لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عشوائيات في حضرة التاريخ..(تحقيق)

10:58 ص الأربعاء 04 فبراير 2015

تحقيق- علياء أبوشهبة:

شوارع ضيقة وبيوت متلاصقة بدون أي فواصل تشهد بضيقها على عبق التاريخ وسحره الذي لم يغب رغم ما تركه الزمن من أثر، خلف شارع المعز الواقع في منطقة الجمالية، وعلى بعد أمتار قليلة من باب النصر والخيامية، يسكن الإهمال ويظل الفقر والمعاناة من نصيب الجميع.

''كفر الطماعين'' و''الجنبكية''، و''عطفة الحوش الجديد''، ثلاث مناطق سكنية تقع في أحياء الجمالية وباب الشعرية في منطقة شرق القاهرة، تشارك سكانها مجاورة الأماكن التاريخية التي يرجع تاريخها إلى مئات السنين، ويغلفها سحر الآثار الإسلامية من كل جانب، ويتشاركون أيضا الفقر والمعاناة بسبب القمامة ومخلفات الهدم التي جلبت لهم الثعابين والحشرات، إلى جانب نقص المياه ومشاكل الصرف الصحي.

من المناطق المحيطة بالأثار تولد المعاناة، وهو ما رصده مصراوي.

''كفر الطماعين''.. من طامعين في العلم لحالمين بالماء

2015_2_4_11_21_40_286

''الجنبكية'' .. المعاناة تسكن جوانبها الحزينة

2015_2_4_11_43_25_578

عطفة الحوش الجديد.. الحشرات ونقص المياه يحاصران الأهالي

2015_2_4_11_43_35_796

مسؤولية الحي

أوضح اللواء وجدى زقزوق، رئيس حي وسط التابع له شارع الأزهر ومنطقة الحسين، في تصريحاته لمصراوي أن الحي يلزم صاحب المنزل عند الحصول على رخصة هدم برفع المخلفات، وفي حالة عدم التزامه يتم تحرير محضر، وتزال المخلفات على نفقة المالك.

وأضاف أنه في حالة تقدم ساكني المناطق بشكاوى من تسبب وجود مخلفات هدم المنازل في تضررهم وإحداث حرائق أو ما شابه يتم اتخاذ الإجراءات القانونية لإزالة المخلفات، لافتا إلى أن إحدى مشكلات هذه المناطق تتمثل في تعدد مالكي العقار، إما لتعدد الورثة أو لوجود نزاع من عدة أشخاص لإثبات ملكيتهم للمنزل.

كما أشار رئيس حي وسط القاهرة، إلى أن انقطاع المياه في هذه المناطق لا يستمر لعدة أيام، ولفت إلى إبلاغ المواطنين عن تكرار الأعطال وهو ما سوف يتم العمل على إصلاحه.

أضاف أن البنية التحتية في المنطقة مجددة بالكامل خلال العشر سنوات الأخيرة بدعم من مؤسسة أغاخان وبجهود المحافظة.

مشروع القاهرة الفاطمية

دكتور مختار الكسباني، أستاذ الأثار الإسلامية، و ومستشار أمين عام المجلس الأعلى للآثار السابق، قال لمصراوي إن طمع أصحاب البيوت القديمة التي يتعدد ملاكها سببا في تردي أحوالهم المعيشية نظرا لتمسكهم بالبقاء في منازلهم في حين أنها يمكن تعويضهم عنها و ترميمها لتكون موتيل صغير يستقبل السائحين، وهو جزء من مشروع القاهرة الفاطمية الذي كان ينفذ قبل ثورة يناير.

أضاف أن بعض البيوت بها ورش لبعض الصناعات لا تتفق مع طبيعة المنشآت مثل ورش سباكة المعادن والمصنوعات الذهبية، والتي تم نقلها إلى الحرفيين بالاتفاق مع أصحابها عند تطوير شارع المعز، حتى لا تتسبب بالضرر لهذا التراث المعماري العظيم.

وعن مادة البناء المستخدمة في بناء هذه البيوت أوضح الكسباني أنها مستخدم في بنائها ''القصرمل'' وكانت تستخرج من مخلفات حرق القمامة في مستوقدات تسوية الفول التي كان يلحق بها الحمامات الشعبية، موضحا أن هذه الخامة لا يمكن إنتاجها من حرق القمامة حاليا لأنها تحوي مخلفات بلاستيكية وكيماوية، ولكن يتم إنتاج نفس الخامة لترميم البيوت الأثرية من خلال تعطين التبن مع أوراق و خشب الأشجار لتنتج مادة مشابهة إلى روث البهائم، مشيرا إلى استحالة ترميم الأسقف بالخيش والقطران لأنها تذوب مع حرارة الشمس وتؤثر على المباني الأثرية.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان