إعلان

حمص.. عاصمة الثورة السورية تسقط في أيدي الأسد

07:12 م الأحد 21 مايو 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود:
أوشك الرئيس بشار الأسد، بسط سيطرته على كامل مدينة حمص الواقعة وسط سوريا، بعد إجلاء آخر دفعة من المقاتلين المعارضين وعائلاتهم ومدنيين رغبوا في الرحيل من حي الوعر، آخر معاقل المعارضة في حمص، التي طالما اعتبرها نشطاء معارضون "عاصمة الثورة السورية".

لم تعد المدينة التي غادرها اليوم، أكثر من 15 ألف سوريًا، كما كانت منذ تحصنوا بها قبل سنوات، فقد أصبحت معالمها شبه مفقودة، لا بيوت ولا أسواق ولا شوارع تضج بما كانت يومًا تضج، تحولت المدينة السورية العتيقة إلى "أطلال".

وتعتبر حمص ثالث أكبر المدن السورية، وهي أهم المدن وسط سوريا حيث يمر بها نهر العاصي الذي يعتبر موردًا طبيعيًا هامًا لمدن وقرى وبلدات هذه المحافظة، وتقع المدينة في المنطقة الوسطى على مسافة حوالي 160 كيلومترًا شمالي العاصمة دمشق.

ونتيجة للاحتجاجات الضخمة التي شهدتها مع بدء الثورة السورية والحرب الأهلية التي تبعتها في عام 2011، أصبحت "حمص" من بين المدن الأكثر تضررًا جراء النزاع، كما أنها من أولى المناطق التي شهدت حصارًا من قبل نظام الأسد.

انتقل الحراك السلمي الذي انفجر في سوريا مبكرًا إلى حمص، وفي أبريل 2011 كانت مجزرة ساحة الساعة، إحدى الساحات الرئيسية في مدينة حمص والتي عرفت فيما بعد بساحة الحرية بعد اعتصام آلاف المطالبين بإسقاط النظام الحاكم، حيث كان أول اعتصام في بداية الثورة السورية عام 2011.

وفي أكتوبر 2011، كانت حملة جديدة على المدينة؛ حيث تعرض حي "بابا عمرو" لقصف عنيف على مدى أسبوع، وبعد شهور في فبراير 2012 كانت مجزرة الخالدية، والتي راح ضحيتها ما يقارب الـ 340 قتيلًا و1800 جريحًا، وتم تجديد القصف بعد ذلك في إطار معركة عرفت بـ "معركة الحسم" شنتها قوات النظام السوري للسيطرة على حمص أدت لسقوط قرابة 1000 قتيل.

وتسببت أهمية حمص الجغرافية، التي تقطع الطرق بين العاصمة دمشق معقل قوات النظام، ومدن الشمال والشمال الشرقي، في تمسك النظام السوري بها والتقاتل من أجل استعادتها؛ ليلجأ إلى حصار طويل للمدينة المعارضة.

حصار دام لأكثر من عامين، شهد خلاله أهالي المدينة معاناة إنسانية، وحياة دون كهرباء وماء ودون إدخال مواد غذائية، لتجبرهم بعد 700 يوم على توقيع هدنة يتم بموجبها خروج جميع المقاتلين من المدينة، الهدنة التي أبرمت برعاية أممية وبوجود مندوبين عن إيران.

وبالرغم من أن الحصار كان غير محكم في البداية؛ حيث كان في الإمكان وصول المساعدات والدعم للمعارضة والمدنيين، إلا أنه لم يلبث وتحول من حصار عسكري إلى حصار إنساني، عانت فيه مئات من العائلات السورية من الجوع والألم، وانعدام الغذاء والدواء.

وشهدت سوريا خلال سنوات الحرب التي اندلعت في 2011 وتخللها حصار الكثير من المناطق من قبل كافة أطراف النزاع، عمليات اجلاء عدة شملت عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين وخصوصا من معاقل الفصائل المعارضة، والتي كان أبرزها مدينة حلب.

وفي أوائل مايو عام 2014 خرج نحو ألفي مسلح من أحياء المدينة القديمة، لينسحب معظم المسلحون إلى حي الوعر إلى جانب آلاف المدنيين، لصبح حي الوعر يعتبر الحي الوحيد في مدينة حمص الذي تتواجد فيه مجموعات مسلحة، قبل خروج آخر دفعة منها اليوم.

كان لمدينة حمص قبل ثورة 2011، مكانة صناعية وسياحية عالية، حيث كانت مركزًا للصناعات الثقيلة، كما كانت تزخر بالمؤسسات المتوسطة والصغيرة، فضلا عن كونها مركزا لتسويق المنتجات الزراعية من المحافظة ومن لبنان ومعبرا تجاريا للبضائع التي تنقل من البحر المتوسط إلى العراق.

وتتمتع المدينة بتنوع ديني من المسلمين والمسيحيين، كما تضم أقليات عرقية من بينها الأرمن بالإضافة إلى وجود عدد كبير به من اللاجئين الفلسطينيين، بحسب موقع "سوريا اليوم".

كما تحتوي المدينة القديمة على آثار تعود للألفية الثالثة قبل الميلاد، وفيها عدد من المتاحف في صورة قصور، كما وتضم العديد من المساجد والكنائس أقدمها كنيسة أم الزنار، وفيها أيضاً السوق التجاري الشهير، يزيد عمره عن مئتي عام.

اليوم؛ لم يعد هناك وجود لملامح الحضارة في المدينة السورية، فبعد غياب مفهوم الدولة لسنوات، لم يبقى في المدينة سوى الخراب.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان