لماذا ترغب حماس في الانفصال عن الإخوان؟
كتبت- هدى الشيمي:
ذكرت تقارير صحفية أن حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" تعمل على وثيقة سياسية تتضمن رؤيتها المستقبلية، حيال عدة قضايا حيوية، منها الصراع مع إسرائيل، والعلاقة مع الفصائل الفلسطينية، وعلاقتها بأي تنظيم أو جهة أو جماعة خارجية.
وبحسب التقارير فإن الحركة ستعلن عن الوثيقة بعد انتهاء الانتخابات الداخلية للحركة، واختيار مكتب سياسي جديد يرأسه شخص آخر غير خالد مشعل الذي لا تسمح له اللائحة بالترشح لمرة ثالثة، ومن المقرر أن تُعلن النتائج في نهاية مارس الجاري.
"الإخوان"
قالت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية إن حماس ترغب في الانسلاخ عن أي ارتباط تنظيمي بأي جهة أو جماعة خارجية، في إشارة منها إلى جماعة الإخوان المسلمين.
وأوضحت الصحيفة أن الحركة الإسلامية تحاول إعادة تعريف نفسها، سعيا إلى تجاوز الأزمات مع القوى الإقليمية والغرب، والخروج من أي عزلة عربية ودولية.
يأتي هذا الإعلان بعد علاقة استمرت قرابة 30 عاما بين حماس والإخوان المسلمين. إذ أعلنت الحركة منذ بداية ظهورها عام 1987 في بيانات أصدرتها أنها الساعد القوي لجماعة الإخوان المسلمين، وأنها جناح من أجنحة الإخوان المسلمين في فلسطين، بحسب ما جاء في كتابه "حماس حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين" للدكتور خالد أبو العمرين.
"إزاحة الأنظار"
قال جهاد الحزيران، القيادي بحركة فتح والمحلل السياسي الفلسطيني، إنه لا مجال للابتعاد ولا يمكن أن يكون هناك حالة من الابتعاد بين حماس والإخوان المسلمين.
وأوضح لمصراوي أن الجميع يعلم بأن حماس جزء من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وتجمعهما علاقات قوية بالدول التي تأوي قيادتها. كما أنها تنفذ ما يصدر عن هذه الدول في الكثير من المواقف مقابل تقديم الدعم المادي، أو استضافات مدفوعة.
وفسر المُحلل الفلسطيني ما يتردد عن انفصال حماس عن الإخوان، بأنها محاولة لإزاحة الأنظار عنها كتنظيم تابع للإخوان المسلمين، خاصة وأن الإدارة الأمريكية منذ تولي دونالد ترامب تجري العديد من المناقشات حول ما إذا كانت ستصنف الإخوان جماعة إرهابية أم لا.
وقال الحزيران إن حماس ردت من قبل على طلبات الانفصال عن الإخوان بالرفض، "وكانت تتبجح بالقول بأنها جزء من الجماعة ولا يمكن الانفصال عنها".
"حدود 67
ستتضمن الوثيقة موافقة حماس على إقامة دولة على حدود 67، وهي حدود الأراضي الفلسطينية قبل حرب النكسة عام 1967، على أن تكون القدس عاصمة لها، حسبما أوردت الشرق الأوسط.
وشدد قياديو الحركة أنهم لن يعترفوا بدولة إسرائيل، ولن يتنازلوا عن أي جزء من أرض فلسطين. وأكدوا على ضرورة عودة اللاجئين إلى ديارهم، بحسب الصحيفة.
تعد حدود 4 من يونيو 67 أحد العناصر الأساسية في مسألة حل الدولتين، ويتمثل في المناطق التي لم تكن خاضعة للاحتلال وهي القدس الشرقية، الضفة الغربية، قطاع غزة، منطقة عسقلان، ومنطقة بركة السبع.
وفي هذا الصدد، قال الحزيران إن اعتراف حماس بحدود 67 ليس جديدا، بل إنه حدث من قبل عندما أتى خالد مشعل إلى القاهرة في مايو 2011، ووقع اتفاقًا بالقاهرة، يُعلن فيه أنه يقبل بحدود 67.
"التسويق السياسي"
رأى الحزيران أن وثيقة حماس محاولة لإعادة توثيق نفسها من جديد لدى الرأي العام، والمجتمع الدولي والمنطقة العربية. وقال إن الحركة تحاول "التأكيد للجميع أنها قادرة على أن تكون بديلا وممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني".
وأضاف "كل التسويقات السياسية التي تحاول أن تضعها حماس، وتسعى للظهور بها لا تنطلي على أحد، ولن تكون سوى محاولة للتغطية على بعض المواقف التي قامت بها الحركة".
فيديو قد يعجبك: