إعلان

هل تصبح مريم شريف نجمة سياسية في باكستان؟

06:48 م الجمعة 21 أبريل 2017

تفيد تقارير بأن مريم شريف هي المستشار المقرب لأبيه

(بي بي سي)

تشير تكهنات إلى أن مريم شريف، ابنة نواز شريف رئيس الوزراء الباكستاني ستكون نجمة سياسية في بلادها، لكن تسريبات أوراق بنما تلاحقها لكن هل يمكن أن يعرقل ذلك صعودها؟

مراسلة بي بي سي شميلة جعفري تكتب عن ذلك في إطار سلسلة لبي بي سي عن النساء الآسيويات، المتوقع أن يتصدرن عناوين الأخبار خلال عام 2017.

لا أزال أتذكر جيدا حينما التقيت مريم شريف لأول مرة. كان ذلك بعد أيام قليلة من التحاقي بالجامعة في لاهور عام 1991. كنت أقف في الرواق فرأيتها محاطة بمجموعة من الفتيات، وتحمل ملفا عليه صورة لأبيها نواز شريف. فقد كانت ابنة رئيس الوزراء شخصية مشهورة في الجامعة.

وبحلول التسعينيات، أصبحت عائلة شريف واحدة من أبرز العائلات الحاكمة في إقليم البنجاب.

وسياسيا كان هذا العقد من أكثر العقود اضطرابا في تاريخ البلاد، حيث أطيح بأربع حكومات منتخبة ديمقراطيا، بما فيها حكومة نواز شريف، دون أن تكمل مدتها القانونية.

وخلال تلك الفترة كانت مريم منشغلة بحياتها الخاصة، وتربي طفليها بعيدا عن الأضواء.

"مساعدة سعودية"

لكن في أكتوبر/ تشرين الثاني عام 1999، حينما اعتقل نواز شريف عقب انقلاب غير دموي، ووضع أعضاء عائلته من الذكور تحت الإقامة الجبرية، برزت مريم وأمها إلى الأضواء، لمقاومة انقلاب الجنرال برويز مشرف والدفاع عن قضية والدها.

ويقول الصحفي سلمان غاني من لاهور، إنه تلقى أول اتصال هاتفي من مريم خلال تلك الفترة المضطربة، حيث دعته إلى لقاء.

ويقول غاني: "لقد كانت تلك الفترة حرجة، وكل شيئ مراقب، ويخشى الناس من التحدث إلى مريم عبر الهاتف"، ورغم ذلك ذهب غاني إلى لقائها.

وأضاف: "للأمانة ولكوني أبا شعرت بالتعاطف مع مريم، وتوقعت أن أراها خائفة، لكن حينما قابلتها فوجئت بأنها شجاعة للغاية، وتنتقد نظام الجنرال مشرف بعنف".

وبمساعدة ملك السعودية، عقدت مريم وأمها في اتفاقا مع الجنرال مشرف، خرج بمقتضاه نواز شريف من السجن، ونفيت العائلة إلى السعودية.

وفي 2007، عادت العائلة إلى باكستان وفاز شريف بالانتخابات المحلية في البنجاب، وشكل الحكومة المحلية.

أصوات الشباب

لكن في عام 2011 حدث تطور سياسي هز البلاد، حينما نظم لاعب الكريكيت السابق عمران خان تجمعا شعبيا في لاهور، وهي مركز القوة التقليدي لشريف.

وحشد التجمع عددا كبيرا من الشباب، وهو ما قرع أجراس الخطر بين منافسيه السياسيين.

وبرزت مريم مجددا إلى الأضواء دون أن يكون لها منصب رسمي، وبدأت في زيارة المدارس والكليات، في محاولة للتواصل مع الطلاب.

1

لقد غطيت زيارتها الأولى لكلية البنات للاقتصاد المنزلي الشهيرة في لاهور، وكانت تلك هي المرة الأولى، التي أراها فيها بعد نحو عشرين عاما من اللقاء الأول، وجدتها شخصا مختلفا تماما، حيث كانت متزنة ومتألقة ولبقة.

ويقول الصحفي سلمان غاني: "جرى إعداد مريم، كوجه شاب لحزب الرابطة الإسلامية جناح نواز شريف، لجذب الشباب في مواجهة الشعبية المتزايدة للاعب الكريكت السابق عمران خان بين الشباب".

وكانت مريم من بين أوائل من تبنوا وسائل التواصل الاجتماعي، وحازت على ملايين المتابعين على موقع تويتر، في غضون أشهر قليلة.

وخلال الحملة الانتخابية عام 2013، ركزت مريم على لقاء وفود الشباب، وساعدت والدها على استعادة السلطة، على الرغم من أنها لم تتنافس على مقعد برلماني.

وحين شكل والدها الحكومة الوطنية، انتقلت مريم إلى مقر رئاسة الوزراء في إسلام أباد، وبدأت في إدارة "خلية الاتصالات الإعلامية الاستراتيجية".

تداعيات تسريبات بنما

لكن دورها البارز والمتزايد لم يستمر دون جدل، إذ ورد اسم مريم وإخوتها في التسريبات، التي عرفت باسم وثائق بنما عام 2016، واتُهموا في تلك الوثائق بارتباطهم بشركات مسجلة بالخارج وغير معلنة، والتي تمتلك أصولا في بريطانيا، وهي التهمة التي تنفيها عائلة شريف بشدة.

وتسعى المعارضة إلى إزاحة شريف من منصبه على خلفية تلك القضية، ورفع لاعب الكريكيت السابق عمران خان قضية بشأنها أمام المحكمة العليا.

2

ويقول الصحفي سلمان غاني إن المعارضة تعتبر مريم تهديدا لها.

وأضاف: "هم يعلمون أنها بديل لنواز شريف، وهذا السبب جعلهم يستهدفونها، ربما أكثر من انتقادهم لوالدها نفسه".

وعلى الرغم من حقيقة أنها لا تتولى أي منصب رسمي، يعتقد كثيرون أنها ثاني أقوى شخص في الحكومة بعد والدها.

ويقول المعلق السياسي سهيل واريش "إنها المساعد الأقرب لأبيها، وأكثر من يعتمد عليه من بين مستشاريه".

وأضاف: "يقضيان وقتا طويلا معا كل يوم، ولا أحد يفهم فلسفة نواز السياسية وآراءه أفضل من مريم".

"وريث سياسي؟"

هل يمكن أن تصبح مريم الوريث السياسي لأبيها؟ هل يجري إعدادها لتصبح رئيسة الوزراء المقبلة، إذا ما فاز حزب الرابطة الإسلامية جناح نواز شريف، بالانتخابات البرلمانية عام 2018؟

يرى واريش أن عمها شهباظ شريف، رئيس حكومة إقليم البنجاب، هو المرشح الأقوى.

ويقول واريش: "عائلة شريف محافظة للغاية، وإذا دخلت مريم عالم السياسة وسعت للحصول على منصب منتخب ستفقد الحماية، التي تمتعت بها طيلة حياتها. فكيف سيكون رد فعل العائلة على ذلك؟".

وشهدت باكستان تولي امرأة منصب رئيس الوزراء سابقا، لكن الصحفي سلمان غاني يشكك في أوجه التشابه بين الحالتين.

3

كانت بيناظير بوتو أول رئيس وزراء امرأة لباكستان، لكنها اغتيلت عام 2007

ويقول غاني: "مريم لها ماض مثير للجدل (في إشارة لوثائق بنما)، على خلاف رئيسة الوزراء الراحلة بيناظير بوتو، وبغض النظر عن قرار المحكمة، فإن تلك المزاعم سوف تطاردها حينما تدخل في عالم السياسة".

وأضاف: "ربما لا تكون المعارضة قادرة على الإضرار بعائلة شريف سياسيا بسبب تسريبات وثائق بنما، لكن تلك الوثائق تضر بمكانتها الأخلاقية. وفي عالم السياسة الأخلاق هي كل شيئ".

لكن في باكستان، حيث لا تزال الديمقراطية مرتبطة بشخصيات وعائلات سياسية، يشعر كثيرون بأن لعب مريم دورا رئيسيا في الساحة السياسية أمر لا مفر منه.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان