إعلان

بروفايل - سليمان فرنجية.. الحلم اللبناني "بتصحيح الاعوجاج"

12:02 م الأحد 20 ديسمبر 2015

سليمان فرنجية

كتبت- هدى الشيمي:

في فجر 13 من يونيو 1978، استيقظ أهالي مدينة إهدن على أصوات الأعيرة النارية، وأجراس الكنائس التي تنبئهم بوجود خطر، ليكتشفوا أن أكثر من 400 عنصر من الكتائب اللبنانية عزلوا المدينة، وقطعوا الطريق والاتصالات، وعزلوا منزل الوزير اللبناني طوني فرنجية.

وقتها وقعت مجزرة راح ضحيتها الوزير وزوجته فيرا، وابنته الصغيرة جيهان والتي لم يتجاوز عمرها الثلاث سنوات، إلا أن العناية الالهية حافظت على ابنه الأكبر سليمان، والذي كان في ذلك الوقت في بيروت، ولم يكن برفقة العائلة في منزلها الصيفي.

انتقل سليمان للعيش مع جده سليمان فرنجية والذي أصبح رئيسا للجمهورية اللبنانية في وقت عانى فيه المسيحيون من حالة انقسام، جعلت الكثير يوجه اصابع الاتهام للموساد الإسرائيلي، والذي كان دافعه الأساسي في كل ذلك هو القضاء على أحد خصومه الأقوياء، واشعار المسيحيين بأنهم في حاجة لحماية إسرائيل.

ولّد ذلك داخل سليمان كرها شديدا لإسرائيل فاعتبرها أكبر عدو له ولبلاده.

"العسكري سليمان فرنجيه"
بعد تسعة أعوام من وقوع المجزرة تحول إلى عسكري ضمن كتيبة تناضل في الحرب الأهلية اللبنانية، وبعد عامين اصبح قائدا رسميا لها، وعمل على تعزيز وضعه بتقوية علاقاته مع الحليف السوري.

انتقل سليمان من منصب لآخر لا يمل ولا يتعب، فشغل منصب وزير الدولة عام 1990، وبعد عامين أصبح وزير الإسكان، ووزير للبلديات والشئون القروية، وبعد أربعة أعوام أصبح وزير الصحة، ثم وزير الزراعة، ووزيرا للصحة مرتين أخيرتين عام 2000، و2003.

بعد ثلاثة أعوام فقد مقعده في البرلمان، ولكن بالمثابرة والعمل استطاع استرجاعه مرة أخرى عام 2009، ومنذ أيام أشارت الصحف اللبنانية إلى أن سليمان فرنجية الابن قد يصبح الرئيس اللبناني الذي يجتمع عليه الكثير من الفصائل اللبنانية، والتي اتفقت على ألا تتفق.

اجماع
"امتلاكه لعلاقات خارجية متشعبة، وصلات قوية مع أمريكا وانجلترا وفرنسا"، كان السبب الرئيس في اجتماع أكثر من فصيل على فرنجية بحسب الدكتور سعيد اللاوندي، استاذ العلاقات الدولية، مشيرا إلى كونه وزير داخلية سابق استطاع خلق علاقات مع الدول الأجنبية، ووصفه بالرجل المسالم والذي لا تشوب علاقته شائبة.

ويرى الكاتب الصحفي سليمان الحكيم، أن سليمان طوني فرنجية حفيد الجد سليمان فرنجية، ابن عائلة لبنانية عريقة من طرابلس، فشهد جده الرئيس اللبناني السابق بداية الأحداث عام 1975، واستدعى القوات السورية، وقوات الردع العربية، وهي قوات سعودية، للفصل بين القوات المتحاربة في لبنان.

وقال الحكيم "الكل يجمع عليه، السعودية ترضى عنه لأنه استدعاهم ولم يقتصر استدعائه على القوات السورية فقط، بالإضافة إلى أنه مستقل ويحظى برضى سوريا والسعودية، ومصر، وهؤلاء هم الأقطاب أو الأطراف المهمة في الساحة اللبنانية، بالإضافة إلى حزب الله وإيران".

وتابع "فرنجيه لا ينتمي إلى أي طرف من الأطراف المتصارعة في لبنان، ويقف على مسافة واحدة من كل الأطراف اللبنانية والعربية".

صديق الأسد
جمعت بين طوني فرنجية وبشار الأسد وشقيقه باسل علاقة صداقة قوية، فأصبحوا أصدقاء طفولة، وتشاركا الكثير من الذكريات معا، فانتشرت الأقاويل والتوقعات عن تأثير فوزه بالرئاسة على الأزمة السورية، خاصة وأن الرئيس السوري في موقف لا يُحسد عليه الآن.

يقول فرنجيه عن صداقته مع بشار "لطالما قلت أن الرئيس بشار الأسد هو صديقي وللأسف بعض الناس لا يفهمون معنى الصداقة. أنا لا أسمح لأحد أن يطلب مني عكس قناعتي وعلى حساب بلدي. لبنان لنا أولا وأخيرا. تمسكي بأصدقائي كان نقطة قوة لصالحي".

ويقول اللاوندي أن في ميدان العلاقات الدولية، وفي منطقة سوريا بالتحديد يقف الجميع على رمال متحركة، فمن كان صديق اليوم سيكون عدو الغد، ولكن يكفي فرنجية امتلاكه لعلاقات طيبة مع الكثير من الدول، ويعتقد أنه سيكون المفتاح وراء بشار الأسد.

ويجد الحكيم، إن فرنجية في البداية والنهاية لبناني ماروني، وإذا تعارض تحالفه مع الأسد أو غيره مع كونه ماروني، سيغلب أصله، وهذا ما يهم الأطراف اللبنانية، فهو في النهاية رئيس لبناني وطني، وليس رئيس طائفي، استطاع الحصول على رضا الفصيل اللبناني السُني، وإذا تعارضت الدولة مع الطائفة سيختار الدولة بكل طوائفها.

ويقول أيضا "في النهاية سيحكم كل اللبنانيين، بما فيهم الطائفة المارونية التي يمثلها، وهذا مهم جدا في الرئيس اللبناني، أن يبقى حكما بين كل الطوائف، رغم إنه ممثلا لطائفة معينة".

ويؤكد فرنجيه على ذلك، بما كتبه على صحفته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، حيث قال "أنا منبثق من المكون الذي أنتمي إليه ومقبول من الأخرين. هدفي تصحيح الاعوجاج في تمثيل المسيحيين".

حزب الله
ولم يتوقف الأمر على اتفاق الطائفة السنية وزعماء الطوائف اللبنانية وسعد الحريري على فرنجية، إلا أنه يحظى برضا حزب الله اللبناني أيضا، وجمعت بينه وبين عماد مغنية، قائد العمليات الدولية في حزب الله، علاقة سابقة، ويعتبر فرنجية عماد مغنية "رجل أسطوري مميز جدا".

ويتذكر فرنجيه كيف بدأت علاقته بعماد مغنية في أحد الحوارات ويقول "كنت وزير داخلية، وذهبت برفقة الحاج وفيق صفا، رئيس جهاز أمن حزب الله، وخرجنا لعمل جولة على المحاور بالجنوب وانتظرنا في السيارة شخص ملتحي، جلست بجواره، وعرفوني عليه باسم الحاج جهاد، عملنا جولة من شط البحر لمنطقة شبعة، تفاجأت فيها بمعلومات الحاج جهاد الواسعة، والتي لم تخلو من التأكيد على أن إسرائيل أكبر عدو للبنان واللبنانيين".

وعند حرب 2006، اتصل الحاج وفيق بفرنجية ليخبره بأنه سيزوره برفقة الحاج جهاد، ومن هنا بدأت العلاقة، وعندما وقعت عملية اغتيال عماد مغنية بالشام، تحدث فرنجية للحاج وفيق ليعلم ماذا حدث بالضبط، فيكتشف إن عماد مغنية هو صديقه الحاج عماد مغنية.

إسرائيل العدو الأول
اعتبر فرنجية إسرائيل عدوه الأول والرئيسي، فطوال حياته وهو يناضل ضدها.

ويعلق سليمان الحكيم على الموقف الإسرائيلي من فرنجية في حالة فوزه بالرئاسة قائلا "إسرائيل لا تلعب في لبنان الآن، فهي مشغولة الأن بسوريا، تريد ربح معركة لبنان من خلال انتصارها في سوريا، والتخلص من بشار الأسد، فهي كباقي الدول الغربية، تتبنى موقفهم الغربي الأمريكي المعروف من القضية السورية، لأن سوريا البلد العربي الوحيد غير المعترف بإسرائيل، ومازال مُصرّ ورافض الاعتراف بها، ولا يقيم لها علاقة".

ويشير إلى رغبة إسرائيل في رئيس يتنازل في الجولان، يعترف بها ويعقد معها اتفاقيات، وهذا ما يرفضه بشار الأسد، لأنه رئيس علوي، ولا يستطيع تحميل طائفته العلوية مسئولية تاريخية بالاعتراف بإسرائيل، لأن هذا عار بالنسبة للطائفة العلوية، والتي تقيم حكمها كله بأنها دولة صمود وتصدي، وهذا ما يبرر حكمه الطويل هو ووالده بأنه دولة صامدة ومتصدية لإسرائيل، فإذا انتزع هذا العنصر سيفقد شرعيته.

وبذلك يصبح سليمان فرنجية الابن الحلم اللبناني بالحصول على حاكم اجتمع عليه أغلب الفصائل، ويؤيده الكثيرون، ويساعد على نقل لبنان من مرحلة يتوقع العديد إنها ستكون أكثر سوءاً.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان