتت الوكالة إلى أن وسائل الإعلام المصرية نفسها التي حاولت تشويه صورة أوباما أشادت بترامب كزعيم قوي سيعامل مصر باحترام ويقدر قيادة السيسي.

وعلاوة على ذلك، تسود توقعات بأن إدارة ترامب ستكون أكثر تسامحا بكثير بشأن انتهاكات حقوق الإنسان، وذلك بذريعة الاستقرار ومكافحة الإرهاب.

ونقلت أسوشيتد برس عن مسؤول بارز في البيت الأبيض قوله إن الإدارة ترغب في الحفاظ على "علاقة مساعدات أمنية قوية" مع مصر.

وقالت المسؤول إن واشنطن تريد استغلال زيارة السيسي "لإعادة تشغيل العلاقات الثنائية وبناء علاقة قوية" بين الزعيمين والتي تأسست عندما التقيا في نيويورك.

"انتصار هام للسيسي"

وقال مايكل حنا من مؤسسة القرن في نيويورك، عن اللقاء، "على المدى القصير، هي انتصار هام للسيسي".

وقال حنا إن الزعيم المصري نال احتراما دوليا مطردا نتيجة لتغير صورة مصر وباقي دول الشرق الأوسط في الذهن الغربي - من التأكيد على الاستقرار على حساب حقوق الإنسان أو الإصلاح الديمقراطي، وفقا للوكالة.

وأشارت أسوشيتد بس إلى أن السيسي نال مؤخرا استحسان الغرب لقيامه بعدد من الإصلاحات الاقتصادية الصعبة.

ونقلت عن إتش إيه هيلير، زميل رفيع المستوى في مجلس الأطلسي، قوله "ربما كان هناك الكثير من الكيمياء بين ترامب والسيسي، هناك تقارب في المصالح، وهناك غياب التوتر الذي كان قائما مع إدارة أوباما، ولكن هذا كل شيء".

وقالت الوكالة إنه ربما يتم حث مصر على المساهمة بقوات في التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن، بالنظر إلى حديث عن مشاركة الولايات المتحدة بشكل أوسع في تلك الحرب.

وأوضحت أسوشيتد برس أن مصر لم تشارك السعودية على الإطلاق وجهة نظرها بشأن إيران باعتبارها تهديدا وجوديا ملحا، كما قاومت ضغوط الرياض للمساهمة بقوات في حرب اليمن. وهكذا يبدو موقف ترامب من طهران أقرب إلى المنظور السعودي.

"ليبيا تهديد وجودي"

وفي ليبيا، قالت الوكالة إن مصر ترى تهديدا وجوديا في الاضطرابات في البلد الشمال أفريقي، التي تتقاسم معها حدودا صحراوية مليئة بالثغرات.

وأضافت أسوشيتد برس أن "القاهرة تفضل مشاركة واشنطن بشكل أكبر في البحث عن تسوية سياسية توحد الحكومات المتنافسة في البلاد ما يمهد الطريق لسحق الجماعات المسلحة النشطة هناك."

ونقلت الوكالة عن محمد المنشاوي، المحلل السياسي المقيم في الولايات المتحدة قوله "إن ضعف الاقتصاد المصري واستمرار خطر الإرهاب في سيناء لا يبقيان في أيدي مصر الكثير من أوراق الضغط الهامة".

ولفتت أسوشيتد برس إلى أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قد يكون مصدرا آخر للخلاف بين ترامب والسيسي؛ حيث كانت مصر لعقود مؤيدة قوية لحق الفلسطينيين في إقامة دولة.

وأكد السيسي مجددا هذا الموقف في كلمته أمام القمة العربية التي عقدت في الأردن الأسبوع الماضي قائلا إن مبادرة السلام السعودية التي تبناها القادة العرب في 2002 لا تزال تشكل أساسا للتسوية.

وتقضي المبادرة باعتراف العرب بإسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي التي احتلتها عام 1967 والسماح بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

ونقلت أسوشيتد برس ما كتبته الكاتبة الصحفية المخضرمة، رغدة درغام، في صحيفة الحياة السعودية التي تصدر من لندن، الجمعة، أن ترامب قد يدفع السيسي للتخلي عن هذه المبادرة وإقناع الدول العربية الأخرى بالتخلي عن القضية الفلسطينية.

وقالت درغام "الرئيس الأمريكي يريد من مصر شطب المسألة الفلسطينية من الأولويات العربية وتهميش المبادرة العربية – وهو ما لا يستطيع السيسي القيام به ".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان