رساله الأمن.. والظهير الشعبي المطلوب
بقلم – لواء دكتور محسن الفحام:
كان الاجتماع الذي عقده وزير الداخلية محمد ابراهيم مؤخرا مع مجموعه من كبار مساعديه وبعض مديري الإدارات والمصالح هو الأول بعد حركه التنقلات الأخيرة التي شهدتها وزاره الداخلية وبالطبع فانه لن يكون الاجتماع الأخير لهم معه .
إلا أن ما استلفت نظري في هذا الاجتماع هو التوجيهات التي صدرت منه والتي استشعرت أنها جاءت في توقيتها وفي نوعيتها تماما.. فقد طالب الوزير بوضع حلول جذرية لأزمة المرور خاصة ونحن على مشارف عام دراسي جديد.. والعمل على تطهير منطقه وسط القاهرة من الباعة الجائلين وتوفير الإحساس بالأمان باعتباره من الركائز الأساسية لتحقيق التنمية والعبور بالبلاد الي مرحله الاستقرار. والمثابرة في توجيه الضربات الاستباقية للعناصر الإرهابية.
ولعل من اهم ما جاء في تلك التوجيهات الاهتمام بالتدريب بمختلف انواعه خاصه في مجال مكافحه الارهاب والتعامل مع المتفجرات التي تعتبر من أكثر التحديات التي تواجه الضباط العاملين في هذا المجال ولعل هذه هي المرة الأولى التي يوجه فيها الوزير بأهمية التدريب حيث كان الاهتمام كله منصبا علي مواجهه الجرائم والانفلات الأمني والعمليات الإرهابية، وهذا يدل على أن هناك توجهاً جديداً في استراتيجية العملية الأمنية وتركيز كبير خلال المرحلة القادمة لتحقيق تلك الأهداف. وقد لاحظ العديد من الحاضرين في هذا الاجتماع أن الوزير قد أصبح ممسكا بكافه الملفات الأمنية بكل ثقه وثبات يناقش هذا ويحاور ذاك ويعطي تعليماته بطريقه تؤكد أن قراءة المشهد أصبحت واضحة لديه بشكل جيد، وهو ما يعطي طمأنينة وثقة للقيادات والضباط والأفراد العاملين بالوزارة ويفرض عليهم في ذات الوقت ضرورة الارتقاء بالعملية الأمنية بمختلف محاورها الجنائية والسياسية والعمل علي تحسين الصورة الذهنية السلبية القديمة لرجل الشرطة والعمل على مد جسور الثقة والتعاون بينه وبين رجل الشارع مع التأكيد على حفظ كرامه المواطن واحترام حقوقه وآدميته؛ فالنجاح الحقيقي لرجل الشرطة يكمن في ثقه القائمين به في انفسهم ثم في نتائج تعاونهم مع باقي أطياف المجتمع الذي يعملون في إطاره لتحقيق أعلى درجات الآمن والسلام للجميع .
ولكن.. يأتي هنا السؤال المهم ما هو دور الطرف الثاني في المعادلة الأمنية.. ما هو دور المواطن لمساعده رجل الأمن في أداء واجبه.. الحقيقة ان الأجهزة الأمنية تبذل قصارى جهدها لتحقيق رساله الأمن والأمان لهذا المواطن, وهو الأمر الذي يفرض عليه دورا جوهريا في مساعده تلك الأجهزة وذلك من خلال إمدادهم بالمعلومات المتعلقة بمن يحاولون العبث بمقدرات هذا الوطن.. أيا كان نوع تلك المعلومات.. فهناك من يحاولون التأُثير على عقول الشباب ودفعهم للقيام بعمليات إرهابية، وهناك من يحاول استثمار حالات الاحتياج المادي للنساء لدفعهم لممارسة الرذيلة أو دفع الآخرين للإتجار بالمخدرات.. المهم في كل هذا ضرورة أن يكون هناك ظهيرا شعبيا إيجابيا يمثل العون والسند لرجال الشرطة .
هي بلا شك معادله بين طرفي منظومه الامن بالبلاد وهما الشعب والشرطة.. فلابد ان نعبر معا تلك المرحلة التي بدأت بوادرها الإيجابية تلوح في الأفق مهما حاول المخربون والإرهابيون، لابد أن نستنهض الهمم للعبور بالوطن إلى مرحله الأمن والاستقرار.. وهنا يحضرني آخر ما ذكره الوزير في هذا الاجتماع للحاضرين وهو أن الأمن رساله ومسؤولية.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: