لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الصراع بين فتح وحماس: سكان غزة تحت الحصار والإظلام والتقشف

05:43 م الخميس 20 أبريل 2017

سكان غزة تحت الحصار والإظلام والتقشف

كتب– محمد مكاوي:

بدأ سلمان أبو ناموس، في خفض مصروفاته الشهرية لسد احتياجات أطفاله الست اليومية بعد قرار الحكومة الفلسطينية بتخفيض رواتب الموظفين في قطاع غزة المحاصر بنحو 30 إلى 40 في المئة.

 تخفيض الرواتب لم تكن الأزمة الوحيدة التي يعاني منها أبو ناموس، 36 عامًا، ولكنها تزامنت مع ذروة انقطاع الكهرباء في القطاع الذي يعاني دمارًا جراء العدوان الإسرائيلي المتكرر واخره كان في صيف 2014.

وقررت الحكومة الفلسطينية مطلع الشهر الجاري، تخفيض رواتب موظفي السلطة الفلسطينية في قطاع غزة وهو القرار الذي تظاهر بسببه عدد من الموظفين أمام عدد من البنوك في القطاع.

"إعدام للفلسطينيين"

وقال أبو سلمان الموظف الفلسطيني، لمصراوي عبر الهاتف من غزة، الخميس، إن "هذا القرار أعدم الفلسطينيين في القطاع. نحن نعاني في الأساس من الحصار".

وأوضح رئيس وزراء حكومة الوفاق رامي الحمد الله أن قرار الخصم من الرواتب في غزة هو "تجميد لجزء من العلاوات وليس قرارا دائما".

 وأضاف الحمد الله، في تصريحات خلال جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية التي عقدت في رام الله، ونقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية أنه سيتم إعادة صرف العلاوات "حال توفر الموازنات المالية واستجابة حركة حماس لمبادرة الرئيس لتحقيق المصالحة الفلسطينية".

غير أن أبو سلمان قال في نبرة تكسوها الحزن "أطفالنا تذهب إلى مدارسها بدون مصروف يومي.. القرار طال نحو 40 في المئة من الراتب".

المرضى

إلى جانب أزمة تخفيض الرواتب، يعاني أبو سلمان أيضًا هو وأسرته وغيرهم في القطاع من انقطاع الكهرباء المتواصل. ويقول "الكهرباء لا تأتي سوى 4 ساعات.. المرضى في المستشفيات لا يستطيعون غسيل الكلى".

 وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الأربعاء، تقليص خدماتها التشخيصية والمساندة بسبب تفاقم أزمة انقطاع الكهرباء والنقص الحاد للوقود اللازم لتشغيل مولدات المستشفيات.

وقال الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة، في بيان صحفي، إن الوزارة "تدخل مرحلة قاسية جراء أزمة الكهرباء والوقود مما اضطرها إلى تشغيل المستوى الثاني من المولدات الكهربائية في المستشفيات وتقليص عدد من الخدمات التشخيصية والمساندة".

وحذرت حركة حماس التي تسيطر على القطاع من "ردود صعبة" حال تصاعد إجراءات التضييق ضد قطاع غزة الذي تسيطر عليه الحركة منذ عشرة أعوام.

محمد الصعيدي، موظف ورب أسرة مكونة من 4 أطفال يعاني هو الآخر من قرار تخفيض الرواتب وأزمة انقطاع الكهرباء.

يقول الصعيدي، 38 عامًا، لمصراوي عبر الهاتف من مصراوي، الخميس، إن قطاع غزة مازال يعاني من الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي قبل نحو 3 أعوام، وطالب العرب والمصريين بمساعد الفلسطينيين المحاصرين.

ويضيف الصعيدي أن "قرار تخفيض الرواتب بنحو 30 إلى 40 في المئة لم يؤثر على الموظفين فحسب وإنما أصاب القطاع المحاصر بالركود أكثر من ذي قبل".

"في البداية الكهرباء كانت تأتي 6 ساعات يوميا.. ولكنها الآن تأني 4 ساعات فقط بل وفي بعض الأحيان بشكل متقطع، فلا يستطيع أطفالنا استذكار دروسهم أو نمارس حياتنا بشكل طبيعي،" يقول الصعيدي.

وتتفق معه أسماء النحال، موظفة في إحدى الوزارة بقطاع غزة، تقول إن "انقطاع الكهرباء بشكل يومي يؤثر بشكل أكبر على المستشفيات وخاصة مرضى الفشل الكلوي، وكذلك الأطفال الذين يستذكرون دروسهم على أضواء الشموع".

وأضافت النحال لمصراوي من غزة، أن "الكهرباء تأتي في اليوم 4 ساعات فقط وأحيانا كثيرة لا تأتي.. ربات المنازل كبار السن يضطرون للسهر إلى ساعات يومية لإنجاز أعمالهم وقت قدوم الكهرباء؟"

وكانت سلطة الطاقة في غزة أعلنت الأحد عن الماضي عن توقف عمل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها وعدة قدرتها على شراء الوقود بما تفرضه حكومة الوفاق الفلسطينية من ضرائب عليه.

وأعلنت شركة توزيع كهرباء غزة اليوم أن عجز الطاقة نتيجة توقف محطة التوليد بلغ قرابة 300 ميجاوات، مشيرة إلى اعتمادها جدول توزيع يقوم على وصل للكهرباء لمدة ستة ساعات مقابل قطع يصل إلى 12 ساعة يوميا.

قلق أممي

من جانبه قال منسق الأمم المتحدة الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف في بيان له إنه يتابع بقلق شديد الأوضاع المتوترة في قطاع غزة على أثر تجدد أزمة الطاقة فيه.

 وحثّ ملادينوف الحكومة الفلسطينية على تسهيل شراء الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد كهرباء غزة مع تخفيض الضرائب المفروضة عليه، مؤكدا استعداد الأمم المتحدة لتقديم دعمها من أجل حل أزمة الكهرباء في القطاع.

وعن قرار تخفيض الرواتب، قالت النحال إنه جاء بشكل مفاجئ.. كثير من المواطنين في غزة عليهم التزامات من قروض وجمعيات وخلافه بالإضافة إلى عدد كبير ترك التعليم المدارس والجامعات لقلة الموارد المادية".

وتتابع الموظفة الفلسطينية "ارتقعت نسبة العنف الأسري في غزة بسبب مطالبات الأطفال المادية وعصبية أولياء أمورهم نتيجة الضغوط المادية"، مشيرة إلى حادثة قتل لسيدة مسنة على يد شاب لسرقة مشغولاتها الذهبية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان