100 يوم ترامب: أمريكا تحافظ على "صداقتها" مع إسرائيل
كتبت- رنا أسامة:
خرج المُرشّح الجمهوري دونالد ترامب في فبراير الماضي يقول إنه في حال فاز في الانتخابات الرئاسة الأمريكية، فإنه سيتخذ قرارًا بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، للتأكيد على أن المدينة هي عاصمة إسرائيل.
وشدّد في حوار أجراه مع صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، على أنه "سيكون الرئيس الأمريكي الأكثر صداقة لدولة إسرائيل"، مضيفًا أنه يطمح لبلورة اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين رغم كونه سلامًا صعبًا بينهما، مُشيرُا إلى أن الأمر يتوقف على ما إذا كان الإسرائيليون يريدون حقا التوصل لاتفاق.
وكشف ترامب، خلال حواره، أن ابنته الكبرى متزوجة من يهودي صهيوني مؤيد لإسرائيل، وشارك في عدة مناسبات تدعم تل أبيب، وهذا ما يؤكد مدى الصداقة التي ستربطه بإسرائيل، بحسب وكالة أنباء سبوتنيك الروسية.
وخلال الأيام الأولى من حملته الانتخابية، مضى ترامب ينتقد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، مشيرًا إلى أنه "لم يقدم الدعم اللازم الذي تحتاجه إسرائيل"، ودعم فرضيته هذه ببردود الفِعل المُخيّبة للآمال لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد كل زيارة كان يُجريها للبيت الأبيض في عهد أوباما، وهو ما أكّد على تفاديه في حال فوزه في الانتخابات.
"ترحيب إسرائيلي"
بعد فوز ترامب وتفوّقه على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، أبدت الحكومة الإسرائيلية ترحيبًا كبيرًا، وأعلنت عن إصدار موافقات على تشييد العديد من الوحدات الاستيطانية الجديدة في القدس الشرقية والضفة الغربية، وَفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
كما رحب اليمين الإسرائيلي "بحماس" صعود ترامب للبيت الأبيض، اعتقادًا منه بأن مجيء ترامب "يؤذن بانطلاق حقبة جديدة من التوسع الاستيطاني في القدس الشرقية والضفة الغربية"، بحسب بي بي سي.
واستقبل ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، 15 فبراير الماضي، في زيارة رسمية إلى واشنطن.
ووصف نتنياهو لقاءه بـ ترامب بـ "المهم جدًا بالنسبة لأمن إسرائيل ولمكانتها الدولية التي تزداد قوة ولمصالحها الوطنية الشاملة"، مؤكدًا حرصه على الاعتناء بأمن إسرائيل وتقوية العلاقات الأمريكية الإسرائيلية وتعزيز المصالح الوطنية الأخرى.
وخلال اللقاء طالب نتنياهو الرئيس الأمريكي الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية التي احتلتها في حرب 1967.
"علاقات منيعة"
وأشاد ترامب بعلاقات بلاده مع إسرائيل ووصفها بـ"العلاقات المنيعة"، كما وصف إسرائيل بأنها دولة عظيمة وأن "الشراكة بين الولايات المتحدة وإسرائيل المبنية على قيمهما المشتركة ساهمت في تقدم قضية الحرية الإنسانية والكرامة والسلام." وفقًا لقناة روسيا اليوم.
وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك بين الجانبين، فبراير الماضي، تناولا فيه العلاقات بين البلدين بعد 8 سنوات من التوتر شاب العلاقات بين الجانبين خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
"خلاف استيطاني"
أثار البيت الأبيض بعض التوترات في العلاقة بين أمريكا وإسرائيل بعد تصريح خرج به، 3 فبراير الماضي، اعتبر خلاله أن بناء وحدات استيطانية جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة قد لا يساعد في تحقيق حل سلمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه لم يتخذ بعد موقفا رسميًا من المسألة.
وأضاف أنه لا يعتقد أن "المستوطنات تشكل عقبة أمام السلام".
ومنذ تنصيب ترامب رسميًا رئيسًا لأمريكا 20 يناير الماضي، أطلقت إسرائيل إشارة خضراء لبناء اكثر من ستة آلاف وحدة سكنية استيطانية في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين، الأمر الذي يعكس رغبة إسرائيل في اغتنام فترة حكم ترامب بعد ثماني سنوات من إدارة اوباما التي عارضت الاستيطان، وفقًا لوكالة "فرانس برس".
وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون، للاذاعة العامة إن "تصريحات البيت الأبيض لا تشكل تغييرا في السياسة الأمريكية."
وأضاف "البيان في غاية الوضوح ومعناه انتظروا اللقاء مع رئيس الوزراء.. عندها سنحدد سياستنا".
وتابع "علينا أيضًا أن نقرأ ما بين السطور: البيان يقول إن المستوطنات لا تشكل عقبة أمام السلام وهذا لم يكن واردا في بيانات الرئيس السابق."
"وعود ملموسة"
ترى الحكومة الإسرائيلية أن وعود ترامب بتوطيد العلاقات مع إسرائيل تحقّقت على أرض الواقع، وهذا ما بدا في إعلان نتنياهو الشهر الماضي، أن "إدارة الرئيس الأمريكي حوّلت بالفعل وعودها القوية، التي قطعتها على نفسها بدعم إسرائيل، إلى أفعال ملموسة."
وجاءت تصريحات نتنياهو في رسالة وجهها من مكتبه بالقدس عبر القمر الصناعي إلى المؤتمر السنوي للجنة الشئون العامة الأمريكية- الإسرائيلية "ايباك"، وهي اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية، والمنعقد حاليا في واشنطن.
وأوضح نتنياهو- في رسالته التي أوردتها صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية على موقعها الإلكتروني- أن هذا الدعم انعكس في وقوف السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي إلى جانب إسرائيل ودفاعها عنها داخل أروقة الأمم المتحدة.
وأضاف أن الدعم الأمريكي انعكس في طلب الميزانية الذي تقدّم به ترامب، مشيرا إلى أن هذه الميزانية ستقدم دعمًا عسكريًا كاملًا لإسرائيل، معربًا عن امتنانه العميق للدعم السخي الذي يقدمه الرئيس والكونجرس والشعب الأمريكي.
فيديو قد يعجبك: