إعلان

السويس - لا جديد في معقل الثورة سوى الميدان

01:58 م الثلاثاء 20 يناير 2015

تبدو شوارع مدينة السويس هادئة، وإن كانت أكثر المدن

القاهرة – (دويتشيه فيلله):

قبيل الذكرى الرابعة للانتفاضة الشعبية ضد حكم حسني مبارك تبدو شوارع مدينة السويس هادئة، وإن كانت أكثر المدن المصرية اشتعالا خلال الثورة، التي اجتاحت كل مصر لاحقا. تقرير DW عربية من "مدينة الثورة".

شهدت مدينة السويس، عاصمة محافظة السويس، أهم معارك الحراك الشعبي ب "ميدان الأربعين". وبه يقع قسم الشرطة، والذي كان شاهدا على غضب أهل المدينة من أداء الشرطة ومن سياسات الحزب الوطني المنحل، حيث ظل المبني بلا ترميم بعد احتراقه. كل ما حدث من تغييرات هو اسم الميدان الذي أصبح ميدان "الشهداء" بدلا من "الأربعين"، كما تغير اسم حديقة "مبارك".

لم تحدث تغييرات كما يلاحظ طبيب الأسنان محروس أحمد لـDW عربية. "الوضع الآن أسوأ"، كما يتحدث عن وجود العديد من الشركات الكبرى بالمدينة مثل شركات صناعة البترول المجاورة لشارع "صلاح نسيم" ، ويوضح أنها لا توفر فرص عمل لأبناء المدينة: "الناس لا يشعرون هنا أنهم يستفيدون من المزايا الخاصة بالعمل سواء في مجال التعدين أو الحديد والصلب أو حتى داخل هيئة قناة السويس".

"رجب" أول شهداء الثورة

ragab

داخل منطقة "عرب المَعمل" العشوائية لا توجد صور للشاب مصطفي رجب أول شهداء الثورة المصرية الذي ينتمي لهذه المنطقة والذي أدى مقتله إلى تفجير الثورة في مصر، كما لم تخلد شوارع المنطقة إسمه.
سألت DWعربية محمود الراوي (37 عاما)، أحد سكان المنطقة، و الذي يعمل في تجارة الخردة، عن "رجب" فحكي حكاية غامضة عن صبي وفتاة، كانا يرفعان لافتة كتب عليها "الحرية أو الاستشهاد" بميدان الأربعين وسط المدينة، وحسبما يقول الرواي فإن الصبي والفتاة كانا من منطقة "عرب المعمل" وشجعا أهل المنطقة على التظاهر. ويقول الرواي: "استشهد الشاب، لكن لا أذكر اسمه". وهكذا تحوّل ما حدث لمصطفي رجب عبارة عنحكاية غامضة أو أسطورة يتداولها السكان" ويرددون أن "مبارك" كان يخاف السويس ويتوقع نهايته على أيدي أهلها. كما يتحدثون عن قتلى، لم يسقطوا خلال أحداث الثورة، وإنما قتلوا قبل أيام من ذلك.

قبل زمن قصير تم قتل شابين من سكان المنطقة، وقد حبس ملازمان أولان من الشرطة على ذمة تحقيقات النيابة بشأن هذه الواقعة. ويحكي علي موسى (50 عاما)، وهو صاحب مقهى، لـDW عربية عن الأخوين القتيلين ، اللذين كانا يتجولان على دراجة نارية غير مرخصة لدعوة الناس لحضور حفل أحدهما، ويقول:" الشرطة أصبحت كما كانت قبل الثورة، لكن السيسي سيصلح كل هذه الأمور".

suez2

داخل "عرب المعمل" يوجد مركز طبي واحد ومدرسة واحدة مكونة من فصل واحد، وهي مخصصة للمتسربين من التعليم. ويقول الموظف بوزارة الصحة شديد محمود:" الشوارع غارقة في مياه الصرف، والأطفال يتلقون تربيتهم وسط أكوام القمامة، وحينما يأتون للعلاج لا يشفون بسبب ظروف سكنهم غير الصحية".
داخل بيت صغير، بلا مرافق، ويعلوه سقف من الجريد يعيش جمال صابر، ويقول لـDW عربية: " كنّا نريد التغيير، لكن الدنيا أصبحت أكثر صعوبة، وكل مرة يأتي رئيس، يطلب منّا الصبر، لكن كيف سنعيش؟".

من المستفيد من القناة الجديدة؟
بينما يتمّ الترويج قويا لمشروع قناة السويس الجديد الهادف إلى إنشاء تفريعة جديدة موزاية لقناة السويس بطول 34 كيلومتراً، وتوسيع المجرى الملاحي، ليس هناك بين الناس من يولي اهتماما كبيرا بهذا المشروع، الذي تنفذ خطواته الأولية محافظة الإسماعيلية. كما تحول لسان بورتوفيق، الممتد بين خليج السويس والقناة، لثكنة عسكرية، حيث تنتشر قوات الجيش هناك. وقد تمّ منع التصوير والتجول على ساحل القناة كذلك. ويقول أحد سكان حي الأربعين محمد السنوسي (26 عاما) لـ DWعربية: "لو فرضنا أن المشروع سيجعل القناة مثل شارع تسير فيه السفن بالإتجاهين، فإن من قاموا بشراء شهادات الاستثمار الخاصة بالقناة الجديدة هم المستفيدون". ولا يتوقع السنوسي أن تتحسن أوضاع أهل السويس الاقتصادية بعد تنفيذ المشروع، ويقول:" لا نشعر بالميزانية الحالية للقناة من الأساس".
"كأن شيئا لم يحدث"
كما يعتبر السنوسي أن السنوات الأربع الماضية مرت وكأن الثورة لم تقم والانتخابات لم تكن، لهذا يتوقع أن تشهد الذكرى الرابعة للثورة حراكا واسعاً،على حد تعبيره. من جانبه يقول محمد سامي (اسم مستعار)، أحد سكان بورتوفيق، لـ DWعربية: "قبل الثورة كانت المنطقة المحيطة بالقناة متنفسا لأهل السويس للجلوس على البحر، والتجوال على كورنيش القناة، لكنها تحولت الآن لمنطقة عسكرية لحماية مدخل المجرى الملاحي، ومبنى التحركات الخاص بقناة السويس". وقد تسببت هذه الإجراءات في حدوث حالة من الركود الاقتصادي بالمدينة.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان