أبو مازن نسق موقفه في القاهرة قبل لقاء ترامب بالبيت الأبيض
كتب- محمد الصباغ:
في زيارة لم تستغرق أكثر من ساعتين، اجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس )أبو مازن( مع الرئيس عبد الفتاح السيسي بقصر الاتحادية، اليوم السبت، من أجل مناقشة القضية الفلسطينية والأوضاع في الأراضي المحتلة قبل توجه عباس إلى الولايات المتحدة الأمريكية للقاء الرئيس دونالد ترامب.
وصل عباس إلى القاهرة في حدود الواحدة ظهرًا، ثم التقى بالرئيس السيسي وأكد له ضرورة إحياء عملية السلام من أجل الوصول لحل "عادل وشامل ودائم" للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين على حدود عام 1967، والاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين.
وقال عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، في تصريحات لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، اليوم، إن اللقاء تناول التنسيق بشكل مفصل حول الزيارة التي سيقوم بها الرئيس محمود عباس إلى واشنطن الأسبوع الجاري بناء على دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأضاف أن زيارة أبو مازن تأتي في إطار التنسيق المشترك وما تم الاتفاق عليه خلال القمة العربية التي عقدت في البحر الميت الشهر الماضي، التي نتج عنها ضرورة التحدث بلغة واحدة مع المجتمع، وعملية السلام، وكيفية التصرف مع الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى ما اتفق عليه أيضا خلال القمة الثلاثية التي عقدت على هامش القمة العربية بالأردن بين عباس، والعاهل الأردني والسيسي، من تنسيق المواقف وتوحيد الجهود والاتفاق على الخطوات المنوي اتخاذها في المرحلة المقبلة، الهادفة إلى إحياء عملية السلام للوصول إلى حل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية .
ويأتي ذلك تزامنًا مع إعلان السلطات الإسرائيلية عن خططها لبناء 15 ألف وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية المحتلة. ونقلت القناة العبرية الثانية أمس أن "وزير البناء والإسكان يؤاف جالانت يعمل على التوصل إلى اتفاق مع البلدية الإسرائيلية في القدس لتطبيق هذه الخطة قبل الزيارة المتوقعة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إسرائيل في 22 من مايو المقبل".
وأدان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ما وصفه بـ"التصعيد الاستيطاني الإسرائيلي في القدس".
وقال عريقات في تصريح لرويترز، إن "هذا الإمعان الإسرائيلي بتصعيد الاستيطان والانتهاكات الممنهجة المتواصلة رسالة إلى الولايات المتحدة التي تعدّ حالياً لزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس مطلع الشهر المقبل، وتخريبا متعمداً للجهود الدولية التي تبذل من أجل استئناف العملية السياسية".
ومن المقرر أن يلتقي عباس مع ترامب في البيت الأبيض، يوم 3 مايو المقبل.
وصرح المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، في فبراير الماضي أنه "في الوقت الذي نعتقد فيه أن وجود المستوطنات لا يشكل عائقا أمام السلام، فإننا نرى أن بناء مستوطنات جديدة أو توسيع حدود الحالية ربما لن يساعد في تحقيق هذه السلام".
لكن بالنهاية من الواضح أن السلطات الإسرائيلية عازمة على الاستمرار في سياسة الإستيطان غير مكترثة بتصريحات الإدارة الأمريكية.
وواصل عزام الأحمد تصريحاته بشأن لقاء أبو مازن والسيسي، مضيفًا أن الرئيس الفلسطيني أطلع نظيره المصري على أوضاع الأسرى في السجون الإسرائيلية المضربين عن الطعام منذ 13 يوما من أجل تحقيق مطالب عادلة تتعلق بأوضاعهم الصحية والتعليمية وحقوق الأسرى، مضيفا أن الرئيسين اتفقا على ضرورة التحرك مع كافة الأطراف المعنية من أجل حل هذه المشكلة، والعمل على إلزام إسرائيل باحترام قواعد وأحكام القانون الدولي الإنساني في التعامل معهم.
وأردف أن أبو مازن أكد خلال اللقاء، التزامه والعمل على إنهاء الانقسام وضرورة ألا يستمر هذا الوضع إلى ما لا نهاية، وثمن الدور الذي تقوم به الشقيقة مصر وجهودها المستمرة في دعم شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وضرورة وضع حد لهذا الانقسام الذي تسبب في إضعاف القضية الفلسطينية واستمرار معاناة شعبنا في القطاع، من حصار وغيره، وضرورة إعادة غزة إلى الشرعية الفلسطينية.
كان الرئيس الأمريكي اعتبر مسألة صناعة السلام في الشرق الأوسط أولوية بالنسبة له، وهو ما اكده في لقاءات مع الرئيس السيسي والعاهل الأردني عبد الله الثاني، وأيضًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارات ثلاثتهم إلى واشنطن.
وفي ظل الترجيحات الكبيرة بأن أول زيارة خارجية للرئيس ترامب ستكون إلى إسرائيل في نهاية الشهر الجاري، وفقًا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل، فربما يعلن ترامب نتيجة هذه اللقاءات مع كل الأطراف من تل أبيب نهاية الشهر عقب لقاءه بأبو مازن في الأيام القادمة.
ومن الجدير بالذكر أن الرئيس الفلسطيني قد أكد في حوار مع جريدة "أساهى شيمبن" اليابانية الأسبوع الماضي، أنه مستعد للقاء نتنياهة في واشنطن برعاية الإدارة الأمريكية. وقال عباس آنذاك "
وفي حدود الرابعة مساءً، غادر رئيس محمود عباس وكان معه خلال الزيارة كل من عزام الأحمد، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج.
فيديو قد يعجبك: