لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لقاء ترامب وعباس غدا في واشنطن فرصة لطرح وجهة النظر الفلسطينية إزاء السلام

01:18 م الثلاثاء 02 مايو 2017

لقاء ترامب وعباس غدا في واشنطن

رام الله- (د ب ا):

بعد أربعة أيام على مرور المئة يوم الأولى من توليه منصبه، يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في واشنطن غدا الأربعاء لإجراء مباحثات حول دفع عملية السلام في الشرق الأوسط.

ومثلما هو الحال مع تصرفات ترامب ومراوغاته الكثيرة يصبح من المستحيل معرفة ما إذا كان توقيت لقائه مع عباس، والذي يأتي بعد مرور نحو شهرين ونصف الشهر من لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالبيت الأبيض، سيكون مؤشرا على اتجاه أولويات الرئيس الأمريكي، أو ما إذا كان هذا اللقاء سيتحول إلى مجرد افتقار إلى الوعي بالأمور.

غير أنه من المؤكد أن لقاء ترامب مع عباس سيكون إيذانا بالابتعاد عن مواقف الإدارة الأمريكية السابقة، والتي تتضح من دعوة الرئيس السابق باراك أوباما كل من محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي وقتذاك إيهود أولمرت للقائه بعد يوم واحد من دخوله البيت الأبيض عام 2009.

ومن جانبهم يرى الفلسطينيون أن آمالهم لم تتحقق بعد، غير أنهم يعتقدون أنه طالما أن ترامب أعلن أنه يريد أن يتوسط للتوصل إلى اتفاق لتسوية الصراع مع إسرائيل، فعليهم على الأقل أن يطلعوه على ما يتوقعونه فيما يتعلق بهذا الاتفاق قبل أن يطرح مبادرته في هذا الشأن، حيث أنها تقوم على وجهات النظر الإسرائيلية وحدها.

ويقول غسان الخطيب الأستاذ بجامعة بيرزيت الكائنة بالقرب من مدينة رام الله "إن الفرصة الرئيسية من هذا اللقاء تتمثل في أنها الإمكانية الأولى التي تتاح للفلسطينيين لكي يطرحوا وجهة نظرهم أمام إدارة أمريكية جديدة على معرفة وطيدة برواية طرف واحد فقط، بينما تجاهلت كلية الرواية الفلسطينية".

وكان ترامب قد أثار الدهشة أثناء زيارة نتنياهو عندما تخلى عن السياسة التي انتهجتها واشنطن طويلا بتبني حل الدولتين، وذلك بإعلانه أنه سيوافق على أية تسوية سلمية، وقال حينها "إنني أتطلع إلى حل يتضمن الدولتين أو دولة واحدة، وأرغب في الحل الذي يرغبه الطرفان، وسأكون سعيدا بالحل الذي يرغبه الجانبان، وأستطيع أن أقبل أي منهما وأتعايش معه".

ويضيف الخطيب الذي يعمل أيضا في مركز لاستطلاع الرأي العام "يبدو أن الولايات المتحدة دخلت في عملية صياغة سياسة تجاه الشرق الأوسط، وبالتالي فإن لقاء ترامب مع عباس سيمثل فرصة للفلسطينيين للإدلاء بدلوهم في هذه السياسة الجديدة".

وأشار استطلاع للرأي أجراه "المركز الفلسطيني للأبحاث السياسية والاستقصاء" في مارس الماضي، إلى أن 9% فقط من الفلسطينيين يعتقدون أن وصول ترامب إلى البيت الأبيض سيؤدي إلى إحياء عملية السلام.

وقال شين سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض أمس الاثنين إن الهدف النهائي لترامب يتمثل في إقامة السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهذا الهدف سيكون أيضا لب المناقشات التي سيجريها مع عباس".

وأضاق سبايسر فيما يتعلق بالعلاقة مع عباس فإن ترامب سيسعى "لمواصلة دعم هذه العلاقة لتحقيق الهدف النهائي وهو التوصل إلى سلام في تلك المنطقة بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية".

ويواجه عباس مجموعة من التحديات السياسية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتفاقمت هذه التحديات منذ انهيار الجولة الأخيرة من مفاوضات السلام تحت رعاية الولايات المتحدة عام 2014، مما جعل الاهتمام بقضية السلام يتراجع".

وكتب غيث العمري الباحث بمعهد واشنطن للدراسات الاستراتيجية يقول إنه بالنظر إلى هذه الوقائع فإن واشنطن ستعمل عملا رائعا بالتأثير على الوضع المعزز الحالي الذي تمتع به عباس بفضل اهتمام ترامب بالعمل معه لوضع "علامات يمكن لعباس عن طريقها إظهار استعداده وقدرته على اتخاذ قرارات صعبة، غير ان احتمال إجراء مفاوضات فلسطينية إسرائيلية حول الوضع النهائي يبدو سابقا لأوانه".

كما أن الزيارة التي يتردد أن ترامب يعتزم القيام بها لإسرائيل في أواخر مايو الحالي، من المرجح أن تؤدي إلى استبعاد صدور أي إعلان بشأن حدوث تقدم كبير فيما يتعلق بمباحثات السلام خلال زيارة عباس.

ومع ذلك فإن توقيت زيارة ترامب التي تدور الأقاويل بشأنها تتزامن مع انتهاء مدة القرار الذي اتخذه باراك أوباما بتعليق نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس لمدة ستة أشهر، بينما أعلن ترامب مرارا أنه سيقوم بنقل السفارة، وسيكون علينا الانتظار لنعرف ما إذا كان عباس سينجح في إقناع ترامب بمخاطر اتخاذ هذه الخطوة السياسية المندفعة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان