25 يناير في 4 سنوات.. عدَّاد الموت لا يصدأ
كتب - محمد مكاوي:
25 يناير، اليوم واحد، لكن الأجواء تختلف كل عام، فتارة احتفال وتارة أخرى احتشاد وتظاهر، وعام يمر بالاشتباكات، قنابل الغاز تعود للظهور مرة أخرى في اليوم نفسه، مصابون يسقطون وقتلى يزداد عددهم.
4 سنوات اختلفت فيها مظاهر إحياء ذكرى ثورة 25 يناير، فما بين مرحلة انتقالية، إلى أول رئيس منتخب، إلى رئيس مؤقت مرة أخرى، وأخيرا وليس آخرا رئيس منتخب.
احتفال واحتشاد
الأربعاء 25 يناير 2012، عام كامل مرّ على الثورة، مصر تحت قيادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، احتشد الآلاف من المتظاهرين في ميدان التحرير وميادين الثورة المختلفة، المنصة الرئيسية بالتحرير يسيطر عليها الإخوان، فيما تهتف منصات أخرى أقل حجما بالميدان هتافات مضادة للمجلس العسكري.
السياسيون البارزون يتوافدون على الميدان ومنهم عمرو موسى المرشح الرئاسي المحتمل وقتها، ومحمد البرادعي أيقونة الثورة يقود مسيرة من مسجد الاستقامة بالجيزة إلى التحرير لكنه ينسحب لظروف صحية، نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية يزور الميدان.
قوات الأمن عززت من تواجدها حول المنشآت الحيوية ونشرت الأسلاك الشائكة في محيطها، في المقابل سقط 86 شخصا مصابا نتيجة للتزاحم والتدافع بحسب ما أعلنته وزارة الصحة.
العنف سيد الموقف
الجمعة 25 يناير، تتزامن الذكرى الثانية للثورة مع يوم الجمعة "العيد الثوري"، غير أن الاجواء كانت مشحونة ضد الرئيس محمد مرسي، بسبب سياساته وإعلانه الدستوري الذي أصدره قبل شهرين من الذكرى الثانية للثورة.
المسيرات الغاضبة تخرج عقب صلاة الجمعة، صوب ميادين الثورة المختلفة، غير أن قوات الأمن تصدها بقنابل الغاز والخرطوش، ويقابلهم المتظاهرون بالحجارة وتبدأ الاشتباكات ويسقط القتلى والمصابون، وكذلك تهاجم قوات الشرطة خيام المعتصمين بميدان التحرير.
10 أشخاص سقطوا قتلى في المحافظات ويقول الدكتور محمد سلطان، رئيس هيئة الإسعاف وقتها، أن جميع القتلى توفوا بطلقات نارية بالبطن، إلى جانب إصابة 476 آخرين بحسب وزارة الصحة.
في المقابل تقدم الرئيس محمد مرسي في رسالة على حسابه على تويتر بالعزاء للمصريين وتوعد بمحاسبة المسؤولين عن العنف.
وقال مرسي: "أدعو جميع المواطنين إلى التمسك بالمبادئ النبيلة للثورة المصرية في التعبير عن الرأي بحرية وسلمية ونبذ العنف قولاً وفعلاً. كما أؤكد أن أجهزة الدولة ستبذل قصارى جهدها لحماية و تأمين المظاهرات السلمية".
وأكد مرسي أن أجهزة الدولة "لن تتوانى عن ملاحقة المجرمين و تقديمهم للعدالة، وقال: "أتقدم بخالص العزاء إلى كل المصريين و إلى أهالي السويس الباسلة في أبنائي الشهداء من الشعب والشرطة الذين راحوا ضحية العنف البغيض".
رفض وتأييد
السبت 25 يناير، الأجواء مختلفة في عهد الرئيس المؤقت عدلي منصور، الإخوان يواصلون تظاهراتهم احتجاجا على عزا مرسي وعلى فض اعتصامهم برابعة العدوية، في المقابل يحتفل أنصار وزير الدفاع وقتها عبد الفتاح السيسي ويطالبونه بإعلان ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية.
ودعا تحالف دعم الشرعية - المؤيد لمرسي - أنصاره للتظاهر 18 يوما بدءا من اليوم في محاكاة للفترة التي استغرقتها الاحتجاجات في عام 2011 حتى تنحي مبارك.
وقتل 29 شخصا على الأقل وأصيب 167 آخرون في أنحاء مصر اليوم في اشتباكات وأعمال عنف تخللت إحياء الذكرى الثالثة للثورة بحسب وزارة الصحة، التي أعلنت على لسان متحدث باسمها أن كثيرين من المصابين في حالة حرجة.
وتجمع آلاف من أنصار الجيش في ميدان التحرير "رمز الثورة"، ولوح مشاركون بالأعلام المصرية وصور وزير الدفاع، عبد الفتاح السيسي، الذي طالبه كثيرون بالترشح للرئاسة في الانتخابات.
العنف مازال مستمرا
كالعادة يرفض أن يمر 25 يناير دون أن يترك بصمته، فالعام الرابع على ثورة يناير، يواجه المصريون القنابل والعبوات الناسفة، إلى جانب اشتباكات الإخوان مع الداخلية في محافظات مختلفة.
عشرات العبوات الناسفة، منها من انفجر ومنها من نجح خبراء المفرقعات في إبطال مفعولها، تركزت حول المنشآت الحيوية كخطوط السكك الحديدية ومبانٍ حكومية.
16 قتيلا و47 مصابا من المدنيين وقوات الأمن سقوطا في الاشتباكات التي دارت معظمها بالقاهرة والإسكندرية.
ميدان التحرير ورمز الثورة، أغلقته قوات الأمن قبل ساعات من إحياء الذكرى الرابعة بالأسلاك الشائكة والمدرعات، كما فضت الشرطة أي تجمعات تحاول الاقتراب من الميدان.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: