السيسي ''كعب داير''..والإرهاب والمؤتمر الاقتصادي كلمة السر
تقرير - أحمد لطفي:
جولات عدة، قطعها عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في العديد من الدول منها العربية والأجنبية، للتعاون المتبادل سواء في مشروعات قومية استراتيجية، أو توصيل اتجاه مصر خاصة بعد ثورة 30 يونيو، فبدأت الزيارات الخارجية، بكلمة السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، في اجتماعات الدورة الـ69، ومشاركته في قمة المناخ، ثم روسيا والصين، مرورا بفرنسا والكويت، وصولا الي سويسرا، للمشاركة في مؤتمر دافوس المنعقد حاليا.
نيويورك
تعد هذه الزيارة الأولي خارجيًا، بعد اعلان عبد الفتاح السيسي، رئيسا للجمهورية، في مايو 2014، فوجه عبد الفتاح السيسى، أمام الأمم المتحدة، التحية لشعب مصر الذي صنع التاريح مرتين خاصة في دولة تحترم الحقوق والواجبات وتحترم سلطة القانون وحرية العقيدة والعبادة، داعيًا الجميع لحضور مؤتمر مصر الاقتصادي لبناء مصر الجديدة الاقتصادية.
وأضاف خلال كلمته، أن مصر تواجه الإرهاب الذى يحاول السيطرة بالدم على الدول والسلطات ويسئ الى الدين الحنيف، مشيرا إلي أن الارهاب لا يفرق بين الناس ولا تربطه أي صلة بالاسلام، وعلى الجميع المواجهة الحاسمة لقوى التطرف والإرهاب، مختتما حديثه: ''على يقين من قدرة المصريين على العطاء''.
روسيا
زار الرئيس عبد الفتاح السيسي، روسيا الاتحادية، لإجراء مباحثات ثنائية مع نظيره الروسي ''فلاديمير بوتين''، تستهدف تدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين فى شتى المجالات.
وتفقد ''السيسي'' عينات من المعدات العسكرية الروسية التي وضعت فى مطار سوتشى ، أهمها عربة مدرعة '' تايجر''، أحدث ناقلة مدرعات روسية، بالإضافة إلى الدبابات وآلات الحرب الأخرى، كما تفقد عدد من المعدات والتقنيات العسكرية (الدبابة تي 72 وعدد من العربات ناقلة الجند) داخل ساحة المطار، وتوجه إلى مجمع ''لأورا'' لمنافسات التزحلق على الجليد والبياتلون بمبنى استاد البياتلون، وشاهد تمرين رماية بالذخيرة الحية لفريق الرماية القومي الروسي، فضلاً عن تفقد بعض الملاعب بالمجمع.
الصين
لقيت هذه الزيارة ترحيبًا واسعًا من جانب جميع الأوساط الصينية، فقد أشاد الرئيس الصيني ''شي جين بينج'' - خلال لقاؤه الرئيس السيسي - بما تتمتع به مصر من ثقل في العالم العربي والقارة الإفريقية والعالم الإسلامي، مؤكدًا أن الصين حريصةٌ على تعزيز العلاقات الثنائية وأنها ماضية قدمًا لتدعيم علاقات التعاون والشراكة مع مصر، التي تُعد نموذجًا للعلاقات الصينية - العربية، والعلاقات الصينية - الإفريقية، ومثالاً يحتذى للتعاون بين دول الجنوب، ونوَّه إلى أن توقيع وثيقة إقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين من شأنه أن يدفع التعاون في كافة المجالات إلى آفاق أرحب.
وأعرب الرئيس السيسي عن ترحيب مصر بمقترح الصين لتطوير العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة ، كما رحب بمبادرة الرئيس الصيني لإعادة إحياء طريق الحرير البري والبحري، منوها إلى دور مصر وموقعها الاستراتيجي كنقطة ارتكاز رئيسية لتنفيذ هذه المبادرة الطموح وتحقيق أهدافها.
وفي ختام المباحثات وقع الرئيسان على وثيقة إقامة علاقات شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين ، كما وقع الوزراء المعنيون في البلدين على الاتفاقيات التالية: اتفاقية للتعاون الاقتصادي والفني بين البلدين، اتفاقية إطارية للتعاون في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، اتفاقية إطارية للتعاون في مجال الفضاء بين هيئة الفضاء الوطنية الصينية CNSA والهيئة القومية المصرية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، مذكرة تفاهم لإنشاء معمل مصري- صيني مشترك للطاقة المتجددة بين وزارة البحث العلمي المصرية ووزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية، محضر أعمال الدورة السادسة للجنة التجارية والفنية والاقتصادية المشتركة التي عُقدت في بكين خلال شهر ديسمبر 2014.
ووقع الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الصيني شي جين بينج في ختام مباحثاتهما على بيان بشأن إقامة ''علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة'' بين البلدين ينظم كافة جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين ، ولا سيما بعد ترفيع العلاقات بينهما إلى هذا المستوى المتقدم.
وأشار الرئيس السيسي إلى أن تجربة الحزب الشيوعي جديرة بالدراسة، لاسيما في ضوء نجاحه خلال ستين عاماً في وضع الصين في مصاف الدول المتقدمة، مشيدا بالعلاقات التاريخية بين مصر والصين، وبمواقف بكين الداعمة لإرادة الشعب المصري الذي يكن كل التقدير والمودة للشعب الصيني الصديق.
وأكد الرئيس على تأييد مصر لسياسة الصين الواحدة والحفاظ على وحدة أراضي الدولة الصينية وسلامتها الإقليمية، منوهاً إلى أن مصر تعتزم العمل الجاد لترجمة وثيقة إقامة العلاقات الاستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى واقع ملموس، ولاسيما فيما يتعلق بدعم مصر لمبادرة الرئيس الصيني لإحياء طريق الحرير، وتعزيز الشراكة في المشروعات التنموية، وفي مقدمتها مشروع تنمية منطقة قناة السويس، أخذا في الاعتبار أن مصر تعد بوابة للعالم العربي وللقارة الافريقية. كما أبدى الرئيس إعجابه بتجربة الصين وسياسات التخطيط الحكيمة التي تتبعها، فضلا عن دعمها لدور الشباب.
فرنسا وإيطاليا
في زيارة استغرقت أربعة أيام إلى كل من إيطاليا وفرنسا، بحث السيسي، تطوير العلاقات السياسية والتجارية مع الدولتين، وأبرز القضايا محل الاهتمام المشترك خاصةً ما يتعلق بقضايا منطقة الشرق الأوسط واستعراض ملف الإرهاب وتداعياته على دول المنطقة ومناقشة التهديدات التي تواجه ليبيا.
والتقى البابا فرنسيس في الفاتيكان فى أول زيارة لرئيس مصري منذ ثماني سنوات، وبعد انتهاء زيارته لإيطاليا، انطلق للعاصمة الفرنسية باريس، حيث التقى نظيره الرئيس الفرنسي فرانسو أولاند، فضلا عن كبار المسؤولين لبحث دفع العلاقات المصرية الفرنسية، ومناقشة بعض القضايا من أهمها النزاع فى ليبيا حيث تقاتل ميليشيات إسلامية وحلفاء لها حكومة ضعيفة ولكن تحظى بدعم دولي .
وتتميز العلاقات المصرية - الفرنسية بالمتانة والحرص على التشاور المستمر بين القيادة السياسية في مصر وفرنسا لبحث كافة القضايا الدولية والإقليمية، حيث شهدت فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي العديد من الزيارات واللقاءات، الأمر الذي يؤكد اهتمام البلدين بدعم التنسيق والتعاون المشترك، حيث تعتبر فرنسا من أهم الدول الأوربية المستثمرة في مصر من حيث حجم استثماراتها.
وعلى الجانب الاقتصادي، تعتبر العلاقات الاقتصادية بين البلدين جيدة؛ فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر وفرنسا عام 2013 بلغ 2.5 مليار يورو ،و أن حجم الاستثمارات بين البلدين خلال عام 2013/2014 بلغ 4.2 مليار يورو و ان حجم الصادرات المصرية لفرنسا بلغ 1.2 مليار يورو و حجم الصادرات الفرنسية لمصر بلغ نحو 1.3 مليار يورو، كما أن هناك نحو 80 شركة فرنسية تعمل حالياً فى مصر.
أما بالنسبة لإيطاليا فهي تُعد ثاني شريك اقتصادي لمصر علي مستوي العالم، والشريك الأول لها علي الصعيد الأوروبي، وتعد من أكبر الدول المستثمرة في مصر، حيث بلغت الاستثمارات الإيطالية في مصر أكثر من 1.5 مليار دولار خلال الفترة من 1970 وحتى نهاية فبراير 2014، بإجمالي عدد شركات 879 شركة عاملة بمصر.
وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر وإيطاليا خلال 2011 نحو 1.8 مليار يورو، فيما بلغ خلال الربع الأول من 2014 فقط نحو 1.3 مليار يورو ، ويتركز ذلك فى الصناعات التحويلية وصناعات الأغذية والغزل والنسيج والمنتجات الزراعية.
كما أن حجم التبادل التجاري في مجالات الأغذية، بين مصر وإيطاليا، زاد بنسبة 2% لصالح مصر و3.7% لصالح إيطاليا، بإجمالي 37 مليون يورو ، بالإضافة إلى أن الاستثمارات الإيطالية فى مصر لم تتراجع أو تتأثر خلال الفترة من 2011 إلى منتصف 2013 بسبب توتر الأوضاع الاقتصادية بمصر وسوء الحالة الأمنية فى مصر.
ويرجع تاريخ العلاقات المصرية الإيطالية خاصة التجارية منها إلى العصور الوسطى، حينما كانت إيطاليا مقسمة إلى عدة دويلات أو جمهوريات بحرية وقد تنامت هذه العلاقات، وتشعبت إلى عدة مجالات غير التجارة، مع بداية عصر ''الأمير محمد على''.
وقد بلغ عدد أعضاء الجالية الإيطالية في مصر قبيل الحرب العالمية الثانية ''1939- 1945'' 55 ألفاً، وتركزت إقامتهم فى القاهرة والإسكندرية ، وكانت تعد ثاني أكبر جالية أجنبية في مصر بعد الجالية اليونانية، إلا أنها بدأت تنكمش في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
وبدأ تبادل السفراء بين الدولتين عام 1914، وتوقفت هذه العلاقات خلال الفترة من عام 1940 حتى عام 1945، وهى تقريباً كل الفترة التي استغرقتها الحرب العالمية الثاني.
وأظهرت الزيارات المتبادلة بين البلدين مدى توطد العلاقات وتحسنها، ففي شهر أغسطس الماضي استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بالقاهرة ماتيو رينزي رئيس وزراء إيطاليا و الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي و بحث الجانبان العديد من القضايا والأزمات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وتوسيع التعاون بين البلدين في مختلف المجالات فضلا عن بحث سبل دعم مختلف جوانب العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر وإيطاليا.
الكويت
قام السيسي بزيارة رسمية إلى الكويت، جري خلالها مباحثات مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، وستكون العلاقات الثنائية في صميم المحادثات المصرية الكويتية، إضافة للقضايا العربية والإقليمية في ظل الأزمات والاضطرابات التي تمر بها المنطقة.
وأكد السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن زيارة الرئيس السيسي لدولة الكويت تأتي تعبيراً عن المواقف الجيدة لدولة الكويت والمساندة للشعب المصري والوقوف إلى جانب مصر في أعقاب ثورة 30 يونيو.
الإمارات
قام الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأول زيارة رسمية له لدولة الإمارات العربية المتحدة، شارك خلالها في افتتاح ''القمة العالمية لطاقة المستقبل'' التي تقام ضمن أسبوع أبو ظبي للاستدامة، تلبية للدعوة الموجهة له من الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي.
وجري السيسي خلال الزيارة مباحثات مهمة مع رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وكبار رجال الدولة والمسؤولين، لمناقشة التطورات الجارية على الساحة العربية والإقليمية، وخاصة ملف الإرهاب والعمل على التصدي له، فالدول العربية أصبحت الآن في أشد الحاجة للتعاون المشترك فى ظل الظروف الحالية وتصاعد أعمال الإرهاب و اكتمال الروح القومية والوطنية وتشكيل وحدة عربية لمواجهة التحديات الدولية المتعلقة بالإرهاب.
سويسرا
شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، المنعقدة حاليا، ويرافقه خلال الزيارة وفد يضم وزراء الصناعة والتجارة، والمالية، والخارجية، ومحافظ البنك المركزي.
وترأس الرئيس السيسي اجتماعاً مغلقاً يشارك فيه 52 شخصية دولية من رؤساء دول وحكومات، ووزراء، ورؤساء منظمات دولية، وعدد من الشخصيات العامة، وسيناقش الاجتماع الجهود الدولية الراهنة للتصدي لظاهرتي العنف والتطرف، وذلك من خلال تناول عدد من التحديات والمخاطر الأمنية الراهنة الناجمة عن التنظيمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وغيرها، وأوجه التعاون الممكنة بين الحكومات ومجتمع الأعمال والمجتمع المدني للتصدي لظاهرة تنامي التطرف، وكيفية تمكين صانعي القرار من مراعاة التوازن بين الأمن والحريات المدنية.
كما سيلتقي الرئيس السيسي على هامش أعمال المنتدى بعدد كبير من رؤساء الدول والحكومات، من بينهم جلالة الملك عبد الله بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، والسيدة سيمونيتا سوماروجا رئيسة الاتحاد السويسري، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والسيدة إيرنا سولبيرج رئيسة وزراء النرويج، والسيدة فيديريكا موغيريني المفوضة الأوروبية للسياسة الخارجية، كما سيلتقي مع عدد من رؤساء مجالس إدارات كبرى الشركات العالمية.
ومن المقرر أن تدور المناقشات خلال العشاء حول رؤية الحكومة للاقتصاد المصري حتى 2020، والصناعات والمشروعات الاستراتيجية اللازمة خلال عملية إعادة تحفيز الاقتصاد المصري، والجهود التي تقوم بها الدولة لدفع عملية التنمية المستدامة والشاملة، مع ايلاء الأهمية اللازمة للشباب ومختلف المناطق الجغرافية في مصر.
قال السفير عادل العدوي، إن زيارات السيسي الخارجية، تعد رؤية للمجتمع الأوروبي بأهمية ما حدث في ثورة 30 يونيو، وخروج الشعب من ''مستنقع'' الفساد الذي كان يعيش فيه- على حد قوله.
وأضاف في تصريح خاص لمصراوي، اليوم الخميس، أن اتجاه السيسي، صحيح ومتزن، الأمر الذي ظهر من خلال زياراته الخارجية، مطالبا بضرورة التركيز أثناء لقاءاته مع رؤساء الدول أو المسؤولين، بمواجهة الإرهاب، الذي أصاب العالم كله، وطرق التصدي له من خلال مجلس عالمي.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: