لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نحو 150 قتيل في اقتتال فصائل المعارضة السورية بالغوطة.. وتعليق محادثات أستانة

04:24 م الأربعاء 03 مايو 2017

القاهرة (مصراوي)
ارتفع عدد قتلى الاقتتال الدائر منذ ستة أيام بين الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية في العاصمة السورية دمشق إلى نحو 150 قتيل من المدنيين والمقاتلين، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، في الوقت الذي علق وفد المعارضة السورية الرئيسية في جولة المفاوضات التي تستضيفها مدينة أستانا، عاصمة كازاخستان، مشاركته إلى حين الالتزام الكامل بوقف القصف.

وقال المرصد، ومقره بريطانيا، إن القتال الدائر منذ 28 أبريل يوقع كل يوم المزيد من الخسائر البشرية من مدنيين ومقاتلين، جراء القصف المتبادل والاشتباكات على محاور عدة في مدن وبلدات ومزارع الغوطة الشرقية شملت زملكا وعربين وحزة وبيت سوى ومزارع الأفتريس والأشعري ومناطق أخرى.

يدور القتال بين فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام من جانب، وجيش الإسلام من جانب آخر.

وقال المرصد في بيان اليوم الأربعاء إن الاقتتال الدامي يزيد من مأساة الغوطة الشرقية، ويرفع من معاناة قاطنيها، بحيث باتت مئات العائلات محاصرة بين طرفي القتال وقرب محاور الاشتباك بين الطرفين.

وقال المرصد إنه وثق ارتفاع أعداد القتلى إلى 146 على الأقل منذ بدء الاقتتال في غوطة دمشق الشرقية، هم 133 مقاتلاً من الفصائل المتناحرة، بينهم نحو 50 مقاتلاً من جيش الإسلام، إضافة إلى 13 مدنيا من ضمنهم طفلان، في حين أصيب عشرات المدنيين بجراح متفاوتة الخطورة، كما أصيب عشرات المتقاتلين بإصابات متفاوتة.

من ضمن مجموع المقاتلين الذين قضوا 4 قياديين على الأقل هم قيادي في الصف الأول من فيلق الرحمن وقائد غرفة عمليات المرج وأركان اللواء الثالث في جيش الإسلام، إضافة لكل من قائد مفرزة أمنية في فيلق الرحمن و"الأمير الأمني" في هيئة تحرير الشام بمدينة عربين، فيما لا تزال أعداد الخسائر البشرية قابلة للازدياد نتيجة لوجود جرحى بحالات خطرة.

ولفت المرصد أن الاقتتال المتجدد بين كبرى فصائل غوطة دمشق الشرقية، يأتي بعد عام كامل من الاقتتال الذي جرى بين جيش الإسلام من طرف، وفيلق الرحمن وجيش الفسطاط الذي كانت تشكل جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) عماده من طرف آخر، والذي اندلع في أواخر أبريل 2016، وقضي فيه أكثر من 500 مقاتل من الطرفين.

هذا، وأعلنت الفصائل المقاتلة المعارضة السورية الأربعاء تعليق مشاركتها في المحادثات التي انطلقت الاربعاء مع النظام السوري في أستانا والتي كان يبحث خلالها مشروع روسي لإقامة مناطق "لتخفيف حدة التصعيد".

وكانت الجولة الرابعة من مفاوضات استانا بين وفدي الفصائل والنظام بدأت صباحا في عاصمة كازاخستان برعاية موسكو وطهران، حليفتي دمشق، وانقرة التي تدعم المعارضة، بمشاركة مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا، لكنها سرعان ما توقفت.

وقال مصدر في وفد الفصائل المعارضة لوكالة فرانس برس "علقت الفصائل الثورية الجلسات بسبب القصف العنيف للطيران على المدنيين حتى يتوقف القصف على كامل الاراضي" السورية. واكد ان تعليق المشاركة في الجلسات مستمر "الى حين الالتزام الكامل بوقف القصف في سوريا".

وفي بيان موجه الى "الاطراف الراعية في مفاوضات أستانا"، عزا وفد الفصائل تعليق مشاركته الى "خروقات النظام" لاتفاق وقف اطلاق النار الموقع في ديسمبر 2016.

وقال في بيانه "كل هذا يجري باشتراك ودعم مستغرب من روسيا التي يفترض أنها وقعت على الاتفاقية كطرف راع وضامن، ولم تلتزم بضماناتها ووعودها".

وتتناول مفاوضات استانا سبل تثبيت الهدنة الهشة التي تتعرض لخروقات متكررة، لا سيما في محافظة ادلب (شمال غرب)، أحد آخر معاقل الفصائل المقاتلة المعارضة للنظام حيث يشن الطيران السوري غارات جوية مكثفة تسببت خلال الاشهر الاخيرة بمقتل المئات.

وقالت مصادر قريبة من وفد المعارضة لوكالة فرانس برس ان وفدي الحكومة والفصائل المعارضة كانا قد باشرا البحث في وثيقة روسية حول مناطق "تخفيف التصعيد".

وقد أرسلت الولايات المتحدة، لأول مرة، مسؤولا في وزارة الخارجية، بصفة مراقب إلى هذه المفاوضات. ويحضر المفاوضات أيضا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستافان دي مستورا.

وترعى روسيا وتركيا المفاوضات بين الحكومة السورية وفصائل المعارضة من أجل إنهاء ستة أعوام من النزاع في سوريا. وتقف أنقرة وموسكو على طرفي نقيض من الأزمة السورية، إذ تساند روسيا حكومة الرئيس، بشار الأسد، عسكريا وسياسيا، بينما تدعم تركيا فصائل من المعارضة السورية.

وأسفر النزاع المسلح في سوريا، خلال ستة أعوام، عن مقتل 320 ألف شخص، ونزوح الملايين عن ديارهم ولجوء آخرين إلى دول المنطقة وإلى أوروبا وأمريكا.

تأتي مفاوضات أستانا، التي ترعاها تركيا وروسيا، تكملة لمفاوضات جنيف، التي رعتها الأمم المتحدة، دون تحقيق هدفها الأساسي وهو إنهاء النزاع المسلح.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان