تيار الغد السوري يبدأ اجتماعاته في القاهرة بدعوة روسيا وأمريكا للتعاون
كتبت – إيمان محمود
تحتضن القاهرة اجتماعات لتيار الغد السوري المعارض، اليوم الأربعاء، ولمدة ثلاثة أيام متتالية، وذلك تزامنًا مع بدء محادثات أستانا لوقف إطلاق النار، وقبل انعقاد الجولة السادسة من مفاوضات جنيف المرتقبة في منتصف الشهر الجاري.
وبدأ أحمد الجربا، رئيس تيار الغد السوري، صباح اليوم جلسة الافتتاحية قبيل انعقاد اجتماعات مغلقة بحضور شخصيات أخرى تنتمي للمعارضة السورية، ويبحث اللقاء أزمة المعارضة السورية وبحثها إيجاد حلول لها في القاهرة، كما يتضمن قراءة ومراجعة نقدية للثورة السورية من حيث أسبابها ومخرجاتها حتى الآن.
وفي كلمته الافتتاحية، عبر الجربا عن شكره وامتنانه لمواقف مصر الأخوية وغير المشروطة، مشيرًا إلى أن القاهرة هي "توأم دمشق".
وتيار الغد، هو تيار ديمقراطي تعددي متحالف مع الرئيس الكردي مسعود البرزاني، وتم تأسيسه من القاهرة في 11 مارس عام 2016، كما يعقد اجتماعاته في العاصمة المصرية منذ تأسيسه، وتعد من أهم مطالبه أن تكون سوريا دولة لا مركزية.
وفي اجتماع سابق عُقد أيضًا بالقاهرة، في 18 مارس، أوصى تيار الغد في ندوة، بعمل وثيقة سياسية دولية للحل السوري يمكن أن تكون بداية لإنشاء إعلان دستوري أو مشروع دستور ينظم حياة وعلاقات سوريا ويطورها خلال مرحلة انتقالية، تنتهي بصياغة دستور جديد من جانب جمعية تأسيسية.
وفي جلسته الافتتاحية صباح اليوم، أرجع التيار أسباب فشل مشاريع الحل السياسي المتمثل في محادثات "جنيف" و "آستانا" حتى الآن، إلى سلوك السلطة الحالية (بشار الأسد)، والتي تسببت -على حد قوله- بتحويل سوريا إلى "ملعب لتصفية حسابات إقليمية ودولية"، مؤكدًا أن موازين الحسابات بين الأطراف الإقليمية والدولية لا نهاية لها.
واتهم التيار المعارض، بعض القوى السورية داخل المشهد الحالي بتبعيتهم إلى أطراف دولية تتدخل في الأزمة، مشيرًا إلى "تهميش الصوت السوري المستقل والمعبر عن مصالح عموم السوريين".
ومن المقرر أن تعقد جولة سادسة من مؤتمر جنيف، في منتصف مايو الجاري، بينما كان من المقرر أن يعقد اجتماع استانا اليوم قبل أن تنسحب المعارضة السورية المسلحة اعتراضًا منها على إطلاق النار على بعض المناطق الخاضعة لسيطرتها، لترجئ اجتماعها للغد.
ودعا تيار الغد، صباح اليوم، روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، إلى التعاون لوضع حد للمأساة السورية، لافتًا إلى أن تأجيل هذا التوافق، يكلف السوريين كل يوم المزيد من الدماء والخراب، ويضيف إلى أرصدة الإرهاب والارهابيين المزيد من القوة والدوافع الوحشية اللاإنسانية لارتكاب المزيد منها.
التيار المعارض دعا أيضًا قادة البلدين إلى التوافق على رعاية حل سياسي يشرف على صياغته "أبناء سوريا" بعيدًا عن الضغوط والاملاءات الدولية والإقليمية، ليراعي مصالح السوريين أولا.
وقال رئيس تيار الغد السوري، إن أولى الخطوات التي تفرضها المأساة، التخلص من آفة التنظيمات الإرهابية التي استباحت البلاد، مضيفًا: "التنظيمات الإرهابية هي السرطان الذي فتك بالأرض والثورة، وفي مقدمتها داعش وجبهة النصرة والقاعدة في تحولاتها الاسمية وأقنعتها المتعددة".
وأضاف: "لو لم تتوفر التنظيمات الإرهابية، لأوجدتهم سلطة الاستبداد"، مشيرًا إلى أن السلطة الاستبدادية والديكتاتورية هي التي تصنع التنظيمات الإرهابية.
وجدد التيار دعوته إلى تأسيس نظام يعتمد على اللامركزية الديمقراطية بصلاحيات موسعة، ليضمن مشاركة جميع مكونات الشعب السوري في إدارة البلاد وتنظيم شؤونها.
فيديو قد يعجبك: