لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

التدخل في سوريا ... هرولة باتجاه المجهول؟

10:02 ص الإثنين 07 ديسمبر 2015

التدخل في سوريا-ارشيفية

بون، ألمانيا (دويتشه فيله)

حتى الآن لازالت حصيلة العمليات العسكرية في افغانستان والعراق غير فعالة في مكافحتها للارهاب. فهل يكرر الغرب الآن في حربه ضد تنظيم "داعش" الارهابي في سوريا نفس الأخطاء، كما في الماضي؟

السيناريوهات تتشابه بين هجمات 11 سبتمبر 2001 واعتداءات 13 نوفمبر 2015 ، اذ ينفذ ارهابيون اعتداءات في بلد غربي، فتأتي بعدها الصدمة والغضب، ليتم اعلان الحرب ضد الارهاب.

لكن بعد مرور 14 عاما على اعتداءات نيويورك وحربي افغانستان والعراق وبعد تنامي قوة تنظيم "داعش" تبقى حصيلة الحرب ضد الارهاب غير جيدة. وفي هذا الاطار ينتقد خبير شؤون الشرق الاوسط ميشايل لودرز النخبة السياسية قائلا: "يبدو أن المسؤولين السياسيين غير راغبين في أخذ العبرة من الأخطاء التي ارتكبت في الماضي"، مشيرا في الوقت نفسه الى التدخلات العسكرية في أفغانستان والعراق. ويوضح لودرز أن تدخل الدول الغربية في بلدان العالم الاسلامي لم يخدم الاستقرار، بل جاء بانهيار مؤسسات الدول.

الميليشيا تستغل غياب السلطة

الموقف نفسه يعبر عنه خبير شؤون الشرق الاوسط يوخن هيبلير من جامعة دويسبورغ الذي أوضح أن "العراق مثلا تحول من ديكتاتورية عنيفة الى معقل لتفريخ الارهاب"، وأشار الى أن فراغ السلطة الحاصل في العراق وسوريا تملؤه الآن ميليشيا "داعش" الارهابية.

وأضاف هيبلير أن عمليات تدخل الغرب العسكرية كانت في البداية ناجحة، "لأنها حققت أهدافها العسكرية المباشرة بسرعة ، ويعني ذلك سقوط طالبان في أفغانستان وانهيار نظام صدام حسين في العراق. لكن ما فتئت أن تحولت النتيجة الايجابية الى عكسها".

فبعد اعتداءات باريس تنبـأت المؤشرات بأن المجتمع الدولي بصفة عامة والغرب بوجه خاص يكرران أخطاء السنوات الماضية. ففرنسا كثفت من ضرباتها الجوية ضد مواقع الجهاديين في سوريا والعراق.

والرئيس فرانسوا أولاند يعتزم القضاء عسكريا على تنظيم "داعش" ويدعو من موسكو واشنطن لتحالف قوي ضد الميليشيا الارهابية.

من جانبه وافق مجلس العموم البريطاني بأغلبية ساحقة على مشاركة بريطانيا في الضربات الجوية داخل سوريا. وحتى ألمانيا تعتزم تقديم مساهمتها، حيث وافق البرلمان في برلين على ارسال طائرات تورنادو الاستطلاعية الى سوريا.

1

السقوط في فخ الجهاديين

ويحذر خبير شؤون الشرق الأوسط ميشايل لودرز من نشر قوات برية في سوريا، لأن "ذلك لن يؤدي إلى الهدف المنشود، بحكم أن تنظيم "داعش" يتبع استراتيجية واضحة تكمن في جر الدول الغربية الى حرب برية لا يمكن كسبها".

ويقول لودرز انه "رغم أن استراتيجية "داعش" المكشوفة، فان زعماء الدول الغربية يسقطون في الفخ الذي ينصبه "داعش".

واعتبر لودرز أنه "يمكن في أحسن الأحوال محاولة منع الميليشيا الارهابية من توسيع نطاق تأثيرها، وهو الهدف الذي حققته الى حد كبير الضربات الجوية".

أين هي المعارضة السنية؟

قد تصل عمليات التدخل العسكرية لمحاربة "داعش" سريعا الى أقصى قدرتها، لكن الجانب الأهم " يتجلى في اشراك مكونات السكان الرئيسية في سوريا والعراق في العملية"، كما يلاحظ فولفغانغ ريشتير من المعهد الألماني للعلوم والسياسة في برلين.

ويفيد ريشتير أن هناك حاجة الى عنصر سني معارض ضد تنظيم "داعش".

أما يوخن هيبلير فقد أكد أن الغرب لديه خيارات محدودة جدا في سوريا، بحيث "يمكن تقوية المساعدة الانسانية لتخفيف المعاناة التي تتسبب فيها هذه النزاعات، وبذل الجهد من خلال اجراءات دبلوماسية دولية ، كي لا يسكب الزيت على النار من الخارج".

2

أمل التفاوض في فيينا

في الأفق تبدو ملامح خطة لحل سياسي، لأن 17 دولة اتفقت في منتصف نوفمبر الماضي في فيينا على التوصل في أسرع وقت ممكن لوقف اطلاق النار بين نظام الأسد ومجموعات المتمردين المعتدلة.

ومن المتوقع أن يتم تحت رئاسة الامم المتحدة وحتى منتصف العام المقبل تعيين حكومة انتقالية مكونة من النظام ومن المعارضة يتبعها تنظيم انتخابات بعد 18 شهرا، يشارك فيها ملايين اللاجئين أيضا. إن ذلك سيكون خطوة أولى في محاربة تنظيم "داعش".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان