لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

100 يوم ترامب: "أوروبا والناتو" حلفاء أم أعداء؟

11:44 ص الخميس 27 أبريل 2017

كتبت – إيمان محمود

"لن نسلم هذا البلد أو شعبه بعد الآن لأنشودة العولمة الكاذبة"، هكذا بدأ دونالد ترامب يرسم العلاقات مع أوروبا قُبيل بداية عهده الجديد كرئيس للولايات المتحدة، معلنًا مصلحة بلاده كـ"أولوية أولى وثانية وثالثة".

والموقف لم يكن من جانب واحد، فقد عبر زعماء أوروبيون قبل نتيجة الانتخابات الأمريكية عدم رغبتهم منذ البداية في فوز ترامب ولكنهم وجودوا أنفسهم مطالبون اليوم بالتعامل معه بالرغم من التباين الواضح في مواقفهم معه إزاء العديد من القضايا الدولية الشائكة مثل الملف النووي الإيراني والعلاقات مع روسيا وبشار الأسد، قبل أن يتغير موقف الرئيس المنتخب منه بعد هجوم "خان شيخون" الكيماوي في سوريا.

ففي اليوم التالي للانتخابات الأمريكية، لخص دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى المعضلة بينما كانت قيادات أوروبا تتعهد بالتعاون مع ترامب، إذ قال لوكالة رويترز: "رفضنا التفكير فعلياً في هذا السيناريو، ولدينا الآن قائمة أسئلة بحاجة لإجابات.. لكن كل شيء تقريباً مجهول".

وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرو، قال إنه "لا يمكن أن يغمض لأوروبا جفن بعد خروج بريطانيا وبعد انتخاب دونالد ترامب"، مضيفاً: "يجب أن تتحد أوروبا بشكل أكبر وأن تكون أنشط وأن تأخذ بزمام المبادرة بشكل أكبر. حتى لو كان ذلك لحماية نفسها فقط".

تلك الاخلافات لم تنتهِ بعد وصول ترامب للرئاسة، فقد رأى البعض أنه يدعم تفكك الاتحاد الأوروبي، وذلك بسبب تصريحاته المتكررة عن دعمه وتأييده لخروج بريطانيا من الاتحاد وتوقعه بخروج دول أخرى.

"أوروبا قوية"

واعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون أمرا إيجابيا للطرفين.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، عن ترامب قوله في مقابلة نشرتها صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في فبراير الماضي "ظننت حين قررت بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي أن بلدانا أخرى ستتبعها لكنني أعتقد فعلا أن الاتحاد الأوروبي استعاد زمام الأمور".

ورأى الرئيس الأمريكي أن الاتحاد الأوروبي تبنى خلال الأشهر الأخيرة ذهنية مختلفة للبقاء موحدا بعد قرار لندن الخروج منه.

وردًا على تلك التصريحات قال انتوني جاردنر، سفير الولايات المتحدة السابق للاتحاد الأوروبي، إن الاتحاد الأوروبي يعتبر في غاية الأهمية كوحدة واحدة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية

وأضاف جاردنر –في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية - إن هذه التصريحات تعتبر بمثابة تغييرًا كبيرًا لسياسة أمريكا التي امتدت على مدى 70 عاما سواء على الجانب الجمهوري أو الديمقراطي التي لطالما دعمت أجندة الاتحاد بأوروبا، متسائلًا "لماذا؟ ليس فقط بأن هذا يعتبر أمرا جيدا لبيئة الأعمال بأوروبا بل أيضا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية اقتصاديا وسياسيا".

ويبدو أن الرئيس الأمريكي تفهم لاحقًا أهمية قوة أوروبا بالنسبة لبلاده، حيث صرح في 20 أبريل الجاري، أنه يفضل وجود أوروبا قوية، مؤكدًا "نعم .. أوروبا قوية مهمة جدا جدا لي كرئيس للولايات المتحدة. نود أن نراها وسنساعدها على أن تكون قوية الأمر في صالح الجميع"، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

"ناتو.. هجوم وتراجع"

ولم تختلف علاقة ترامب كثيرًا بحلف "الناتو" حيث اختلفت تصريحاته أيضًا بين هجوم وتأييد، ففي مقابلة له مقابلة مع صحيفتي "بيلد" الألمانية و"تايمز" البريطانية - قبل أيام من تنصيبه الرسمي في 20 يناير الماضي- انتقد حلف الناتو قائلًا إن "عفى عليه الزمن".

وأوضح أن هذا الحلف تم تأسيسه منذ زمن طويل ولم يهتم بمحاربة الإرهاب، كما أن الدول الأعضاء لا تنفق ما يجب عليها إنفاقه.

ولم يكن هذا الكلام جديدًا فخلال حملته الرئاسية وعد ترامب بإعادة النظر في التزامات الولايات المتحدة في إطار حلف شمال الأطلسي، إذا لم تزد الدول الأعضاء الأخرى في الناتو نفقاتها الدفاعية إلى 2% من الناتج الداخلي، كما كان الحال فيما سبق.

وأثارت تلك التصريحات استياء الدول الأعضاء في الحلف، وعلى رأسهم ألمانيا، حيث أكد وزير الخارجية الألماني وقتئذ، فرانك فالتير شتاينماير، أن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها ترامب، حول الناتو، تثير قلق قيادة الحلف.

وقال شتاينماير، في حديث لوسائل الإعلام، عقب لقائه الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبيرج، في 16 يناير، في بروكسل: "أثارت التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي المنتخب خلال مقابلة أخيرة له مع وسائل الإعلام اندهاشا وقلقا هنا في بروكسل، وأعتقد أن الأمر لا يقتصر على بروكسل فقط".

وخلال مناقشة في مؤتمر برلين للأمن قال الأميرال الفرنسي فيليب كواندرو نائب رئيس هيئة أركان الدفاع "أفضل رد على السيد ترامب هو إثبات أنه مخطئ وإثبات أن أوروبا تتمتع بالقوة الكافية للدفاع عن نفسها"، بحسب وكالة رويترز.

ودعا مسؤولون عسكريون كبار بحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي في برلين إلى زيادة الإنفاق العسكري لمواجهة التهديدات التي تتعرض لها أوروبا، وقالوا إن ذلك سيحد من القلق الذي أثاره الرئيس الأميركي المنتخب.

كما قال بيتر واتكينز المدير المسؤول عن السياسات الأمنية بوزارة الدفاع البريطانية أمام المؤتمر إن ترامب تحدث مرتين إلى رئيسة الوزراء تيريزا ماي وتناولا أهمية الحلف بالنسبة للأمن الأوروبي والأميركي، مضيفًا أنه "واثق إلى حد كبير" في أن ترامب سيعلن بوضوح التزامه إزاء الحلف.

وبعد لقاء ترامب الأمين العام للحلف ينس ستولتنبيرج، في واشنطن،.في فبراير الماضي، أكد الرئيس الامريكي أن حلف "الناتو" لم يعد أبدا من الكيانات التي عفا عليها الزمن متراجعا بذلك عن موقفه السابق الذي سبب قلقا في الحلف.

وأكد ترامب أن الحلف اكتسب أهمية كبرى بعد تنامي خطر "الإرهاب"، مطالبا التحالف ببذل المزيد من الجهد في مجال "مكافحة الإرهاب الدولي، ودعم الشركاء في العراق وأفغانستان"، بحسب "بي بي سي".

وقال ترامب في مؤتمر صحفي مع ستولتنبيرج وأضاف ترامب "لقد شكوت من ذلك قبل فترة لكنهم أجروا بعض التغييرات وهم حاليا يقاومون الإرهاب، وقد قلت سابقا إن الناتو قد عفا عليه الزمن لكنه لم يعد كذلك الآن".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان