كشف حساب لأنطونيو جوتيريش.. 100 يوم في منصب الأمين العام للأمم المتحدة
نيويورك - (د ب أ):
غدا الاثنين العاشر من إبريل، يكون أنطونيو جوتيريش قد أتم مئة يوم في منصب الأمين العام للأمم المتحدة. وكان جوتيريش قد عقد أحد أهم اجتماعاته حتى قبل أن يتولى المنصب، حيث استقبله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو فى نوفمبر الماضي .
وفي ذلك الوقت، كان قد تم بالفعل اختيار جوتيريش ليحل محل الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون .
وعند استقبال بوتين لجوتيريش، هنأه على اختياره للمنصب، ولكنه قال له فيما بدا كتحذير :"إنه عمل مسؤول ومعقد للغاية".
وفي الحقيقة، فإن المهمة معقدة. ويعتمد مدى نجاح جوتيريش في التعامل مع الصراعات في سوريا أو كوريا الشمالية أو أوكرانيا أو الصراعات بين إسرائيل وفلسطين على تفهم الآخرين له وعلى شخصيته وأسلوب قيادته.
فهل يسير جوتيريش على نهج سلفه بان كي مون ويبقى دبلوماسيا محافظا ويوكل الكثير من القضايا لممثليه؟ أم يتبع نهجا خاصا به؟
وإذا كان من الممكن القياس على المئة يوم الأولى من توليه للمنصب، فإن جوتيريش يرغب في أن يكون قائدا متفاعلا وليس مجرد أمينا.
وبعد أسبوع واحد من تسلمه مهامه في نيويورك، توجه جوتيريش إلى سويسرا. وكان البند الأول في أجندته هو المحادثات مع القادة اليونانيين والأتراك في جزيرة قبرص التي انقسمت إلى شطرين منذ عام 1974 .
وتركت المحادثات في جنيف، والتي أدلى فيها جوتيريش بدلوه، القبارصة على أمل في جزيرة موحدة مجددا بعد 40 عاما من الانقسام.
وتوقفت المحادثات في فبراير، ولكن جوتيريش يبدو مثابرا في محاولات لجمع قادة شطري الجزيرة .
ولم يغفل جوتيريش عن قضية الأزمات الإنسانية في جنوب السودان والصومال في قارة أفريقيا.
وكان جوتيريش قد زار مخيمات اللاجئين عندما كان مفوضا ساميا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الفترة ما بين 2005 و2015 ، وواجه أزمة هجرة كبيرة ، وتلقى الكثير من الإشادة بخطواته.
ومنذ تولي منصب الأمين العام للأمم المتحدة في يناير، زار جوتيريش كينيا وإثيوبيا ومصر.
ولكن فرصه لإحراز أي تقدم في حل الصراع في سورية محدودة بشكل أكبر.
يشار إلى أن كبار الدبلوماسيين قد تعثروا منذ سنوات في الطريق السياسي المسدود الذي يكمن وراء الحرب الأهلية المروعة التي شهدت مقتل أكثر من 400 ألف شخص وفرار الملايين من اللاجئين من البلاد.
ويواجه مجلس الأمن الدولي مأزقا بسبب هذه الأزمة - مع فشل السفراء في الاتفاق حتى على قرارات مخففة.
وبعد غارة جوية أمريكية على سوريا الخميس الماضي، حذرت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، من أن الولايات المتحدة "مستعدة لبذل المزيد"، مشيرة بإصبع الاتهام إلى روسيا بسبب تهديدها مجددا باستخدام حق النقض (فيتو) ضد أي قرار للأمم المتحدة ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
ولم يكن بوسع جوتيريش سوى الرد بأقصى درجات الدبلوماسية، حيث دعا ببساطة إلى ضبط النفس وإلى مواصلة مجلس الأمن السعي إلى إيجاد حل سياسي.
وقال جوتيريش في بيان: "إدراكا لخطر التصعيد، أدعو إلى ضبط النفس لتجنب أي أعمال يمكن أن تؤدى إلى تعميق معاناة الشعب السوري".
وتواجه الأمم المتحدة المزيد من التحديات بداخلها، إذ تفكر الولايات المتحدة، التي تساهم بنسبة 28% من ميزانية مهام حفظ السلام، في خفض كبير للإنفاق على الأمم المتحدة.
وكان لنيكي هالي دور فعال في اتخاذ قرار لتقليص التواجد العسكري لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي واحدة من عمليات حفظ السلام الأكثر تكلفة.
ويحتمل أن يسعى جوتيريش جاهدا من أجل تحقيق التوازن بين ترشيد الأمم المتحدة والحد من بيروقراطية المنظمة مع ضمان عدم وقف تقديم المساعدات للمناطق التي تحتاج إليها.
وربما مع أخذ هذا فى الاعتبار، يتطلع جوتيريش بعد لقائه المبكر مع بوتين، إلى لقاء زعيم عالمي آخر.
إذ يريد جوتيريش لقاء الرجل الذي وصف الأمم المتحدة بأنها "نادي لأشخاص للإلتقاء فيما بينهم والتحدث وقضاء أوقات طيب" ، وهو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال جوتيريش في نهاية ديسمبر الماضى عقب لقائه مع بوتين إنه يرغب في التقاء ترامب "في أسرع وقت ممكن".
ولكن بعد 100 يوم على رأس الأمم المتحدة، لا يبدو أن جوتيريش قد أقترب بأي شكل من الإشكال من ترتيب اجتماع وجها لوجه مع الرئيس الأمريكي .
فيديو قد يعجبك: