مروان البرغوثي.. قائد الأسرى الذي تمنى "شارون" موته - (بروفايل)
كتبت – إيمان محمود:
أحد رموز المقاومة الفلسطينية، وأحد قياديي حركة فتح، وهو قائد معركة "الأمعاء الخاوية" التي يخوضها الأسرى الفلسطينيين منذ 17 أبريل الماضي ضد قضبان الاحتلال، إنه المناضل الأسير مروان البرغوثي، أو كما يحب أن ينادى "أبو القسام".
لم تمنعه القضبان من استكمال نضاله ضد الاحتلال، حيث يقود 1500 أسير في إضرابهم، معتبرًا أن الإضراب عن الطعام هو الطريقة الوحيدة للمطالبة بحقوق الأسرى في السجون الإسرائيلية"، كما قال في مقال له نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وقد أثار نشر الصحيفة الأمريكية للمقال، غضب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي أصدر بيانًا في 18 أبريل الجاري، وصف فيه البرغوثي بـ"الإرهابي".
وقال نتنياهو: "قرأت مقالا نشر في صحيفة النيويورك تايمز، يعرض الإرهابي الكبير البرغوثي كأنه نائب برلماني وقائد، نعته بأنه "زعيم سياسي" يشبه وصف بشار الأسد بأنه طبيب أطفال"، بحسب "إرم نيوز".
ولد مروان البرغوثي في بلدة كوبر عام 1959 لأسرة بسيطة، حيث كان والده فلاحًا بسيطًا ووضعه المادي شبه معدوم، ما دفعه إلى الحرص على العلم حتى بعد أن ألقت قوات الاحتلال القبض عليه في الصف الأول من دراسته الثانوية العامه، بعد أن التحق بصفوف حركة فتح، لكنه استكمل دراسته داخل المعتقل وحصل على الشهادة الثانوية.
وبعد خروجه من المعتقل التحق بجامعة بيرزيت عام 1983 ليدرس العلوم السياسية، ثم حصل على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية، وكان موضوع دراسته "العلاقات الفلسطينية الفرنسية"، ليصبح بعدها رئيسا لجمعية الصداقة الفرنسية.
انخرط البرغوثي في صفوف حركة فتح، منذ أن كان في سن الـ15 عاما، ويعتبر من القيادات التي وجهت الفلسطينيين في الانتفاضة الأولى عام 1987، ضد الاحتلال، وفي ذروة الانتفاضة الأولى اعتقلته قوات الاحتلال وقامت بترحيله إلى الأردن، حيث مكث 7 سنوات، ثم عاد إلى الضفة الغربية عام 1994 بموجب اتفاق "أوسلو".
وفي عام 1989 -خلال تواجده منفيا خارج فلسطين- انتخب البرغوثي عضوا في المجلس الثوري لحركة فتح، من بين 50 عضوا، في المؤتمر العام الخامس للحركة الذي عقد في العاصمة التونسية. وكان العضو الأصغر سنا الذي ينتخب في هذا الموقع القيادي.
وفي الانتخابات البرلمانية التي أجريت عام 1996، حصل البرغوثي على مقعد تحت قبة البرلمان، ليبدأ مرحلة أخرى من النضال السياسي ضد الاحتلال، بحسب موقع "الغد".
برز البرغوثي بشكل أكبر مطلع الانتفاضة الثانية "انتفاضة القدس" عام 2000، حيث كانت خطاباته لا تفارق وسائل الإعلام الفلسطينية متحدثًا عن أهداف الانتفاضة ومطالب الفلسطينيين بالاستقلال، حتى أصبح شخصية رئيسية في الانتفاضة، يشارك في تشييع جنازات الشهداء وفي المظاهرات، ويلهب الجماهير بخطاباته الحماسية.
ومع اشتداد الانتفاضة، أدرج اسم البرغوثي على رأس قائمة المطلوبين للاستخبارات الإسرائيلية، حيث تعرض لمحاولتي اغتيال، ورغم تمكنه من الاختفاء إلا أن قوات الاحتلال تمكنت في النهاية من اعتقاله.
ليخرج حينها رئيس الوزراء الأسبق آرييل شارون قائلًا: "يؤسفني إلقاء القبض عليه حيًا .. كنت أفضل أن يكون رمادًا في جرة".
أما وزير الدفاع في حينه، شاؤول موفاز، فقال: "إن اعتقال البرغوثي هو هدية عيد الاستقلال التي يقدمها الجيش للشعب الإسرائيلي وإن اعتقاله ضربة قاتلة للانتفاضة".
ووقف البرغوثي أمام المحكمة الإسرائيلية مدافعًا عن نفسه، وقال بكلمات دوت في أرجاء المحكمة "الانتفاضة مستمرة حتى تحقق أهدافها بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وفي السادس من يونيو عام 2004، أصدرت المحكمة المركزية بتل أبيب حكمها عليه بالسجن خمسة مؤبدات وأربعون عاما، وهي العقوبة القصوى التي طالب بها الادعاء العام.
وتعقيبا على الحكم قال البرغوثي: "إذا كان ثمن حرية شعبي فقدان حريتي، فأنا مستعد لدفع هذا الثمن".
وتقديرًا لبطولة البرغوثي، قام المناضل الأممي الأرجنتيني "إيسكفل" لترشيحه لجائزة نوبل، حيث رشحه للجنة جائزة نوبل مع رسالة مرفقة لأهمية هذا الترشيح، بحسب ما كشفته زوجة البرغوثي في مؤتمر لإحياء يوم الأسير الفلسطيني عام 2016 بالقاهرة.
وأضافت فدوى البرغوثي، أنه تم البدء في حملة أخرى في تونس وقامت كل المؤسسات والأحزاب في تونس بدعم هذه الحملة، وكان هناك تبني والتزام بالعمل من قبل البرلمان العربي للعمل مع البرلمانات الوطنية والعربية لترشيح مروان البرغوثي لنيل جائزة نوبل للسلام.
وفي رسالة كتبها البرغوثي من داخل محبسه، وجهها إلى كل البرلمانيين حول العالم، حيث ثمن تضامنهم مع اعتقال البرلمانيين الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، ومع إضرابهم، مؤكدًا أن اعتقال 70 برلمانيًا منعم 13 برلمانيًا مازالوا داخل السجون يعد إهانة لكل البرلمانيين وللديمقراطية ولحقوق الإنسان.
"أو القسام" دعا في رسالته إلى دعم المطالب العادلة للأسرى وضمان احترام القانون الدولي الذي يحفظ لهم حقوقهم، مضيفًا "ربما يعتقد البعض أن هذه هي النهاية وأننا سنهلك في العزل الانفرادي، ولكنني أعلم رغم العزل الجائر أننا لسنا وحدنا .. وأن لنا موعد مع الحرية".
فيديو قد يعجبك: