لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ستريت جورنال: تحالف محتمل بين الأسد وأردوغان

08:44 م الخميس 09 مارس 2017

الأسد وأردوغان

كتب - محمد الصباغ:

"كل الطرق تؤدي إلى الرقة".. هكذا بدأ تقرير صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية حول وضع الصراع السوري الذي يدخل عامه السادس، مشيرًا إلى أن نتيجة سقوط عاصمة تنظيم داعش سيرسم شكل القوى في الشرق الأوسط في المستقبل القريب.

قال التقرير المنشور اليوم إن التراجع السريع للخلافة المزعومة في العراق بخسارة أغلب أراض مدينة الموصل وسقوط مدينة الرقّة السورية فإن انهيار داعش صار مسألة وقت. وأضاف أن الصراع على المكاسب يهدد بإطلاق سلسلة جديدة من العنف يمكن أن يجر القوى الإقليمية والدولية إلى صراع أعمق.
تسعى 3 قوى رئيسية نحو الرقة، وهم المعارضة السنية العربية والنظام السوري والمقاتلين الأكراد، ويرى كل منهم أن السيطرة على المدينة سيعطيهم نفوذًا سياسيًا خلال أي تسوية سياسية بعد الحرب.

وأشار التقرير إلى أن تركيا الداعم الرئيسي للجيش السوري الحر المتحالف مع مجموعات سنية عربية معارضة مسلحة، هي أكثر المهتمين بإضعاف حزب العمال الكردستاني، الذي يؤجج العنف في الداخل التركي وتعتبره كل من أنقرة وواشنطن منظمة إرهابية.

وتابعت "وول ستريت جورنال" أن روسيا الداعم الأكبر للنظام السوري، هدفها الرئيسي هو الاستفادة من موقفها في سوريا لتعزيز انجازات حملتها العسكرية وتحويلها إلى اتفاق سياسي.

أما إدارة ترامب، فلا زالت في مرحلة مراجعة سياستها نحو سوريا. وتقود ممارساتها إلى الآن، الأولويات العسكرية في المعركة ضد تنظيم داعش، مع التفات محدود إلى المصالح الأمريكية الأخرى واهتمامات حلفائها في المنطقة.

ووفقًا للتقرير، فالأحداث الأخيرة بمدينة منبج شمالي سوريا، والتي استولت عليها قوات كردية مدعومة من أمريكا، تسلط الضوء على تفجّر الموقف. وأشار إلى أن هجمات قوات النظام السوري والأكراد ضد داعش خلال الشهر الماضي في المنطقة، منع تركيا ووكلائها السنّة من التوجه نحو مدينة الرقّة.

عندما هددت تركيا بالهجوم على منبج كرد على ذلك، بدأت القوات الروسية والأمريكية في التواجد بشكل صغير لكن علني في الصفوف الأمامية، مما يجعل التهديد التركي مستحيل في هذا التوقيت.

وأضاف التقرير أن التصرفات العدائية التركية وعدم وضوح نوايا إدارة ترامب المستقبلية، جعلت الحركة الكردية الرئيسية في سوريا (حزب الاتحاد الديمقراطي) تتقرب من النظام السوري وهو الأمر الذي طالما عملت روسيا على التشجيع عليه. في الماضي، كانت محاولات التعاون بين حزب الاتحاد الديمقراطي وبين النظام السوري تلاشت ببدء أحدهم القتال.

بالنسبة لمنبج، فالنظام السوري يريد حصر وجود الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا في منطقة صغيرة شمالي البلاد، حيث تسيطر المجموعة المعارضة بالفعل على الأوضاع هناك. ويتسبب ذك في تراجع قوة السوري الحر في أي محادثات للتفاوض. وبذلك تكون مصالح الأكراد متسقة مع مصالح النظام السوري في هذا الشأن.

ويقول منذر أكبيك، المتحدث باسم حزب تيار الغد المعارض والمتحالف مع القوات الكردية في الحرب ضد داعش: "عدو حزب الاتحاد الديمقراطي هي تركيا، وعدو النظام هو الجيش السوري الحر. لذلك هناك مواءمة يمكنها التطور"، مضيفًا "مسألة توجههم سويًا إلى الرقّة يعتمد على الأمريكيين".

كما أكدت "وول ستريت جورنال" أن موافقة إدارة أوباما للتعاون الدائر في حلفائه الاكراد مع النظام السوري في حملة الرقّة، لا يمكن معرفة مداها، وخصوصًا مع الجدل السياسي الدائر حول علاقة دونالد ترامب بالنظام الروسي.

ومع استمرار المخاوف التركية من عدم قدرة حليفهم الجيش السوري الحر من التقدم في منبج، أشار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى تفضيله الاصطفاف بجانب الرئيس بشار الأسد –الذي حاول إسقاطه لسنوات- بدلًا من الوقوف بجانب الأكراد المدعومين من تركيا.

وحول هذا الشأن قال المحلل السياسي التركي، مصطفى أكيول إن "إيقاف مكاسب حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا هو هدف تركيا الأول". وأضاف "تفضل تركيا أن يستحوذ نظام الأسد على ذمام الأمور".

وفي الوقت الذي يكرر الأسد فيه إنه يسعى لاستعادة كامل التراب السوري، إلا أن قدرته على التقدم في الرقة والمناطق الأخرى في شرق سوريا، تبقى محدودة مع تجريده من مليشيات شيعية تحارب في العراق.

واختتم التقرير الحديث بأن الجيش السوري الحر لا يمكنه التقدم نحو الرقة، وبالتالي أصبحت أولوية الأسد هي ترسيخ سيطرته على المناطق الاستراتيجية في غرب سوريا. وجاء على لسان عريب الرنتاوي، مدير مركز القدس للدراسات السياسية بالأردن "الرقة ليست المهمة بالنسبة للأسد، على الأقل ليس الآن. النظام لا يمكنه التواجد في كل مكان والقتال ضد كل الأهداف".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان