لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حوار- كيف تعامل ترامب مع قضايا الشرق الأوسط خلال المئة يوم الأولى من حكمه؟

01:55 م الأربعاء 10 مايو 2017

حوار- شروق غنيم:

انقضت مئة يوم من تنصيب الجمهوري دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية. خلال تلك الفترة التي عادة ما يقيس خلالها المراقبون سياسات الإدارة الجديدة الداخلية والخارجية، كانت هناك قرارات لها انعكاساتها على الشرق الأوسط بدء من النزاع السوري المستمر منذ ست سنوات والعلاقات مع الحلفاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة في المنطقة مثل السعودية ومصر، وليس نهاية بالنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.

مصراوي حاور دكتور ماجدة شاهين، مدير مركز الأمير الوليد بن طلال للدراسات الأمريكية والبحوث بالجامعة الأمريكية، للوقوف على اتجاهات ترامب وإدارته في منطقة الشرق الأوسط، كيف اختلفت عن إدارة سلفه باراك أوباما، كيف سيتعامل مع المساعدات المصرية، وتوقعاتها للمشهد للعلاقات العربية-الأمريكية في ظل إدارته.

في نظرك.. كيف تعامل ترامب مع قضايا منطقة الشرق الأوسط خلال تلك الفترة الوجيزة؟

يريد ترامب إعادة وضع أمريكا في المنطقة مرة أخرى، على عكس أوباما الذي اتجه إلى آسيا وأعرض عن الشرق الأوسط، وتجلت محاولاته حينما أعطى درسًا لروسيا في سوريا، بأنها لن تصبح الآمر الناهي في المنطقة مرة أخرى. ومن ضمن اهتمام ترامب الملحوظ بالمنطقة، هو مقابلة 4 زعماء عرب في أول مئة يوم، وهو ما يعكس محاولاته لإعادة وزن أمريكا. لكن يجب ألا نبالغ في التوقعات لأن الإدارة الأمريكية تعمل وفق مصلحتها وما يخدمها.

كيف تنظرين إلى اختلاف تعامل إدارتي أوباما وترامب مع مصر بشأن حقوق الإنسان؟

انتقادات إدارة أوباما لحقوق الإنسان في مصر كانت مزدوجة، إذ أنه أيّد وتعاون مع دول تنتهك حقوق الإنسان، في حين أنه ظل ينتقد مصر فقط في هذا الشأن. كان هذا نابعًا من فتور خيّم على العلاقات الثنائية وقتها بدءً من عدم تفهم أوباما للثورة المصرية التي أطاحت بالإخوان المسلمين. أما ترامب، فإن أولوياته الحفاظ على أمن الولايات المتحدة، بالإضافة إلى إعادة وزنها من جديد في المنطقة، ومن هنا يحدد ترامب تعاملاته مع كافة الأنظمة التي ستخدم المصلحة الأمريكية، بغض النظر عما يُقال عن حقوق الإنسان من قِبل بعض أعضاء الكونجرس.

ما تحليلك لاستضافة ترامب لآية حجازي في البيت الأبيض؟

هذا الأمر لا يهمنا مُطلقًا، فاستقبال ترامب لحجازي من أجل أن يكسب "بونط" في دولته، ويظهر على أنه داعم للحريات في الداخل الأمريكي. هنا يأتي دور مصر لتوضيح صورتها أمام العالم، وأنها دولة تحافظ على استقرارها في فترة عصيبة اقتصاديًا وأمنيًا، وهو ما يؤثر بعض الشيء على الحريات المُطلقة.

ناقش الكونجرس قبل أسبوع المساعدات الأمريكية لمصر.. هل تتوقعين تقليص حجمها؟

الأمر لم يتضح حتى الآن، فجلسة الكونجرس التي عُقدت فرعية، وضمّت أناسا لهم أيديولوجيات مختلفة. في رأيي المساعدات العسكرية لمصر لن تتغير، فيما قد تتقلص المساعدات الاقتصاد. وفي النهاية هذا قرار الدولة المانحة (أمريكا) ولن نستطع إلزامها بشيء، لكن وارد أن تتعاون مع مصر اقتصاديًا بدلًا من منحها معونة مطلقة، على هيئة تبادل تجاري أكبر، ودعم للاستثمارات الأمريكية حتى تنبض في المنطقة وفي مصر.

في ظل إدارة ترامب.. ما توقعاتك للعلاقات المستقبلة بين مصر والولايات المتحدة؟

هذا يعتمد على كيفية تعامل إدارة ترامب مع مصر في الفترة المُقبلة. لكن من الواضح أنها ستصبح أفضل مما كانت عليه في فترتي الرئيسين السابقين أوباما وبوش الابن، حيث ساد وقتها التوتر العلاقات الأمريكية المصرية. ظهر ذلك في دعوة ترامب للرئيس السيسي إلى البيت الأبيض، وذلك لأول مرة منذ تنصيب الرئيس المصري. نأمل أن تكون العلاقة الحالية تبادلية قائمة على الاحترام المنفعة المتبادلة واهتمام كل واحد بالآخر من منطلق المساواة في المعاملة. كما يعتمد ذلك أيضًا على مصر، كيف ستتعامل مع أزمات المنطقة، وهل ستهتم بوضعها الداخلي، أم ترغب في إعادة وزنها الإقليمي، إذ أن انسحابها من المنطقة في الفترة الماضية، أدى إلى تغلغل إيران وتركيا، وهي الدول التي لها مطامع شخصية، في حين مصر تأتي بحلولٍ لصالح المنطقة ودولها وشعبها.

البعض يعتقد أن القضية الفلسطينية عادت إلى موائد المفاوضات مُجددًا مع فوز ترامب.. ما رأيك؟

لا أتفق مع ذلك، فالقضية الفلسطينية كانت محل اهتمام لإدارة أوباما، لكن عدم توافقه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو ما لم يدفع بها لأي حل. أما ترامب فهو يتعامل من زاوية جديدة، وهي قدرته على التأثير على نتنياهو لإيجاد تسوية شاملة، مع حفاظه على أمن الإسرائيليين، كما نتنظر كيفية تعامل ترامب مع المستوطنات، ومشاكل اللاجئين الفلسطينيين. ومن اللافت ذهاب كلا من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين، إلى الولايات المتحدة عقب القمة العربية الـ28، لنقل وجهة النظر العربية، وأن التسوية ستكون قائمة على حل الدولتين، والعودة لحدود 1967، وأن القدس الشرقية ستظل عاصمة الفلسطينيين.

بعد إعلان إدارة ترامب بأن رحيل الأسد لم يعد أولوية، وجهت ضربة جوية لمطار عسكري تابع للنظام.. فكيف تابعتِ ذلك؟

لم يتنبأ أحد بضربة ترامب. في رأيي كانت الضربة رسالة موجهة إلى روسيا بأن أمريكا باقية وقادمة في المنطقة وأنه لا يوجد تسوية من دوني، أكثر منها ضربة للنظام السوري. كما أن الضربة كانت تحمل رسالة لإيران وأتباعها في المنطقة.

البعض يرى أن الضربة العسكرية الأمريكية في سوريا أثّرت سلبًا على العلاقات الروسية.. ما رأيك؟

لا أتفق مع ذلك، أعتقد أن الأجواء الظاهرة في الإعلام عن تأثر العلاقات غير الحقيقة؛ فالإدارة الأمريكية تتعاون مع روسيا، والتنسيق بينهما لازال قائمًا، وهناك قمة قريبة سوف تعقد بين الرئيسين، لكن في نفس الوقت أمريكا تحاول أن تقول لروسيا إنها لن تنفرد بالحلول لأي منطقة وحدها.

تحدثتِ مسبقًا عن إمكانية وجود "سايكس بيكو" جديدة في الفترة المقبلة.. كيف؟

هذه توقعات، وهذا الأمر مطروح بين روسيا والولايات المتحدة، لكن أتمنى إذا حدث ذلك أن يكون هناك تدخلًا مصريًا حتى لا يحدث تقسيم في سوريا أو العراق، وتظل الدولة الوطنية قائمة بدون تفتيت أو حتى لا تقع المنطقة في أيدي إيران وتركيا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان