إعلان

بعد ست سنوات.. الأسد أكثر قوة من خصومه

03:45 م الخميس 16 مارس 2017

بشار الاسد

كتب – محمد مكاوي:

ست سنوات مرت على الأزمة السورية التي راح ضحيتها أكثر من 320 ألف شخص ونزح خلالها الملايين داخل وخارج سوريا، في أكبر كارثة إنسانية بعد الحرب العالمية الثانية.

ما بين بداية الأزمة ووضعها الحالي كان مصير الرئيس السوري بشار الأسد.

بعد أن كانت أغلب الأطراف والقوى الدولية تطالب برحيل الأسد عن حكم سوريا قبل الدخول في أي مفاوضات لحل الأزمة، أصبح الرئيس الآن بعد مرور ستة أعوام لاعبا أساسيا في التفاوض وفي المرحلة الانتقالية المقترحة.

قبل 2011 كان طبيب العيون بشار الأسد يحكم كامل الأراضي السورية بالحديد والنار؛ حسبما يقول معارضوه، وحتى قبل وقت قريب كان يسيطر فقط على نحو "ثلث" الأراضي السورية ويشاركه السيطرة ميليشيات مسلحة وتنظيمات إرهابية.

مشهدان

في 13 مارس 2017، يقف الأسد في باحة قصره الرئاسي بالعاصمة دمشق، أمام جمع من الصحفيين الأوروبيين يعدد "نجاحات "الجيش العربي السوري في دحر الإرهاب مهاجمًا التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ومشيدًا بمساعدات أصدقائه في روسيا.

تحدث بشار الأسد بلغة إنجليزية واثقة وقال إنه رغم "النجاحات" التي حققها بمساعدة الروس، إلا أنه أبدى تنازلا بإعلانه التفاوض من أجل "حقن دماء السوريين".

أما في 30 مارس 2011، وبعد صمت استمر أسبوعين على اندلاع الاحتجاجات في العاصمة دمشق وحمص ومقتل العشرات برصاص الأمن في درعا، وصل بشار الأسد إلى مقر مجلس الشعب وسط استقبال حار من النواب مصحوبًا بهتافات "بالروح بالدم نفديك يا بشار".

تحدث الأسد في خطاب تناقلته الكثير من وسائل الإعلام، وانتظره الملايين في سوريا وخارجها لمدة قاربت 45 دقيقة، عن "المؤامرات الخارجية الفاشلة التي تسعى إلى خراب المنطقة".

ما بين مارس 2011 ومارس 2017، ست سنوات من الأحداث الجلل في سوريا وصفت بأنها "أسوأ أزمة إنسانية في العالم بعد الحرب العالمية الثانية"، استخدم فيها جميع الأطراف كل الوسائل الشرعية وغير الشرعية من قصف بالطائرات وضرب بالأسلحة الكيميائية وخطف واختفاء قسري وتعذيب وحصار أدى إلى نزوح أكثر من نصف الشعب السوري خارج البلاد.

خلال ست سنوات كان الأسد وحيدًا في سوريا، لم يغادرها سوى مرات معدودة إلى روسيا أو إيران أقرب حليفين له، لم يستقبل في دمشق رؤساء أو زعماء، فقط وزراء أو مبعوثين دوليين أو سياسيين.

ظهوره الإعلامي كان قليلا، فقط لإجراء حوارات صحفية أو للرد بشكل غير مباشر على شائعات مرضه أو قتله التي كان يرجعها النظام السوري إلى "جهات ممولة تسعى إلى خراب سوريا".

"الكرسي أولا"

يقول معارضو الأسد، إن طبيب العيون بشار المولود في العام 1965 سليل العائلة الحاكمة، نجل الرئيس الراحل حافظ الأسد لم يهتم سوى بكرسي الحكم الذي ترك من أجله حياته المرفهة في العاصمة البريطانية لندن في تسعينيات القرن الماضي بعد وفاة شقيقه الأكبر باسل الأسد في حادث سيارة قرب مطار دمشق.

ولكن الرئيس السوري يقول لوسائل إعلام أوروبية إنه "واجبه كرئيس مستمد من الدستور، وواجب الحكومة السورية وكل مسؤول سوري هو الدفاع عن بلاده.. كنا سنشعر بالذنب لو لم ندافع عن بلادنا.. وعندها كنا سنندم،" وفق ما نشرته وكالة الأنباء السورية (سانا).

يرى معارضو بشار الأسد، إنه من "أجل الكرسي الذي جلس عليه بعد وفاة أبيه في عام 2000، بعد استفتاء عام، استخدم كل الوسائل الشرعية وغير الشرعية للحفاظ على منصبه، بداية من اعتقال معرضيه والتنكيل بهم في سجونه وإطلاق الرصاص على المتظاهرين السلميين وصولا إلى القصف بالطائرات والبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية وحصار المدنيين العزل". إلا أن الأسد يقول إنه "يحارب إرهابيين ممولين من دول تسعى إلى خراب سوريا".

لم يكترث الأسد بعقوبات دول العالم بعد أن قالت الأمم المتحدة في تقارير أعدتها لجان تحقيق إنه استخدم قواته الأسلحة الكيماوية في ثلاثة حوادث بين عامي 2014-2015 من خلال أسلوب إلقاء البراميل المتفجرة سيئ الصيت من الطائرات المروحية والتي تطلق المواد الكيماوية السامة على المدنيين، غير أنه بالاتفاق مع روسيا تخلص من أسلحته الكيمائية.

"لاعب أساسي"

قبل ديسمبر 2016، كان بشار الأسد رئيسا لسوريا، ولكن على الأرض لم يكن يسيطر سوى على أقل من ثلث البلاد وتحديدا العاصمة دمشق ومنطقة الشريط الساحلي والجزء الغربي من مدينة حلب العريقة.

وبفضل الضربات الجوية الروسية ومقاتلي حزب الله وإيران، استطاع الأسد أن يبسط كامل نفوذه على مدينة حلب أكبر المدن السورية ومركزها التجاري والصناعي.

وهكذا بعد ست سنوات من النزاع، استطاع الأسد أن يجبر خصومه على تغيير نبرة حديثهم وسياستهم تجاه سوريا، وبدأ الجميع يتحدث عن الأسد كجزء من المرحلة الانتقالية بعد أن كان رحيله من منصبه هو الشرط الأساسي للحديث عن أي حل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان