لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل تنسف دعوة لإجراء انتخابات جهود حل الأزمة الليبية؟

06:25 م الخميس 09 مارس 2017

رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح

كتبت – إيمان محمود :

جهود ومساعٍ داخلية وخارجية لحل الأزمة الليبية، التي باتت تشكل تهديدًا أمنيًا على دول الجوار منذ سقوط نظام الرئيس الليبي السابق معمر القذافي العام 2011، كما عانت من نتائجها بعض الدول الأوروبية بعد هجرة آلاف اللاجئين إليها عبر السواحل الليبية المطلة على البحر المتوسط.

وفي دعوة أثارت جدلًا في الأوساط السياسية الليبية، طالب رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، في خطاب إلى رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية قبل فبراير 2018.

الدعوة التي جاءت بعد ساعات من اتفاق نواب طبرق، على إلغاء اعترافه باتفاق الصخيرات وتعليق المشاركة في أي جلسات للجنة الحوار السياسي، ردًا على الهجوم في منطقة الهلال النفطي.

وقبل شهر اجتمع في القاهرة الشخصيات الثلاث الفاعلة في الأزمة الليبية، المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، ورئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج، بالإضافة إلى المستشار عقيلة صالح، مع اللجنة المصرية المعنية بالأزمة الليبية برئاسة رئيس الأركان الفريق محمود حجازي في اجتماعات منفصلة.

أسفرت عن خروج بيانا عرف بـ"بيان القاهرة" تضمن احتفاظ الشخصيات الثلاث بمناصبها وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بحلول فبراير 2018.

"فرض أمر واقع"

يرى مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن هذه الدعوة تفرض أمرا واقعا، وهي بشكل كبير تعد نسفًا لجهود الحوار بين أطراف الأزمة الليبية.

وقال غباشي لمصراوي إنه "من المفترض عندما تجرى انتخابات يتم تمهيد الأرض لها، وبحث رؤية لهذا الواقع"، مضيفا أنه يجب توحيد الأطراف السياسية ووضع حلول للميليشيات المسلحة على الأرض.

وتتنافس في ليبيا سلطتان هما حكومة وفاق في طرابلس تحظى بدعم المجتمع الدولي وأخرى في الشرق لا تعترف بها ويتبعها الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر.

إلى جانب ذلك تنتشر الميليشيات المسلحة التابعة لجماعات إسلامية متشددة وأخرى تتبع تنظيم داعش.

وأشار غباشي إلى اقتراح علي زيدان رئيس وزراء ليبيا الأسبق، بدمج الميليشيات المسلحة البعيدة عن شبهة الإرهاب مع الجهات الأمنية والعسكرية في ليبيا.

وطلب مجلس النواب في طبرق من المفوضية الليبية العليا للانتخابات القيام "بكل الترتيبات اللازمة" للتحضير للانتخابات الرئاسية والبرلمانية قبل فبراير 2018، مشيرًا إلى "الوضع الصعب" و"الصراع السياسي" المستمر في ليبيا.

ولفت غباشي إلى أن المشهد السياسي الليبي يتحكم فيه 5 شخصيات سياسية، وهم عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي، وخليفة حفتر قائد الجيش الليبي، وفائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني، وخليفة الغويل رئيس حكومة الإنقاذ في طرابلس، وعبد الله الثني رئيس حكومة في مدينة البيضاء.

وأكد غباشي أيضًا أنه من الصعب أن تتمكن ليبيا من تمهيد الأرضية لإجراء انتخابات رئاسية أو برلمانية.

وقال "لابد أن تلعب مصر وتونس والجزائر دورًا هامًا ليتم التوافق بين القوى ولإجراء الحوار بين الأطراف الخمسة وطرح حلول لوضع الميليشيات المسلحة".

"اللاحل"

طارق فهمي، الخبير في الشؤون السياسية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، يرى أيضًا أن السيناريوهات تمضي في إطار "اللاحل"، موضحًا "نحن نعود للمربع صفر، حيث أنه تم تجميد اتفاق الصخيرات دون إيجاد بديل أو مسار سياسي للمرحلة القادمة".

ونجحت وساطة الأمم المتحدة في التوصل إلى اتفاق في مدينة الصخيرات المغربية بين الأطراف الليبية المتصارعة أفضى إلى تشكيل حكومة وفاق وطني توحد السلطات المتنازعة باشرت مهامها من العاصمة طرابلس في مارس الماضي.

وبموجب الاتفاق تشكل مجلس رئاسي عمل على تشكيل الحكومة برئاسة فايز السراج لقيادة البلاد في مرحلة انتقالية تمتد لعامين تنتهي بانتخابات تشريعية.

وحظي الاتفاق بدعم دولي، إلا أنه واجه اعترضا من برلمان وحكومة شرق ليبيا، كما طالب المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي، بإدخال تعديلات عليه.

وقال فهمي "لا اعتقد أن يتم اتفاق جديد بديلًا عن الصخيرات، حتى دول الجوار المعنية لم يعد لديها بديلًا لتقدمه في الأزمة الليبية، بما فيهم مصر التي فشلت في عقد لقاء بين السراج وحفتر في القاهرة".

وأكد فهمي –في تصريحاته لمصراوي- أن فكرة إجراء انتخابات مبكرة، هي مجرد "فكرة عبثية" لا يمكن أن تحدث، مشيرًا إلى أن هناك العديد من "الأفكار العبثية" التي طرحتها شخصيات سياسية.

"فرصة"

وأكد عضو مجلس النواب، سعد المريمي في مداخلة هاتفية مع قناة "218" الليبية، أن الانتخابات ستجرى وفق اللوائح والقوانين المشرع لها من قبل المفوضية العليا للانتخابات.

وأضاف أن موضوع إجراء الانتخابات لا يحتاج إلى تصويت من أعضاء المجلس والوقت مناسب لها لما تمر به البلاد من ظروفها الراهنة.

ورأى "المريمي" أن الانتخابات فرصة لليبيين لاختيار رئيسا للبلاد ومجلسا للنواب، وقال "على الجميع أن يعدوا العدة لها".

وتساءل المحلل السياسي، طارق فهمي "كيف ستجرى انتخابات رئاسية أو برلمانية في هذا التوقيت ومن المفترض أن ليبيا بها حكومتين وبرلمانين وشخصيات عسكرية وسياسية عديدة ترسم المشهد الحالي؟"

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان