إعلان

واشنطن بوست: ترامب بحاجة لاستراتيجية طويلة الأمد بشأن سوريا

01:40 م السبت 08 أبريل 2017

واشنطن (أ ش أ)

رأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن التحدي الذي ينتظر الرئيس دونالد ترامب خلال الأيام القادمة يكمن في إذا ما كان سيجد طريقة لاستثمار زخم الضربة التي وجهها للنظام السوري وصياغة استراتيجية طويلة الأمد بدون التورط بشكل أعمق في الحرب الطاحنة المستمرة منذ 6 سنوات والتي لا تظهر أية علامات على الانتهاء قريبا.

ونوهت الصحيفة ، في تقرير نشرته عبر موقعها الالكتروني، بأن البنتاجون أكد حتى الآن عدم وجود المزيد من الخطط العسكرية للانتقام من بشار الأسد وأن القوات الأمريكية ستكمل جهودها لهزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي في المنطقة.

وقالت إن الوابل الأول من الضربات الأمريكية التي تستهدف النظام السوري أثارت مدحا من قبل حلفاء الولايات المتحدة وقلقا من جانب الكونجرس وإدانة من المسؤولين الروس والسوريين الذين انتقدوا الهجوم وحذروا من أنه سيؤدي فقط إلى المزيد من الإرهاب وعدم الاستقرار.

وأضافت الصحيفة أنه بعد توجيه الرئيس ترامب بالهجوم لمعاقبة الرئيس السوري بشار الأسد لاستخدامه أسلحة كيماوية ضد شعبه خرج مسؤولون أمريكيون من البنتاجون لدى الأمم المتحدة لتبرير الضربة.

ووصف وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الضربة بأنها "نجاح ساحق"، قائلا: "أعتقد أن كل الأمريكيين وجميع حلفائنا في العالم الحر ينبغي عليهم الارتياح كثيرا لما حدث في هذه الضربة".

وقالت الصحيفة إن العديد من النواب الأمريكيين في الكونجرس اعتبروا أن الهجوم جاء متأخرا كثيرا وكان ممارسة ضرورية من القيادة الأمريكية على الساحة الدولية، رغم أن العديد من الديمقراطيين حذروا ترامب من أنه سيتوجب عليه السعي للحصول على موافقتهم إذا قرر استهداف الأسد مجددا أو عندما يحاول تصعيد الانخراط الأمريكي في الحرب.

ونقلت واشنطن بوست عن النائبة الديمقراطية عن نيويورك كريستن جيليبراند قولها: "إن التحركات العسكرية الأحادية الجانب من قبل الولايات المتحدة في نزاع بالشرق الأوسط تسببت في قلق عميق نظرا لعدم وجود أي تفويض لاستخدام القوة العسكرية من الكونجرس ولغياب وجود أية خطة أو استراتيجية طويلة الأمد".

وقالت الصحيفة إنه بأي مقياس فإن الضربة الأمريكية بأكثر من 50 صاروخا موجها كانت هجوما محددا للغاية ليظهر وكأنه تم تصميمه للعقاب بدون إثارة رد فعل معاكس كبير من روسيا أو إيران حلفاء الأسد.

وأضافت إن هذه الضربة التي صدق عليها ترامب لم تستهدف القيادة السورية كما لم تسع لإضعاف قدرات النظام لإشعال الحرب وبدلا من ذلك ركزت بشكل محدود على قاعدة جوية نائية ومتقشفة نسبيا استخدمت لإطلاق الهجوم الكيماوي على مناطق بمحافظة إدلب يوم الثلاثاء الماضي.

ونقلت الصحيفة عن مستشار ترامب للأمن القومي إتش آر ماكمستر قوله إن المسؤولين الأمريكيين "بذلوا الكثير" لتحذير الروس العاملين بقاعدة الشعيرات الجوية السورية، إن هناك صواريخ متجهة في الطريق إليهم وذلك لمنع أية خسائر روسية وتجنب إشعال نزاع أكبر.

وفي السياق ذاته، وجهت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن انتقادا لاذعا إلى روسيا وإيران لتحركاتهما وفشلهما في منع نظام الأسد من قتل السوريين الأبرياء، حيث قالت إن "كل مرة يتعدى فيها الأسد على الإنسانية تقف روسيا خلفه".

وأعرب تيلرسون، الذي من المقرر أن يزور موسكو الأسبوع المقبل، عن خيبة أمله من الدعم الروسي المستمر لنظام يشن هذا النوع من الهجمات المرعبة على شعبه.

وقالت الصحيفة إنه رغم استنكار موسكو للضربة الأمريكية إلا أنها لم تترجم ذلك إلى تحرك حقيقي؛ فالقوات الروسية في سوريا لم تحاول استخدام أنظمتها الدفاعية الجوية المتطورة لإسقاط الصواريخ الأمريكية أو التحرش بالطائرات الأمريكية المتواجدة في الفضاء السوري كجزء من حرب أكبر ضد "داعش".

وحسب الصحيفة، فإن بعض المحللين رأوا أن الروس الذين ضاقوا ذرعا بالحرب السورية والأسد ربما يكونوا غير معارضين كليا للضربة الأمريكية.

وقال أندرو تابلر خبير الشؤون السورية في معهد واشنطن للدراسات المتخصصة بالشرق الأوسط، "إن روسيا واجهت أوقاتا صعبة في محاولة إقناع الأسد بالجلوس على طاولة الحوار بأية طريقة مجدية".

وأشار تابلر إلى أن الاختبار الوحيد لمدى شدة غضب روسيا تجاه الضربة الأمريكية سيكون زيارة تيلرسون القادمة، موضحا أنه إذا لم تلغها موسكو فإنها علامة على أنهم سيتعايشون مع الهجوم على النظام السوري.

وسيكون السؤال الرئيسي لترامب وكبار قادته ودبلوماسييه - من وجهة نظر الصحيفة - هو ما إذا كان بمقدورهم استخدام الزخم الناتج عن الضربة الامريكية للبدء في الخروج من الطريق المسدود في سوريا.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان